نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله


[ المائدة 54 ]

تثبيت الإيمان في عقولنا وقلوبنا عن طريق المحبة في الله .. ومحبة الله شيء بداخلنا، لأن كل ما لدينا مما نُنحب هو عطاء من الله، وكل ما نرجو ونتمنى ونُريد أن نحصل عليه هو في يد الله فلا معطي لما منع ولا مانع لما أعطى، فإن أحببت بصرك وسمعك وصحتك أو أحداً من الناس فاشكر الله واحفظه ليحفظهم لك { احفظ الله يحفظك ( حديث )} .. ثم لبي نداءه تربح وتفلح ويطمئن قلبك ويهدأ عقلك وتخشع نفسك.

نداء من الرحمن الرحيم لعباده المؤمنين:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

[ آل عمران ]

إذا اعتصمت بالله ستجد هناك مثلك معتصم ولكن هو قد يزيد عنك خبرة في الإعتصام فحافظ على صحبته لتتعلم منه.. وإن كان أقل منك إعتصاما فعلّمه واحصل على أجره وأجرك.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)

[ سورة التحريم ]

بعد الإعتصام بحبل الله جميعا علينا أن نقوم بواجبنا كاملا نحو من نُحب أن يكونوا معنا بصحبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. فنكون لهم المصباح المنير بحُسن الخُلق ومعاملتهم معاملة طيبة حسنة، وهذه هي المحبة في الله.

عن النبي صلى الله عليه وسلم :

لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ

وهذه هي الطريقة المثلى لنقي أنفسنا وأهلينا ناراً وقودها الناس والحجارة .. بأن نأخذ بيد من نُحب إلى الإيمان والإعتصام بالله العلي الكبير، وذلك بمزيد من المحبة والعناية بأمورهم ومد يد العون لهم..

أما بالنسبة لباقي الخلق فعلينا بكظم الغيظ ثم العفو عنهم والإعراض عن الجاهل منهم.

أما عن كيف نكظم غيظنا ونعفو عن الناس فقد علمنا ربنا الطريقة المثلى لذلك وسوف نتكلم عن هذا إن شاء الله في مقال لاحق.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)

[ سورة التحريم ]

وها نحن الآن أمام جمع من العزيز الحميد جمعنا مع أفضل خلقه وخاتم أنبياءه ورسله صلى الله عليه وسلم يوم لا ظل إلا ظله .. فعلينا أن نتوب إلى الله توبة نصوحا نحن وكل من نُحب من الأخوة والأخوات وكل ما يتعلق في رقابنا من خلق الله.

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ :

( اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا ، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا ، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا ، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا )

اللهم أمين والحمد لله رب العالمين.




  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 119 مشاهدة
نشرت فى 26 مارس 2019 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,169

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »