نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19)

إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)

إلى كل من يهتم بمعرفة نفسه ليزكيها... وإلى كل من دارت برأسه الأسئلة عن النفس وأحوالها، وإلى كل من قرأ عن النفس من تأليف البشر.... وإلى كل من يريد أن يرقى بنفسه ويزكيها ويصل بها إلى مرضاة ربه .... ويحول بيته الذي يعيش فيه إلى جنة... اسمع معي كلام ربك عن النفس وصفاتها...

ما سبق من آيات توضح لنا بتأكيد لا يقبل الريب ولا الشك، الصفات التى هي أصيلة في كل البشر...لقد خلق الله الإنسان هلوعا، بمعنى أن به شيئ من الخوف والقلق والغموض مجتمعين ومتأصلين فيه، خُلق بهم...أي جُبل عليهم.

ثم إنه بعد ذلك إذا مسه شيئ مما يزعجه فهو يجزع، ثم بعد ذلك إذا رزقه الله خيرا كان منوعا... هذه صفات متأصلة في الإنسان منذ آدم عليه السلام وحتى تقوم الساعة....

ولكن عزيزي القارئ لا تجزع ولا تخاف، فقد أعطانا الله سبحانه وتعالى الطريقة السحرية التى نتخلص بها من كل تلك الصفات التى تؤرقنا....

يوضح لنا المولى عز وجل الخطوات التى يجب أن نتبعها لنتخلص من كل تلك الصفات ونرقى بها ونحولها إلى صفات حميدة، وذلك بإتباعنا تلك الخطوات التي بها تتحول بيوتنا وحياتنا إلى جنات النعيم ونكون من الله مكرمين.. سأكتب الخطوات آية بآية حتى نستوعبها ونعيش معها .. وهكذا يسهل علينا تطبيقها:

إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)

إذا أول خطوات العلاج والتخلص نهائيا من الهلع والجزع والمنع هي الصلاة.

الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)

 ولكن قد وضع الله سبحانه وتعالى شرط للصلاة وهو أن يداوم عليها، إتخذ لنفسك نافلة تتقرب بها إلى الله، ولكن داوم عليها... مثل ركعات قليلة في جوف الليل ولكن لابد من المداومة عليها...

وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)

إن مداومتك على صلاة النافلة ستحملك حتما إلى ما سبق من الحق المعلوم للسائل والمحروم، لأن نافلتك ستقربك من الله، وستزيدك تقوى وفهم للحقائق، وستنير قلبك، وستجعلك ترى ببصيرتك أن الذي رزقك المال وكل ما لديك هو الله سبحانه وتعالى، وهو الذي طلب منك أن تجعل في مالك حقا معلوما للسائل والمحروم، جاهد نفسك واصبر عليها حتى تحصل على حلاوة تلك العبادة الكبيرة جدا والتى يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكل الخلق كلهم أجمعين.

وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)

إن الذي سيعينك على أن تداوم على نافلتك{ صلاتك } وأن تجعل في مالك حقا للسائل والمحروم، هو أن تصدق بيوم الدين، أن تفكر دائما أنك ستلاقي ربك، وذلك بتذكرك دائما للموت، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الموت قبل الحياة:{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } الملك.

كما أن إيمانك بالله سبحانه وتعالى إن لم يصاحبه إيمان باليوم الآخر والعمل له، فهو إيمان ناقص ولا يفيد صاحبه، وربما ضره كثيرا...{ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ }، كما أن هذه الخطوة هي المدخل الصادق للخطوة التالية..

{وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)  }

أن يكون هذا دائما حاضرا في ذهنك، أن تشفق من عذاب ربك، تخشى أن تقع في الخطأ ثم لا تتوب، وعلاج ذلك قد نبهنا إليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمرنا أن نستغفر الله  كثيرا فقال:{ يا أيها الناس استغفروا ربكم وتوبوا إليه فإني أستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مئة مرة أو أكثر من مئة مرة}.

{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) }

 الآية في منتهى الوضوح.

{ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) }

هذا والله مطب كبير، من يقع فيه فسيصعب عليه الصعود، لأن التوبة من عدم تأدية الآمانة، تتطلب رد المظالم،  وهذا أصعب ما في الموضوع.. لذلك إستعمل المولى عز وجل لفظ { رَاعُونَ } لأنه لابد لنا من أن نراعي بصفة مستمرة آماناتنا وعهودنا، كما نرعى عزيز لدينا...

{ وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) } .......

{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) }

 هنا نأتي لآخر خطوة التى بعدها مباشرة تتحول حياتنا وكأنها في الجنة، بحيث لا شقاء ولا عذاب، ولا حرمان، ولكن هو الرضا والإكرام...

والحفاظ على الصلاة.... معناه هنا أنك قد وصلت لمعرفة القيمة الحقيقية للصلاة التى كانت قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم... والتى استدعاه لها ربه إلى ما فوق سبع سموات... فعاد بفرض الصلاة، وهي العبادة الوحيدة التى فرضت في السماء، وعرج لها خاتم الأنبياء والمرسلين وأفضل الخلق كلهم أجمعين صلى الله عليه وسلم ، ثم عاد إلينا بصلاة هي سر الحياة وسر السعادة وسر النجاة وهي عماد الدين وهي مصدر الطاقة والحيوية والنشاط والهمة العالية....

لقد وضح لنا مولانا الصفات الأصيلة في النفس، وعلمنا كيف نحولها إلى صفات حميدة تجعلنا في :,,..,,

{ أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) }

سورة المعارج.

 نهاية المطاف، لقد حدد لنا مولانا المصير الجميل الذي ينتظرنا إذا ما حققنا كل ما سبق من خطوات إيمانية يزداد بها إيماننا وقربنا من ربنا...

لقد قال المولى عز وجل أولئك في جنات مكرمون.... هم الآن في جنات مكرمون..

هذا والله أعلى وأعلم ...ما فيه من صواب فهو من الله ونحمده سبحانه ونشكره على عظيم فضله أن عرفنا ما ينجينا من مصائب الدنيا ومتاها النفوس، وندعوه سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وما فيه من خطأ فمني وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين. والصلاة والسلام على من بعثه الله بالحق هدى ورحمة للعالمين والحمد لله رب العالمين.

إن رأيت فيها خيرا فاعمل على نشرها والأجر والثواب على الله.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 83 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2012 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

246,325

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »