نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

أول شروط الفلاح الذي يعقبه كل نجاح

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم.. أما بعد :

إنه من دواعي سروري أن أتاح لي الله تبارك وتعالى فرصة التواصل مع حضراتكم، وهدفي من ذلك هو أن نتعرف سويا على الأسس التى جعلها الله تبارك وتعالى لتأسيس شخصية الفرد والأسرة والمجتمع.

والأهم من ذلك أن المولى عز وجل جعل لأهل هذا العصر والعصور المقبلة منهج كامل متكامل وبإيجاز شديد وروعة متناهية تنُم على وحدانية الله الذي ليس كمثله شيء.

وسوف تكتشفون معي أنه كتالوج صيانة الإنسان يصون عقله وقلبه وجسده وفكره ومشاعره وعقيدته، ولا عجب في ذلك لأننا من صنع الله، وقد قال سبحانه وتعالى في هذا الشأن:

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

[ سورة البقرة آية 29 ]

هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

 [ آل عمران 6 ]

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا

 [ الفتح 4 ]

قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۖ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ

[ سورة الملك 23 ]

هذا جزء يسير من كثير نكتفي به لمجرد التذكرة، أما عن موضوعنا الأساسي وهو منهج العزيز الحميد لبناء شخصية الإنسان الرشيد وكل من يريد التفوق والتميز والفلاح الذي يعقبه مع كل خطوة نجاح بإذن الله تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ

[ سورة البقرة 104 ]

لقد بدأ الله تبارك وتعالى بأدب الكلام، لأن الكلمة تعبر عن أفكارنا ومشاعرنا، وبها نخاطب ونناقش ونجادل ونتقرب ونتودد بها إلى كل من نُحب.

بجانب أنها تعبر عن مدى فهمنا للحياة، ومدى ثقافتنا ومدى صدقنا ومدى حاجاتنا وغايتنا، ثم إن الكلمة قد جعلها ربي تبارك وتعالى قسمين .. طيب وخبيث ولا ثالث لهما، فقال سبحانه وتعالى في سورة إبراهيم:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) .

ربما الآن عرفنا أهمية الكلمة، بجانب أنها تمدنا بالطاقة اللازمة لنواجه تحديات الحياة ونحقق الفلاح الذي هو أساس النجاح في الدنيا والآخرة، وهذا سنكتشفه في الآية التالية:

يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ

إن الثبات في الدنيا والآخرة أمر يحتاجه كل إنسان، وهذا الثبات يأتي عندما نؤمن به، ونؤمن بأنه من الله، وهو منحة لكل من به آمن. هذا وسوف نواصل لقاءنا عبر جسر التواصل الرباني في :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

فلا تحرمونا دعمكم ودعائكم وتواصلكم فإنا بكم ومعكم على طريق الرحمن الذي خلق الإنسان علمه البيان.

وإلي لقاء آخر إن شاء الله أترككم في رعايته وحفظه وأمنه وآمانه فهو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 100 مشاهدة
نشرت فى 9 مايو 2019 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,139

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »