لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) الرعد
لعلنا لو بدأنا في اصلاح بلدنا،بزيادة الرقعة الزراعية، والعمل على ادخال مياه الشرب الصالحة للمحافظات والنجوع، وزيادة الإنتاج،و العمل بجد وحماس مخلصين النية لله، لعل كل ذلك يكون من مقومات تغير انفسنا حتى يغير الله ما بنا...
لعل كل ذلك يكون عند الله مقبولا فيقبله منا ويكشف عنا ما بنا مما يسؤنا، فالعمل الصالح هو دليل الإيمان الصادق بالعلي العظيم، الذي لا يغفل ولا ينام،
نحن في حاجة لأن نعتصم بالله، نحن في حاجة لأن نبني شخصيتنا الإسلامية من جديد، نحن في حاجة لتغيير اخلاقنا، وأسلوبنا في الحياة، وهذا لا يكون إلا بالعمل الجاد، ولنجعل كل ما نقوم به من العمل على اصلاح انفسنا ،واصلاح بلدنا واولادنا، واصلاح قلوبنا وتطهيرها، صدقوني كل هذا يكون سهلا للغاية إذا ما بدأن العمل في سبيل الله...
هيا بنا نحقق ونلبي أول مبادي الإيمان بالله، والتى وضعها الله سبحانه وتعالى في أول نداء له للذين به آمنوا..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) البقرة.
هذا هو أول نداء من الله العلي العظيم لمن به آمن، لم يقل المولى عز وحل يا من بي آمنت، ولكن جعل نداءه لجماعة المؤمنين، ومن هذا المنطلق يجب أن نلبي نداء الله جماعة على اننا اخوة كخطوة أولى،
ثم بعد ذلك نلبي ما أمرنا به وهو أن نبتعد عن كلمات السوء، الوعود الكاذبة،و السب واللعن واتهام الآخرين، كل كلمة تحمل معنى ظاهر طيب، واخر خبيث، كل كلمة فيها غش وخداع..
ثم بعد أن ننتهي عن ما نهانا عنه مولانا من اجتناب السيئ من القول، هيا بنا ننتقي الكلمات الطيبة، والتى قال فيها ربنا ليحببنا فيها ويزينها في قلوبنا، قال عز وجل:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) ابراهيم.
على هذا الأساس سنؤسس حزبنا.. ستكون كل كلماتنا طيبة بإذن ربنا، وكذلك أعمالنا نحن في حاجة لأن نقطف ثمار الكلمة الطيبة، التى اصلها ثابت وفرعها في السماء ، نأكل من ثمارها عندما يإذن لنا ربنا... عندما يرضى عنا مولانا،
فإذا ما قطفنا ثمرة الكلمة الطيبة، سرى طيبها في كل كياننا، وفي كل كيان نؤسسه، وفي كيان كل من سار على نهج نبينا صلى الله عليه وسلم،
يا أخوة الحبيب المصطفى ، هيا بنا نستيقظ، ونتوب، ونعود إلى ربنا حتى لا تكون مصرنا مثل مانرى في البلاد من حولنا...اللهم كن في عونهم وانصرهم واشدد ازرهم وثبت اقدامهم.
أنتم يامن اتبعتم نداء على خطى الحبيب، أنتم يامن سرتم على خطي الحبيب المصطفى ، هيا بنا الآن نبدأ مرة اخرى نهضة جديدة، ويقظة منحها الله لنا، ولا تعتقدوا أخواني في الله، أن هناك مخلوق من الجن والإنس قادر على أن يحتال على امر الله،
هذه كلمة قالها فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله للرئيس المخلوع .. قال له بما معناه: لا تعتقد أنك تآمرت على أمر الله... فقد ولاك الله علينا أما لتكون انت قدرنا فيؤدبنا بك، أو نكون نحن قدرك فيؤدبك بنا...
هياب بنا نعتبر من هذا الدرس... لاتآمر على أمر الله... ولنتخذ من كلمات الله منهجا وشريعة وطريقا نسير فيه ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه واضعا سنة ازلية لن تجد لها تحويلا أو تبديلا .. قال عز وجل:
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)البقرة
فلنجعل الله ولينا، وليتولى غيرنا ما يتولى، هيا نعود إلى خالقنا، إلى من جعل من نفسه ولينا، ليقينا شر انفسنا وشر كل خلقه كلهم اجمعين...
واني لأقسم لكم بالله أنني لم ارى عمرو خالد في حياتي، وانني خرجت من مصر بعد أن فقدت كل معاني الإنسانية الجميلة ، فقدها في بيتى وفي عملي وفي عموم حياتي وخاصتها، فقدتها حتى في نفسي، فخرجت من مصر هاجرا كل ذلك وفارا بكرامتي وانسانيتي..
الآن لدينا الفرصة من جديد... لنعود ونكون مصريين بحق، مصريين بعاداتنا وتقالدينا التى احتفظ لنا بها الدين ... وباركها الله ورسوله... ثم جاء من قلب كل شيئ رأسا على عقب ففقدنا اجمل ما عندنا.. فقدنا عاداتنا الحلوة الجميلة، الروح الطيبة ، الصداقة والأخوة والرجولة والجدعنة،
هيا بنا نعود إلى اصولنا، لقد اختار الله مصر لتكون هي مصدر النعيم الحقيقي في الدنيا بدليل الآية:{ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (28) الدخان.، هذا ثم اختار الله من نساء مصر هاجر عليها السلام لتكون أول من أنجب الولد الصالح لخليل الرحمن، ولتكون أم اسماعيل عليه السلام، الذي هو جد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
لا تتركوا كل ذلك وتدخلوا في معركة مع الآخرين، بل هيا بنا نعمل في صمت وندعوا الله أن يكشف عنا كل مايسؤنا... هيابنا إلى الأمام في مرضاة الله وبغير عراك،
لقد وقفت يدي عن الكتابة، واختنق قلبي وإلى هنا أنهي كلامي... الدعوة هي لأن نلبي نداء الله، ويكون لنا مكانا سياسيا يحترمه الجميع... حزب مصر المستقبل،
هذا والله ولي التوفيق... هو القاهر فوق عباده، والمطلع على ما تخفي صدورهم، وهو فوقهم بقوته وجبروته وعدله وحكمته... وقد اسلمنا له انفسنا وعقولنا وقلوبنا ، هو مولانا عليه توكلنا وإليه المصير.
ساحة النقاش