شهد هذا القرن تقدماً هائلاً فى العديد من المجالات ، كالعلوم والتكنولوجيا والإتصالات والمعلومات ، وفوق ذلك كله التمكن من جميع السبل التى تضمن حياة كريمة لكل إنسان : كل طفل وكل إمرأة وكل رجل ، كما تضمن إستمرار الحياة على هذا الكوكب.

ولكن للأسف تزامن هذا الجانب الإيجابى مع جانب مظلم وأكثر خطورة قد يهدد بتقويض الكثير من تلك المكاسب ، ونعنى بذلك قضية الإتجار بالأطفال ، ومن غير المعقول أننا نشهد ظهور شكل جديد من العبودية ، وسوف نواجه خطر تحول الإتجار بالأطفال إلى وباء إذا لم نتخذ وقفة حاسمة مع هذا البلاء. ويكون أكثر إنتشاراً فى ظل ظروف الفقر والتفاوت الإقتصادى والإضطرابات السياسية والحربية والصراع المسلح والكوارث الطبيعية.

بالتالى لا تنجو منطقة فى العالم من هذه المشكلة ، خاصةً فى عصر العولمة وتزايد الإتكال المتبادل ، حيث ينخرط فى أنماط الإتجار بالأطفال المتقلبة تجار من دول مجاورة أو حركات عابرة للأقاليم أو عبر طرق محلية ، حيث يقع الأطفال فى أيدى التجار الذين يدفعون بهم إلى مختلف صور العمالة الإجبارية بسبب الفقر المدقع.

وقد أكدت العديد من الدراسات التى أجريت على المستويين المحلى والعالمى أن الأطفال يمثلون الغالبية العظمى من ضحايا تلك التجارة. حيث يتعرض ضحايا الإتجار بالأطفال لأشكال مروعة من العنف تتراوح بين العنف البدنى والنفسى ، والمعاملة غير الإنسانية ، والإقصاء ، والتى تؤدى كلها لعواقب صحية خطرة لا يتعافى منها البعض بينما يتمكن آخرون من التكيف وبناء حياتهم مرة أخرى.

لقد تم إتخاذ العديد من الآليات التى تهدف للقضاء على الإتجار بالأطفال ، ويجرى الآن تعديل الكثير من القوانين الدولية والإقليمية والمحلية لتجريم ومعاقبة المتورطين فى هذه التجارة وضمان حماية حقوق الضحايا. قام كذلك العديد من المنظمات والهيئات الحكومية بتمرير قرارات تتم عن إعتراف الدول بحجم تلك المشكلة وتصميمها السياسى على محاربتها. وتنظم أيضاً الكثير من هيئات ومنظمات المجتمع المدنى الدولية آليات لدعم ضحايا الإتجار بالأطفال ، مثل الإيواء والحماية القانونية وآليات للحد من الفقر. ويسعى قطاع الأعمال لإيجاد سبل ووسائل لدعم حملات مناهضة الإتجار بالأطفال بعد إزدياد الوعى بخطورة هذا الوباء. تمثل هذه الدائرة المستديرة إلتزام قطاع الأعمال بصياغة وتبنى مبادئ مناهضة للإتجار بالأطفال.

 

ولذلك فمناقشة الآليات التى تستخدمها المنظمات الإجتماعية الحكومية والأهلية فى مواجهة مشكلة الإتجار بالأطفال تكتسب أهمية كبيرة فى ضوء مجموعة كبيرة من الإعتبارات العلمية والأكاديمية.

 

 

المصدر: بحث بعنوان آليات المنظمات الإجتماعية الحكومية والأهلية فى مواجهة مشكلة الإتجار بالأطفال" إعداد الباحث إبراهيم محمد عبدالفتاح عبدالعزيز (كلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان
humantraffic

أوقفوا الاتجار بالبشر!

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 216 مشاهدة

ساحة النقاش

وحدة منع الاتجار بالبشر

humantraffic
وحدة منع الاتجار بالبشر التابعة للمجلس القومي للطفولة والأمومة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

355,449

البنات شايفين إيه

عرض لآراء البنات عن الختان والزواج المبكر