نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

رحلتنا من الظلمات إلى النور في رحاب يا أيها الذين آمنوا

بسم الله الرحمن الرحيم

اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)

(سورة البقرة)

تسبق هذه الآية الكريمة سبعة نداءات من العزيز الحميد لمن به آمن، ينادي فيها ربنا ليأمرنا بما ينفعنا، وينهانا عما يضرنا... لنعيش في النور بكل ما في النور من إيجابيات. 

فيها من الأخلاق مالا يمكن أن نغفل عنه، وفيها من النور ما سوف نحتاج إليه في هذا الزمان الذي كثر فيه الهرج والمرج وتكالبت علينا فيه الفتن...

وباختصار شديد لدينا سبعة منابع للنور، كامنة في أجمل وأعظم ما يٌنادى به الإنسان، فيه ما يُخرجنا به ربنا من الظلمات إلى النور بإذن الله وبفضله ..

النداء الأول في خلق اللسان وأدب الكلام:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)

لاحظوا معي أرقام الآيات، فهي تسير بنا في تسلسل تصاعدي حتى نصل لآية النور في صدر الصفحة... والنداء ينهانا فيه ربنا بأن نمتنع عن الكلام الذي يحمل معنى داخلي يخالف معناه الظاهر، ثم يأمرنا بأن نقول الكلمة البريئة والمنزهة عن كل شك وريب، [ أول درجات النور ].

النداء الثاني:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)

وفيه جمع الله تبارك وتعالى بين الصبر والصلاة، وهي درجات نصعد إليها بعد تطبيق أول قواعد الصدق، صدق النية التي تتحول بدورها إلى كلمة أوعمل.

 وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصبر وعن الصلاة يصفهما لنا ويبين مدى أهميتهما في حياة كل من آمن بالله العلي العظيم:

الطَّهورُ شطرُ الإيمانِ. والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ. وسبحان اللهِ والحمدُ للهِ تملآنِ (أوتملأُ) ما بين السماواتِ والأرضِ .والصلاةُ نورٌ. والصدقةُ برهانٌ. والصبرُ ضياءٌ. والقرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليكَ. كل الناسِ يغدُو. فبايِعٌ نفسَه. فمُعْتِقُها أو مُوبِقُها

(صحيح مسلم)

النداء الثالث:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)

هذه توجهنا في الحياة التوجيه الصحيح فلا نأكل إلا من مال حلال، ليُصبح طعامنا طيبا وبالتالي تكون أفكارنا كذلك مضيئة نيرة، فإن شكرنا زادنا الله طهرا ونقاء ونورا.

النداء الرابع:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178)

وهنا يحذرنا ربنا من القصاص، والذي سيقع علينا سواء كان بقوانين الأرض أم بقوانين السماء، فلا مفر منه.( أفعل ما شئت فكما تُدين تُدان ).

النداء الخامس:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)

أجمل الأخلاق، وأقوى القربات، وأعظم جزاء من العلي العظيم في الصيام، بجانب أنه التطبيق العملي للصبر مع الصلاة، فيه نلمس ونرى ونتذوق حلاوة الجمع بينهما، خاصة صلاة التراويح والتي تصل في بعض البلاد المسلمة حتى قبيل الفجر.. هذا بجانب أن الصيام يجمع بين أجمل الأخلاق وأحسنها، ويجعل النفس ترى جمالها الحقيقي وقدراتها على قهر الشهوة والترفع عنها.

النداء السادس:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)

أن نعيش مع بعضنا البعض في سلام فهذه قوة لا يستطيع تحطميها أو استعمارها أو تفتيتها أو تقسيمها إنسان ، لأن الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور.. (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ).

النداء السابع:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)

الإنفاق، هو تاج الكرم الذي يضعه ربنا تبارك وتعالى على رأس كل من أنفق في سبيل الله، فيزيده ويرفعه ويغنيه ويحميه ويحصنه ويزيده بركة وهدى ومحبة ومودة واحترام من كل الخلق.. بجانب أنه الوسيلة الفعالة التى تجمع الشمل وتؤلف بين القلوب بإذن الله فالإنسان يُحب من يعطيه.

وصلنا للآية 254، بعدها مباشرة آية الكرسي ورقمها255 (أعظم آية في كتاب الله) ثم الآية رقم 256 وهي (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)).. نأتي إلى آية الولاية والنور (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور )).

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 20 يونيو 2019 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,162

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »