الحكمة البالغة وحق اليقين هما في كل عمل نقصد به وجه الله ذو الجلال والإكرام

 

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ

[ سورة الرحمن ]

كل ما على الأرض سيفنى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام .. وسيبقى بإذن الله كل عمل قمنا به وكان خالصا لوجه الله ذو الجلال والإكرام كما سنتبين ذلك من الآيات التالية:

<< وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ >>

[ البقرة 115 ]

كل تحركاتنا في الحياة يجب أن نقصد بها وجه الله .. وهذه تحتاج لإعادة برمجة أنفسنا من الداخل من جديد، فنجعل كل أهدافنا ومقاصدنا وغاياتنا ابتغاء مرضاة الله، وهذا معناه أن تكون كل أعمالنا وكلماتنا طيبة لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.

♥♥♥

<<  مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ >>

[ سورة فاطر آية رقم 10 ]

ناس كتير يتحركون في الحياة يريدون العزة، ويسلكون من أجلها كل السبل ويطرقون كل الأبواب ويبحثون عنها عند أصحاب الجاه والسلطان، وينسيهم الشيطان أن العزة لله جميعا.. وأن أحد السُبل الواضحة وضوح الشمس لتحقيقها هي الكلمة الطيبة وقد قال عنها الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم أنها صدقة.

♥♥♥

<< لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ >>

[ سورة البقرة 272]

كما ترون أن الله تبارك وتعالى ربط الهدى بالإنفاق بصفة عامة فكل ما ننفق يجب أن يكون ابتغاء وجه الله ليعود إلينا بالخير الكثير بإذن الله تعالى، حتى الأعمال داخل المنزل وخارجه بل وكل حركة وكلمة لابد وأن تكون لوجه الله تعالى.

♥♥♥

<< فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ >>   [ الروم 38 ].

الفلاح في الآخرة هو الفوز العظيم وفي الدنيا هو النجاح الباهر والعقل الراجح والنظرة الواقعية لكل أمور الحياة، وأساس كل هذا أن يكون مرادنا الوحيد هو وجه الله ذو الجلال والإكرام.

 

<< وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ ۖ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ >> [ سورة الروم 39]

دعك من بنوك الدنيا واجعل ودائعك كلها في بنك الرحمن ذو الجلال والإكرام لتضاعف رصيدك عنده يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

♥♥♥

<<  إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا >> 

[ سورة الإنسان 9 ]

كلنا يسعى ليطعم اهله وولده ومن يعول .. والفطن النبيه هو من يجعل ذلك لوجه الله ذو الجلال والإكرام ولا ينتظر جزاء ولا شكورا .. وسوف يشكره الله وتشكره الملائكة وأهل الأرض.

♥♥♥

والحمد لله رب العالمين .