الجزء الأول
هذه محاضرة للدكتور محمد هدايا عن ليلة القدر
فيها تصحيح وشرح لغوي دقيق يرقي بنا إلى المستوى اللائق لكل من تعامل مع القرآن الكريم الذي هو روح من أمر الله، وكلام المولى عز وجل فيه من البلاغة والحكمة مما يجعل المتعامل معه يقظا وفطنا وعلى أهبة الإستعداد في جميع أوقات حياته ومراحل عمره للتلقي عن الله....
وفي نهاية الصفحة ستجدون بإذن الله تعالى رابط منتدى الدكتور هدايا حيث يمكنكم وضع أسئلتكم ليجيب عليها فضيلة الدكتور .
ما هي ليلة القدر..؟
الإجابة نأخذها من القرآن الكريم.. الله تعالى يقول { ِإنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }
الضمير في " أنزلناه " يعود على القرآن الكريم .
نسأل هل القرآن نزل في ليلة القدر ..؟
عيلنا أن نفهم معنى القرآن والكتاب ..؟
في سورة الإسراء { إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } كلمة القرآن هنا لها معنى لكن لما نذهب لسورة البقرة مطلعها يقول تعالى { الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } إذاً أصبح هناك اختلاف بين الكلمتين .. !
طالما تغيرت الكلمة فبالقطع المعنى اختلف .. !
هذا القرآن يجمع بفضل من الله تبارك وتعالى وهو الذي جمعه سبحانه الجمع يوضع فيما يسمى كتاب ..عندما يقول الله تعالى : ( إنا أنزلناه ) .. لدينا إحتمالين : إما الضمير عائد على الكتاب كله أي كل القرآن أو أن الضمير عائد على القرآن الذي هو جزء من الكتاب ..!
" القرآن جزء الكتاب والكتاب كل القرآن " { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } القرآن ككتاب كله من الفاتحة إلى الناس نزل في ليلة القدر .. !
هذا معنى لم يختلف عليه كثيرون أن الكتاب نزل إلى السماء الدنيا في ليلة القدر جملة واحدة بالترتيب الذي بين أيدينا اليوم ؛ ثم وفّق كل حادثة وقعت على مدى ثلاث وعشرين سنة كان القرآن ينزل من الكتاب وفّق هذه الحادثة بترتيب مختلف ..
الدكتور عبد الجليل عيسى وهو من أهل اللغة فهم معنى الجمع فسمى ما حصل في عهد أبي بكر الكتبة الأولى وسمى ما حصل في عهد عثمان بن عفان الكتبة الثانية .
من أين جاءت مكانة هذه الليلة ..؟ هل جاءت لأنها هي ليلة قدر بذاتها أو أنها ليلة قدر بنزول القرآن فيها .. ! أي ما الذي أعطى لها القدر .. ؟
ما هي خصوصية هذه الليلة ..؟ هي قُدرت وعُظمت بأنها هي التي نزل فيها القرآن . عِظمة شأنها جاءت من أنها الليلة التي نزل فيها القرآن ؛ الليالي كلها لله تعالى لكن هذه الليلة التي نزل فيها المنهج والقرآن والكتاب هذا ما جعل للّيلة قدر .
عندما يقول المولى تعالى { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} القرآن نزل الصبح .. ونزل الظهر .. ونزل العصر .. وليس فقط في الليل ! إذاً كل دقيقة وكل ساعة وكل يوم وكل ليلة وكل وقت نزل فيه القرآن هو دقيقة قدر وساعة قدر ويوم قدر وليلة قدر .. يعني كلمة ليلة تعطي المعنى لأي وقت .
أن المسلم الواعي اليوم هو الذي تكون حياته كلها لحظات قدر .
هو كتاب ذو قدر لو صَاحَبْته ستكون أنت ذو قدر .
الفعل جاء مرة بالهمزة ( أنزلناه ) وبدون همزة ( نزل ) الهمزة في الأولى اسمها همزة التعدي إذاً الفاعل الله سبحانه وتعالى ؛ لو قرأت القرآن كله تجد أن ( أنزلنا ) الفاعل الله .. أما( نزل ) فيكون الفاعل جبريل ..
أي بالحق أنزلناه كتاباً وبالحق نزل قرآناً . { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } الفاعل هو الله تبارك وتعالى
{ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ } هذا ليس تكراراً وإنما كل واحدة عملية ؛ بالحق أنزلناه كتاباً جملة واحدة .. وبالحق نزل قرآناً متفرقاً والذي ينزل متفرقاً هو الذي يأخذه جبريل وينزله على الرسول صلى الله عليه وسلم { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } نفهم منه أنه نزل جملة واحدة .
ثم قال المولى { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ } إذا قال في القرآن " ما أدراك " أي سيقول لك ..
وإذا قال " ما يدريك " فلن يقول لك .
قال تبارك وتعالى : { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } أي عندما قال : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ } سيتكلم عن شأنها .. عندما يقول " خير من ألف شهر " بعض المفسرين قالوا 83 سنة وهذا كلام فارغ هو عندما يقول ألف , لا تعني ألف محصورة وإنما للمبالغة .
علينا أن ننفعل بالنص القرآني { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } كأني بالقرآن يريد أن يقول لك أنه لن يصل أحد إلى مكانتها من عظمة مكانتها .
كلمة ألف شهر جاءت مقابل ليلة فجاء بالليلة التي هي أحد أجزاء الشهر فقال هذه الليلة ليست أحسن من الشهر وإنما أحسن من ألف شهر، كلمة " خير من " أي أفضل أحسن ، أفعل التفضيل يعني مفتوحة ولا يمكن تحديدها بـ 83 سنة هذا كلام غير صحيح . علينا أن نفهم النص القرآني هو يقول أنها ليلة أفضل من أي تخيل في ذهنك لأن القرآن نزل فيها . إذاً ليلة هذه السنة هي ذكرى لأنه ليس هناك نزول للقرآن الآن فعلينا أن نحتفل بعظمة القرآن " لأن عظمة الليلة جاءت من عظمة القرآن " .
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعطِ هذه الليلة أهمية .. !
لو عدنا قليلاً وسمعنا الرسول صلوات ربي وسلامه عليه وهو يقول لأصحابه " كنت سأخبركم بموعدها وأُنسيتُها " ! فلماذا تحددها أنت .. !
لدينا حديث صحيح ( تحروها في العشر الأواخر ) ولدينا حديث صحيح ( تحروها في وتر العشر الأواخر ) نحن لدينا الخاص يقيّد العام ، في العشر الأواخر تعني الشفع والوتر تعني " 21، 22،23، 24، 25، 26
الجزء الثاني
، 27، 28، 29، 30 " ، في وتر العشر الأواخر يعني " 21، 23، 25، 27، 29 "
أيها ستأخذ أنت ..؟ المفروض آخذ الوتر ؛ ولكن لدينا حديث صحيح يقول ( أنها في ليلة 24 ) ، هذه شفع وليست وتراً .. !
( كثرة صحة الأحاديث المتعارضة نفهم منها أن لله تعالى حكمة في إخفائها )
بدليل أن الرسول قال أُنسيتُها .
" عبد الله بن مسعود قال الذي يريد أن يقابل ليلة القدر فليحتفل عام .. " لماذا .. ؟
لأن الليالي تتحرك على مدار العام مثلاً 10 رمضان 6 أكتوبر تختلف كل عام وحتى تتقابل مرة ثانية اكتوبر ورمضان تحتاج 33 سنة ولا تأتي 6 أكتوبر مع 10 رمضان ! أي الليالي نفسها تتغير .
لذا قال ابن مسعود احتفل عاماً . وآخر قال رمضان كله ، وآخر قال أنا سأتمسك بالحديث أنها في وتر العشر الأواخر وآخر قال العشر الأواخر . الذكي يسأل نفسه سؤالاً لماذا تريد أن تحتفل بليلة القدر ..؟
إسمع ماذا قالت عائشة رضي الله عنها وماذا رد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ " هي تسأله لو عرفت ليلة القدر [ ( لو ) عند العرب يعني لن تعرفها .! ] ماذا أفعل ..؟ " هي سألت عن عمل فقال لها الرسول عليه الصلاة والسلام : " قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا، وفي رواية أخرى اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفٌ عنا. "
وليس هناك إضافات أخرى في النص في الحديث . السيدة عائشة سألت عن فعل والرسول قال لها " قولي : اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني "
أسأل ألا يمكن أن نقول هذه الجملة كل يوم ..؟ ليلاً ونهاراً ..؟ في كل صلاة ..؟ هل سأتعب من أن اقولها كل يوم في كل صلاة ..؟ هل هذه صعبة ..؟
المشكلة أن البعض يفهم أن المغفرة تحصل فقط في ليلة القدر.
أي إذا أنت أذنبت .. يوجد هنا سؤال : مثلاً تبقى كما أنت إلى رمضان العام المقبل ..!
وهو مصر على هذا لكن أين الآية التي يقول فيها تعالى { إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ } ! والبعض يصر على أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان !
هذا يبين لنا ماذا تفعل البدعة بالناس ! أنت تنتظر ليلة القدر لماذا ..؟
يقولوا ليغفر لنا الله . ولكن الله تعالى يغفر في كل يوم وفي كل لحظة وقلنا أن الله بيسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل وقلنا أن الذي أذنب في الليل هل ينتظر إلى النهار ليتوب ..؟
كلا وإنما يتوب من قريب ؛ خذ توقيع الليل والنهار .. فالليل في مصر مثلاً يقابله نهار في أميركا إذاً كلمة ليل تعني الليل والنهار في وقت واحد وكلمة النهار تعني الليل والنهار في وقت واحد
الذي يخطئ في الليل يتوب في الليل والذي يخطئ في النهار يتوب في النهار أي يتوب من قريب ولا ينتظر ليلة النصف من شعبان أو ليلة القدر .. ! ليلة القدر قُدِّرت بنزول القرآن فإذا أردت أن تحتفي بهذه الليلة تحتفي بالقرآن .
{ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } ما المقصود بهذا النزول ..؟
الروح جبريل عليه السلام والمقصود ليلة النزول الأولى لأن جبريل لم يعد يتنزل بالوحي . ( تنزّل ) فعل ماضي ..
في كل كتب التفسير قالوا الأصل أنها تتنزل !
وارد على هؤلاء بالقول أنه ليس في القرآن حذف ولا زيادة ؛ الله تبارك وتعالى لو أراد أن يقول " تتنزل "
لقال " تتنزل " !
القرآن أصل اللغة وأصل الكلام { تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } الروح جبريل عليه السلام .. والروح هو القرآن .. لو أخذنا المعنيي تكون هي الليلة الأولى .
{ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } هي هذه الليلة .
كيف يتسق هذا الكلام مع ما يردده الناس أن لهذه الليلة أمارات وبياض الشمس ولا تنبح فيها الكلاب ..؟
هل الرسول صلى الله عليه وسلم " إن صح الحديث " يتكلم عن الذي حصل أو عن الذي سيأتي ..؟
الناس فهمت أنه كلما جاءت هذه الذكرى ستأتي هذه الأمارات ؛ نحن ماذا نريد من هذه الليلة ..؟
لماذا نبحث عنها في العشر الأواخر أو في وتر العشر الأواخر ..؟
أنا شخصياً أخذت بكلام ابن مسعود على مدار العام أو بالذي قال في رمضان كله
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } .. { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } إذاً هي بالقطع في رمضان .
أنا أسأل سؤالاً هل تُنسى هذه الليلة ..؟
بالطبع لا ، لما تُنسى إذاً ! أليس لهذا حكمة ..؟
إذاً لا نبحث عنها نحن . ليلة مثل هذه بالنسبة لمحمد صلوات ربي وسلامه عليه تُنسى .. !
وعندما قال : ( أُنسيتُها ) أرجع الفعل لله سبحانه وتعالى ؛ فقال: ( أُنسيتُها )
أي أنا غصب عني أنسيتها لأنها بالمنطق لا تُنسى إذا كنا لا ننسى تاريخ ميلاد أبنائنا ! فما بالنا بتاريخ ميلاد القرآن بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم .. ؟!
لا يُنسى إلا بأمر من الله ولحكمة إلهية ؛ تخيل أن ليلة القدر حددت نصاً في القرآن أو الحديث ؛ لوجدت الناس يقتلون بعضهم في مكة سنوياً لأن العالم كله يريد أن يذهب هناك !
نقطة أهم : هل هناك إشكالية أن يذكرها القرآن أو يعطيها إشارة أو علامة ..؟
أهل اللغة وجدوا أن ليلة القدر هي ليلة 17 رمضان بنص القرآن الكريم فقالوا { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ }
الجزء الثالث
فأهل اللغة قالوا اليوم واحد وإن اختلفت السنون ، ليلة بدر هي ليلة نزول القرآن ليلة بدر كانت ليلة 17 رمضان فقالوا ليلة القدر هي ليلة 17 رمضان ؛ والشيخ عبد الجليل عيسى رحمه الله أخذ بهذا الرأي وقال هي ليلة السابع عشر من رمضان ؛ وعندما ناقشه بعض طلاب الدراسات العليا عنده قال هذا الكلام مقفول فهذه أحاديث وهذا نص قرآني .. وعندما حققت تفسيره قلت لماذا اقفلها الدكتور عيسى هكذا..؟
لو أن الأمر خيار بين القرآن والحديث أكيد القرآن ؛ لكن عندما تناقشها تجد الأحاديث صحيحة , لكن متعارضة .
وهي ليلة لا تُنسى لكن حين يُنسيها الله عز وجل لا تسأل أنت عنها ! ثم ماذا تريد أنت منها ..؟
الرسول صلى الله عليه وسلم قال : "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " معنى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم يريد أن تجتهد كل رمضان ..لا ليلة محددة وحتى لو كانت ليلة محددة ؛ لكن لا نقطع بهذا الرأي وابقى في الأضمن .
لدينا نزولان :إنزال الكتاب ونزول القرآن ، القرآن أخذ من الجزء الثلاثين فقال " إقرأ " هذا أول تعلق الأرض بوحي السماء أول كلمة سمعها الرسول عليه الصصلاة والسلام كانت إقرأ .
إذاً حصل أمران : إنزال الكتاب ونزول القرآن وهذا الذي جعل قدر لليلة ولهذا سميت السورة كلها سورة القدر الذي حدث بنزول القرآن للدنيا ولّليلة ولمحمد صلى الله عليه وسلم وللأمة كلها
{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } من اين جاءت خيرية الأمة ..؟ من القرآن ، ليس لك خيرية من دون منهج يعمل به . هذه الليلة قُدّرت وقدرت فيها الأمة والنبي ؛ بهذا الكتاب وبالقرآن
. الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" من قام رمضان إيماناً واحتساباً "
الليل يبدأ من المغرب إلى الفجر ، قام ليلة القدر أي أمضى الوقت من المغرب إلى الفجر قائماً يقرأ القرآن ويصلي من غير راحة ، كل انسان يعمل شيئاً يقدّر به فهناك من يقوم ليلة السابع والعشرين وهناك من يقوم العشر الأواخر وهناك من يقوم الوتر من العشر الأواخر وهناك من يقوم رمضان كله هل يستوون ؟
لا يستتون .. وكل إنسان قدره يختلف باختلاف انفعاله بالآية أو السورة أو الواقعة .
المريض في ليلة القدر لن يتمكن من القيام بمعنى القيام الفعلي ولكن يمكن أن يقوم بالقرآن .
القيام لا تعني الوقوف وإنما تعني القيام بالقرآن وبالّليلة بالفعل ؛ قد يكون الجالس أفضل من القائم إذا انفعل بالقرآن ! واقارن وكل شخص بحسب حالته . ممكن أن تقرأ وتقف عند آية قد تأخذ ليلة كاملة ! هذا لا يعتبر تضييعاً للوقت وإنما هو تدبر لهذه الآية ..
هناك من يقرأ القرآن وفي يده ورقة وقلم يدون هنا وهنا ويقارن ؛ وهناك من يقرأ القرآن بسرعة ليأخذ حسنات .
إنما البعض قد يقرأ ويقف عند آية ويقول هذه الآية هناك شبيه لها في سورة كذا أو سورة كذا ويبحث طوال الليل في آية واحدة وقد يبقى الليل كله في كلمة .
" الشيخ عبد الجليل عيسى رحمه الله كتب بالنصّ ( يشرح تركيب أرأيتكم ) ؛ فقلت للشيخ الشعراوي أن الدكتور عبد الجليل ترك هذه الكلمة . فقال لي : اشرحها "
فبقيت ستة أشهر وأنا ابحث فيها وأحقق في التفاسير في اللغة والرأي حتى أشرح التركيب وتبين أنه أصعب التراكيب في القرآن ، هذه كلمة أخذت ستة أشهر والدكتور عبد الجليل عيسى كان قد كتبها لنفسه وتوفاه الله .
( أرأيتكم ) التركيب اللغوي فيها صعب جداً لأن فيها همزة وفعل رأى والفاعل .. وعندما حققتها في صفحتين ثم أردت أن أشرحها للعامة في سطر فقلت : أرأيتكم معناها أخبروني إخبار العالم ببواطن الأمور وهذا لا يكون لبشر، هل إذا قلتم ستقولون مثل الله تعالى ..؟ بالطبع لا إذاً اسمعوا كلام المولى عز وجل ، هذا هو معنى هذا التركيب ، هذا مثال على كلمة { بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } هذا يتعلق بالقرآن من كل أمر من أمور القرآن لأن القرآن من أمر الله .
هناك أناس تتصورأن كلمة الروح في سورة الإسراء هي قوام الحياة ..
وهذا بعيد تماماً عن المعنى { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي }
الروح التي من أمر الله هي القرآن أما قوام الحياة سر من أسرار الله .
الروح التي من أمره اثنان : الوحي المطلق ؛ والقرآن { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا }
وعندما يقول { تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } الأمر هنا القرآن .. وليس له علاقة بإجابة الدعاء ولا بطاقة القدر!
المفيد أن تحتفي بالقدر وبالقرآن والذي يريد أن يعمل بشكل صحيح يعظِّم القرآن ؛ ومنزلتك في الجنة عند آخر آية قرأتها .. وقرأت لا يعني رددت وإنما عملت ؛ إذاً منزلتك وقدرك يُحدد بما قرأت من القرآن .
والذي جعل " القدر " لّليلة هو القرآن .. والذي جعل خيرية لهذه الأمة القرآن { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }.. بماذا ..؟ لا برأيكم ولا بذكائكم وإنما بمنهجكم بالقرآن تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر هذا تأخذونه من القرآن .
" ليلة القدر هي ليلة عفو.. والعفو جاء في هذه الليلة من عملك بالقرآن .
أكثر من يعفو الله تعالى عنه في هذه الليلة هو أكثر من عمل بالقرآن على مدار السنة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لعائشة قولي : " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا " العفو هنا يعني أنك عملت كثيراً .. لكن حصل تقصير فأنت تطلب العفو ، حسناته وسيئاته متصارعين فهو يحتاج لعفو .
رابط المنتدى لمن اراد أن يسجل نفسه فيه لتحصيل العلم والفائدة بإذن الله تعالى:
http://hedayalovers.alafdal.net/t468-topic
Principio del formulario
هذا رابط منتدى الدكتور هدايا
ساحة النقاش