نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله



من زمان والكلام عن الصبر يحيرني .. ورحت أبحث في كيف نصبر .. ووجدت أننا نسمي احتمال الألم أو البلاء صبرا ..

وطبعا قوة الاحتمال تختلف من إنسان لآخر .. وبدأت أسأل نفسي ووجدت كثيرا جدا من الإجابات والتفسيرات والتحليلات وظلت حيرتي معي وإن قَلَت قليلا ..

وجاءني خاطر يقول أن الصبر الحقيقي هو الصبر الجميل  وما عداه فهو فقط مجرد احتمال الألم الجسدي أو المعنوي.. ووجدت في ذلك راحة كبيرة في نفسي ..

سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا

[ سورة المعارج ]

ووجدت أن الصبر الجميل هو عطاء من العزيز الحميد، وهو ضياء وبالتالي فهو أجمل ما تملك النفس البشرية بدليل الحديث:

و عن أبي مالك الأشعري قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  

" الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو ، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا " . 

وَالصَّلَاةُ نُورٌ ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ

جمع لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الصبر الجميل في حديث واحد وهو الصادق الأمين، أمره الله بالصبر الجميل وهاهو يخبرنا كيف يكون صبرنا جميلا:

<!--الطهور شطر الإيمان .. أي شطر الصبر الجميل .. لأنه لا إيمان بغير صبر ولا صبر بغير إيمان.

<!--والحمد لله تملأ الميزان .. إذا كان حالنا فعلا هو الحمد لله رب العالمين فلا شقاء ولا مرارة ولا شكوى ولا غمة.. وسيرى العالم كله من حولنا ميزان الحمد .. وهذا من فضل الله.

<!--، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، هذا مفتاح نحصل عليه بعد أن نطهر قلوبنا وثيابنا وأفكارنا ونحمد الله ونسبحه ونذكره ذكرا كثيرا.. وسوف نرى نتيجة ذلك وقد امتلأت به الأرض التي نعمل عليها والسماء الكائنة في محيط أفكارنا.

<!--، وَالصَّلَاةُ نُورٌ ، يجب علينا أن نصبر ونصبر ونصبر حتى نصل إلى النور في صلاتنا، نورا يطمئن قلوبنا، فتخشع له النفس ويستسلم له العقل فيحلق بأفكاره وتحليلاته ومبرراته ومنطقه في عالم النور فيزيدنا الله من فضله.

<!--وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ .. وفي نور الصلاة سنجد أنفسنا نُسارع بالصدقة بنفس راضية وعقل مقتنع وقلب قد امتلأ حبا لله ورجاءا فيما عنده ومحبة فيه سبحانه.

<!--وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ .. وهنا نصل إلى  مربط الفرس .. بطبيعة الحال نحن لا نستطيع أن ننظر إلى النور بتركيز فترة من الزمن، ولكننا في الضوء نرى الأشياء بوضوح ويرتاح النظر.. وهذه هي نتيجة كل ما سبق .. فعلينا إذاً أن نستخدم كل ما سبق من مفاتيح ليكون صبرنا صبرا جميلا كالقمر أو كالبدر يوم اكتماله.

هذه خواطري عن الصبر وما فيها من صواب فمن الله وله الحمد والمنة، وما فيها من خطأ فمني واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين والمؤمنات.. والحمد لله رب العالمين. 



  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 90 مشاهدة
نشرت فى 7 سبتمبر 2019 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

231,673

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »