إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
[ آل عمران ]
إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ
على كل إنسان أن يتدبر هذه الآية الكريمة .. فيعرف بيقين أن الله يعلم ما نُخفي وما نُعلن، هذا أولا .. فإذا فعلنا ذلك فسنحاول أن نُحّسّن طريقتنا في التعامل مع الواحد القهار.. فلن نُخفي في أنفسنا أي اعتراض ولا مانع في قبول أمر الله .. ولكي نفعل ذلك باقتناع تام فلننظر الآية التالية :
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
[ غافر 64 ]
لا تنظر إلى ما في أيدي الناس .. وإن دعتك نفسك لذلك فعليك أن تتيقن أن الذي تفوق عليك في شيء ما عنده نقص في شيء آخر أنت تفوقت به عليه .. لأن الله صورنا فأحسن صورنا فإذا رأيت من هو أحسن منك في شيء كنت أنت أحسن منه في شيء آخر.. لذلك أمرنا أن نقول:
هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
[ غافر 65 ]
يعني بصريح العبارة يقول لنا ربنا لا تهتم ولا تبتئس ولا تخشى شيئا إلا الله وإذا واجهت أي تحدي من تحديات الحياة كل ما عليك هو أن تدعوه مخلصا له الدين .. وإخلاص الدين لله معناه أن تقول بصدق إحساسك وبصدق مشاعرك وبصدق محبتك :
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ثم جعل صيغة الحمد هذه هدية منه سبحانه حتى لا تجهد نفسك في البحث عن صيغة مناسبة تحمد بها الله سبحانه وتعالى .. فجعلها في صلاتك تنطق بها 17 مرة على الأقل في اليوم .. ثم زيادة في محبته لك علمك كلمات تقولها عند كل ابتلاء :
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
[ سورة البقرة ]
ولما أمرنا الله أن نسبحه بكرة وأصيلا فقد علمنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صيغة تجمع بين الحمد والتسبيح وقال عنها أنها أحب الكلام إلى الله : (( سبحان الله وبحمده )) . فالحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات.
ساحة النقاش