نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ

هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ

لو وضعنا هذه الآية الكريمة جنبا إلى جنب مع حديث الإحسان سوف نراها بعين اليقين، فإذا أقرت بها العقول وسكنت القلوب نكون قد عبدنا الله وكأننا نراه سبحانه:

«الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»

وسنذهب في رحلة تدبر إلى سورة الملك لنرى بوضوح أكثر فتابعوني رحمكم الله :

تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

إذاً كل ابتلاء من العزيز الحميد هو إعداد وتدريب على أعلى مستوى لكي نستطيع أن نُحسن ونتقن كل عمل نقوم به.

يقول الدكتور النابلسي:

أن الملائكة من عقل بلا شهوة، والحيوان من شهوة بلا عقل ، والإنسان رُكّب من كلاهما.

الآن دعوني أصحبكم في رحلة نتعرف فيها على عمل الملائكة وقدرة العقل فيهم، يقول الله تبارك وتعالى في سورة التحريم:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)

إذا مهمة العقل هنا عند الملائكة وعندنا هي :

عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ

العقل مهمته أن يفعل ما تأمره أنت أو قلبك أو نفسك أو هواك فهو خادمك الأمين، كما أن العقل عند الملائكة له نفس المهمة ((لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ )) يتلقون الأمر من الله العزيز الحميد وينفذونه بغير هوى ولا معصية وهذه هي مهمة العقل في الإنسان أيضا.

وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ

القدرة على الفعل والطاقة اللازمة له كامنة فينا تظهر وتبدو عندما نقوم بما أمرنا به الله أو نهانا عنه، وكلنا عنده هذه القدرة بدليل أننا نبذل كل ما بوسعنا لنحصُل على ما نريد، وهذا واضح تماما في الآية التالية :

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا

إذاً أنت قادر على أن تزكي نفسك وتقوم بما تراه لصالحك وسوف يعينك المولى على ذلك فقد أعطاك معطيات الطاعة قبل تكليفك بطاعته:

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا

لو لم أخشى أن أُطيل عليكم لتكلمنا قليلا عن الصبر والصلاة، ولكن في لقاء آخر إن شاء العزيز الحميد، وحتى يتم هذا استودعكم الله دينكم وأماناتكم وتقواكم.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة
نشرت فى 17 يوليو 2019 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ibrahimelmasry

إذاً كل ابتلاء من العزيز الحميد هو إعداد وتدريب على أعلى مستوى لكي نستطيع أن نُحسن ونتقن كل عمل نقوم به.

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,162

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »