الحياة نظام دقيق خلقه الله لكى يستمر و سيستمر إلى أن يشاء الله، و سر استمرار الحياة على الأرض - بالرغم من كل ما يهددها - يكمن فى آيات الله التى وضعها بداخل هذا النظام الدقيق البديع.
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً
الاختلاف بين الرجل و المرأة يجعل الحياة فى توازن مستمر مما يجعل الحياة فى ثبات و تقدم دائمين.
الثبات من المرأة و التقدم من الرجل
هل لاحظتم كيف تهتم معظم الفتيات بالحفاظ على التقاليد و ما تعلمنه من أمهاتهن و جداتهن. و كيف تصر الفتاة أن تتبع نفس العادات التى تعلمتها فى الصغر. الفتيات تحافظن أولا على التراث ثم يسأل قليل منهن هل ما يفعلن هو الخطأ أم الصواب.
و فى الجانب الآخر معظم الرجال يتمردون و يفترضون أن ما ورثوه من تقاليد و أفكار هى بالية و قديمة و يجب مراجعتها ثم يدركون أن ليست كلها كذلك و أن بعضها فقط يستحق التغيير.
هذا التوازن البديع يضمن لحياتنا الاستمرار، و الاستقرار. إن اختل هذا التوازن و انحرف نحو الثبات الدائم نكمن حيث نحن فى ثبات و كأننا فى جحر تحت الأرض لا نتحرك و مع الوقت نفنى و نضيع.
و إن انحرف التوازن نحو التغيير الدائم، تبعثرنا فى الهواء و لن تطأ أقدامنا أرضاً ثابتة صالحة للبناء و التنمية و الحياة.
كم هى رائعة الحياة و كم هو رائع هذا النظام البديع. سبحانه و تعالى له آيات كثيرة و عظيمة نصب أعيننا و لكن هل من متأمل؟
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُ
فصلت 53