نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. هذه تذكرة بأول نداء من الرحمن لعباده الكرام. { للتذكرة.. فإن الذكرى تنفع المؤمنين } .

1/88

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا نُعَيْم بن حماد، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا مِسْعَر، حدثني مَعْن وعَوْف -أو: أحدهما-أن رجلا أتى عبد الله بن مسعود [رضي الله عنه] (3) فقال: اعهد إليَّ. فقال: إذا سمعت الله يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } فارْعِها سَمْعَك، فإنه خَيْر يأمر به، أو شَر ينهى عنه.

الآن مع رؤية جديدة لأول نداء للذين آمنوا.. وهذه الرؤية مستخلصة من حالنا اليوم.. حال بلادنا وشبابنا وكبارنا وصغارنا.. حال الكل يعرفها ويعاني منها.. وربما من أجل ذلك كانت نداءات الرحمن لعباده الكرام ليخرجنا من ظلومات ما نعانيه الآن، إلى النور الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين والذي بعثه الله بالحق هدى ورحمة للعالمين، صلى الله عليه وسلم ..
الذي يجب أن نركز عليه في هذا النداء .. أن سبيل المؤمنين هو السبيل السوي .. وهو أقرب الطرق للخروج من كل الأزمات الطاحنة التى أصابت المجتمع الإسلامي.. وأسمع معي رحمك الله كلام ربك في هذا الشأن العظيم :
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء
الآن المولى عز وجل يحذرنا من أن نشاقق الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة بعد أن سمعنا نداءه سبحانه وتعالى لنا،
كما يحذرنا أيضا من إتباع غير سبيل المؤمنين، لأنه سبحانه في هذه الحالة سيولنا ما تولينا.. فإذا أردت أ و رغبت في شيء معين فهو لك، لا إكراه في الدين، لذلك قبل أن تختار عليك أن تنظر ما المصير النهائي لما إخترت؟ والمصير قد حدده المولى عز وجل في نهاية الآية.
أنظر ودقق النظر فيمن تتخذه وليا.. أي من ستوليه أمرك واهتمامك وعنايتك.. وأسمع معي كلام ربك رحمك الله وجميع المسلمين:
الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) النساء.
وهناك من الله بشرى خذها بقوة ولا تفرط فيها ...ففيها نجاتك ونجاة كل من أتخذ إلى الله سبيلا:
فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) النساء
عندما كنت أجهز لهذا النداء .. وقفت حائرا بعض الشيء.. تزاحمت على رأسي الأفكار.. فخفت من أن أنساق وراء فكرة فأذل بها وأشقى.. فتوقفت عن الكتابة.. وعن التفكير.. وأخذت قسطا من الراحة.. والغريب أنني لم أعاود التفكير في النداء حتى حان وقت الصلاة، فذهبت للصلاة وعند عودتي وجدت رسالة في بريدي الإليكتروني من موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية.. وتحدث فيها فضيلته على المسافة الكبيرة بين المؤمن وغير المؤمن.. فحمدت الله حمدا كثيرا.. وإليكم بعض النقاط المهمة التى قدمها فضيلته في المحاضرة.
قرأت محاضرة لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي.. يتحدث فيها عن تصنيفات البشر.. فهم فيما بيننا أصناف كثيرة جدا من الناس، ولكن أمام المولى عز وجل يوجد صنفان فقط من العالم أجمع.. وذلك حسب الآيات التالية : والكلام لفضيلته
أيها الأخوة الكرام، أحياناً يرغب المرء أن يعرف كم هي المسافة بين الإيمان والكفر، بين الاستقامة والانحراف، بين الطاعة والمعصية، بين الإقبال والإدبار.. ، والحقيقة أن المسافة كبيرة جداً... ثم بدأ حضرته في تقديم الآيات الدالة على الفارق الكبير بين المؤمن وغير المؤمن:
مَثَلُ ا لْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (24) هود
ويستمر فضيلته شارحا: أنت حينما تعلم أن المسافة بين المؤمن وغير المؤمن كبيرة جداً، كبيرة إلى درجة يصعب تصورها، فأنت عرفت الحقيقة ..
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾ [ سورة السجدة:18]وهكذا يتأكد لدى الجميع أن سبيل المؤمنين هو السبيل الصحيح.. فوجب علينا أن نغير ما بأنفسنا، لكي يغير الله ما بنا .. ما نحن فيه الآن .. وتغيير ما بأنفسنا يتطلب أن ننظر في الماضي البعيد والقريب.. ونبحث عن ما بدر منا من أخطاء ومعاصي كانت سببا في كل ما نحن فيه الآن... وأستطيع أن أقسم بالله عدد المرات التي تريدون أن السبب الأول والرئيسيي هو لساننا.. وكل منا يستطيع أن يتحقق من ذلك بنفسه.. قم بتسجيل حوار واحد بينك وبين أصدقائك..خاصة أثناء وقوفكم على الناصية، أو أثناء جلسوكم على القهوة.. وسجل لمدة نصف ساعة .. ثم أعد سماع الشريط... ستجد كما هائلا من الكلمات التى قال فيها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذرنا منها:
1 - إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، لا يلقي لها بالا، يرفع الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم. { الراوي أبو هريرة، حديث صحيح }.
الأن وجب علينا أن نعرف الجانب الإيجابي الطيب لعمل اللسان.. فإن الكلمة هي عمل اللسان.. أنت بكل جوارحك لك عمل تقترفه بيدك أو بقدميك،وكل ما يخرج من فمك فهو أما عليك وإما لك، ..
قوة الكلمة الإيجابية
فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)
تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِأَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28)فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا
الآن هيا بنا نرى أثر الكلمة الخبيثة السلبية:
وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)لقد وضع الله سبحانه وتعالى سنن وقوانين في كونه لن تجد لها تبديلا ولا تحويلا.. كما في الآية التالية:
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) إبراهيم

إن الله سبحانه وتعالى يحثنا بهذا النداء لأشياء كثيرة جدا وقيم ومبادئ عظيمة، أولها أن نعي وندرك تمام الإدراك الفرق بين المؤمن وغير المؤمن، من الناحية الأخلاقية والسلوكية، فهذا النداء يحدد إنتمائنا الحقيقي ودخولنا بكامل جوارحنا في زمرة من آمن بالله، وأول مطلب هو أن نتقي الله فيما نقول، لأن الكلمة هي التى تحدد موقف المتكلم ، صدقه، كذبه، ثقافته، درجته، طريقة تفكيره، أخلاقه، ثم إلى أي فئة ينتمي.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 155 مشاهدة
نشرت فى 20 مارس 2012 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

246,313

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »