قسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية

يهتم بدعم الأبحاث والمشروعات التطبيقية للحاصلات البستانية لتطوير الإنتاج وتحسين جودته

المحاصيل المعدلة وراثيا

لا يزال الجدل محتدما حول انتاج المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيا، ومدى تأثيرها على صحة الناس من جهة، ومدا فائدتها كونها تنتج بكمات اكبر من جهة اخرى، ولا تزال الدول تضع او تمنع قوانين تفرض بيان ما هية ونوعية ومكونات هذه المنتجات حتى يكون المشتري على اطلاع على طبيعة الغذاء الذي يشتريه، والجميع يؤكد على أن من حق الانسان أن يعرف نوع وطبيعة الغذاء الذي يتناوله، فيما ترفض بعض الحكومات أن تقر قوانين تجبر الشركات المنتجة للغذاء على وضع بيانات توضح ماهية منتجاتها وممَّ تتكون؟.

المحاصيل المعدلة وراثيا أو استخدام التقنية الحيوية يمكن تعريفها على أنها نقل الصفة الوراثية من مكان لمكان آخر، ويعتبر أي كائن يتم التعامل معه باستخدام التعديل الوراثي أو أي تلاعب يجري في جيناته يسمى (كائن معدل وراثيا)، مثل إدخال جين خاص بنبات ما مثلا إلى نبات آخر وهكذا. وهو ما يسمى بالتعديل الوراثي الذي تطور بعد ذلك إلى علم يسمى (علم الهندسة الوراثية)، والحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون بأن طريقة الانتخاب أو التهجين عرفت فيما سبق ومنذ آلاف السنين من قبل كبار المزارعين، ولكن تطورت باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة فأصبحت تعطي نتائج دقيقة للغاية
كيف تتم تقنية الحصول على المحاصيل المعدلة وراثيا بشكل عام؟

 يتم التعديل الوراثي بإدخال جزئ واحد من التركيب الوراثي(DNA) الخاص بنبات ما أو حيوان مثلا إلى نبات آخر أو حيوان آخر، أو تعديل التركيب الوراثي الخاص بنفس النبات أو الحيوان، ويتم هذا من أجل الحصول على نباتات أكثر ثمارا مثلا أو مقاومة للأمراض، أو ذات كفاءة أكبر، أو الحصول على حيوانات تنتج لحوما مضاعفة.

كيف يتم التعديل الوراثي في النبات؟

كما هو معروف يتشابه تتابع التركيب الوراثي في كل النباتات، وكل تركيب وراثي (DNA) يصف صفة ما يترجم إلى بروتين ما ويتم نقله من كائن إلى آخر، ويتم ذلك عن طريق عدة خطوات: 
إحضار النبات المراد عزل جين منه ويتميز بصفة مرغوبة ثم عزل التتابع الجيني الذي يحتوي على الصفة المرغوبة يليه إدخال التتابع الجيني الذي يمثل الصفة المرغوبة في المادة الوراثية الخاصة بالنبات الآخرثم يتم وضع النبات في إحدى المعامل لفترة محدودة حتى ينمو ويتكاثر. يتم بعد ذلك زراعة النبات النامي كالمعتاد بالحقول والمزارع فتتكاثر وتنمو جميع النباتات محتوية على الصفة الجديدة، وفي النهاية نحصل على المحاصيل المعدلة وراثيا.
فوائد المحاصيل المعدلة وراثيا :

حل بعض المشكلات الغذائية في العالم عن طريق هذه التقنية لإنتاج نباتات تنمو في أي ظروف بيئية (سواء كانت حارة أو رطبة) ، كذلك إنتاج محاصيل تنمو في (أراضي مالحة أو عذبة أو صحراوية). إنتاج محاصيل مقاومة للظروف البيئية مثل الحرارة أو الرطوبة الشديدة فلا تفسد، كما أنها تجيد استخدام النيتروجين الجوي وتستفيد منه. إنتاج نباتات ذات قدرة على مقاومة الآفات والحشرات الضارة. تحقيق أعلى استفادة لأجهزة الجسم عن طريق زيادة العناصر الغذائية الموجودة في الطعام، فيحصل الفرد على كمية مضاعفة من الفيتامينات والأملاح بدلا من حصوله على نوع واحد فقط. يتم الاستفادة من التعديل الوراثي في إنتاج بعض الأدوية والعقاقير الطبية النادرة لعلاج بعض الأمراض، كما في إنتاج (الأنسولين البشري) ويعد أول أنواع الأدوية التي تم إنتاجها عن طريق الهندسة الوراثية. يتم إنتاج بعض الهرمونات مثل إنتاج هرمون النمو البشري والذي يتم توخي الحذر عند استعماله. إنتاج لقاحات لعلاج الأمراض المختلفة مثل إنتاج لقاح لعلاج التهاب الكبد الفيروسي.

أضرار المحاصيل المعدلة وراثيا:

على الرغم من فوائد المحاصيل المعدلة وراثيا وقدرتها على التخلص من مشكلة المجاعة في العالم أجمع إذا تطورت أكثر من اللازم، إلا أن العديد من الأبحاث والدراسات الطبية أوضحت مدى خطورة هذه التقنية وتسببها في ظهور بعض الآثار الجانبية وذلك على المدى البعيد وخطورة استعمالها كما يلي: استخدام تقنية التعديل الوراثي قد لا تفيد أصحاب الأراضي الزراعية حيث أنها تنتج محصولا أقل من الإنتاج الطبيعي بحوالي (٢٠ بالمائة)، وهذا يعرضهم لخسائر عديدة. ينتج عن التعديل الوراثي في بعض الأحيان مواد تتسبب في الحساسية بكافة أنواعها. أحيانا ينتج عن التعديل الوراثي بعض السموم والتي قد تؤثر على النباتات الحية وكذلك على صحة الإنسان. للأسف قد تؤدي زيادة مقاومة الآفات للسموم إلى تأثير مضاعف للسموم على النباتات. قد تحدث بعض الطفرات الجينية الناتجة عن التعديل الوراثي ومنها نمو بعض الحشرات الضارة بشكل أكبر من الحشرات النافعة، أو نمو بعض النباتات الخالية من الثمار !

وقد أظهرت الدراسات في بريطانيا مدى خطورة المحاصيل المعدلة وراثيا على الصحة، حيث ظهر إصابة بعض الفئران بضمور في المخ نتيجة تناولها للبطاطس المعدلة وراثيا، وأيضا فقد تسببت الذرة الشامية المعدلة وراثيا عن طريق جين بي تي (Bt) في قتل يرقات الفراشات الملكية حيث أنها تتغذى على هذه الذرة أو على أوراقها، وهناك أيضا إحدى الدراسات التي تمت في بريطانيا على أسباب فقد النساء الحوامل للأجنة نتيجة للإجهاض، وقد ظهر أن استهلاك الحوامل لبعض المحاصيل المعدلة وراثيا بالمكونات البكتيرية هو السبب وراء فقد الأجنة، وعلاوة على ذلك فإن إحدى الدراسات البريطانية أظهرت أن مرض جنون البقر جاء نتيجة تناول الأبقار لبعض المحاصيل المعدلة وراثيا .

 حلول لتجنب مخاطر المحاصيل المعدلة وراثيا:

 بالتأكيد لا يمكننا العودة للطبيعة كما كان قديما قبل اكتشاف علم الهندسة الوراثية، ولكن يمكننا على أقل تقدير بأن نقوم بعدة أمور: قيام وسائل الإعلام بصورة مستمرة بدور التوعية لزيادة الوعي الغذائي لدى الفرد بمدى خطورة هذه المحاصيل، مع توضيح إيجابياتها في نفس الوقت. مراعاة التقليل من الاعتماد في مصادر الغذاء على الأغذية الصناعية كالأغذية المحفوظة والمعلبة والأغذية التي تحتوي على المواد الحافظة، وينصح باستبدالها بالأغذية الطبيعية على قدر الإمكان مثل الفواكه والخضروات. لقد بدأت بعض الشركات في القيام بوضع الملصقات التي توضح ماهية التعديل الوراثي لكل منتج، وذلك لضمان حق المستهلك في اختيار أو عدم اختيار هذه المنتجات والمحاصيل. وأخيرا فإن هناك جدلا كبيرا بين المؤيدين والمعارضين لتقنية التعديل الوراثي، وهناك من يؤيد هذه التقنية ويرى أنها المستقبل الذي يجب التوسع فيه، والفريق الآخر يرى ضرورة الابتعاد عن هذه التقنية بسبب أضرار وسلبيات المحاصيل المعدلة وراثيا على الصحة، ولذلك لا بد من إجراء الدراسات الشاملة والموسعة حول تقنية التعديل الوراثي، وكذلك يجب أن يتم التعاون بين جميع دول العالم في هذا الشأن عن طريق تبادل الدراسات والمعلومات، ووضع الخطط والتقنيات السليمة لتجنب حدوث الأضرار والآثار الجانبية السلبية قدر الإمكان على كل من الإنسان والبيئة.

 لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية رأي آخر
تعتبر منظمة الأغذية والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن الهندسة الوراثية وعملية التعديل الوراثي مهمتان لإنتاج الغذاء الكافي للعالم، وبالذات في المناطق التي تعاني من فقر في الأراضي، وكما تعتبر مهمة في رفع القيمة الغذائية للغذاء وتوفيره للجميع، وبحسب تقديرات المنظمة فإن العالم يجب أن يرفع نسبة الأغذية إلى 70% بحلول عام 2050 نظراً لزيادة عدد السكان.
وتتفهم هذه المنظمة الاهتمام الذى يدور حول احتمالات الخطر التي يمكن أن تظهر جراء استخدام التقنية الحيوية في الأغذية، والتي تقسم إلى التأثير على الصحة والانسان، والحيوان، والتأثير على البيئة، ولذلك فهي تحذّر من احتمال نقل المركبات السامة أو مركبات تسبب حساسية من كائن لآخر، كما تحذر من المخاطر البيئية التي يمكن أن تحدث مثل التهجين الذاتي للنباتات المعدلة وراثياً مع غيرها، وإنتاج أعشاب ضارة ذات مقاومة عالية للأمراض، والصعوبات البيئية، ما يؤثر على الاتزان البيئي.

 حتمية خضوع كل منتج جديد للفحص والدراسة:

وتؤيد منظمة الأغذية والزراعة الدراسات العملية لتقويم فوائد ومخاطر كل تعديل وراثي على حدة. وهذا يعنى دراسة منفصلة لكل منتج غذائي قبل السماح بالإنتاج أو بالاستخدام لمعرفة التأثير على المدى البعيد، ونظراً لأن معظم الأبحاث تتم في الدول المتقدمة، في حين أن الدول الفقيرة تكون في حاجة أكبر إلى التقنيات التي تزيد من إنتاج المحاصيل وزراعتها؛ لذلك ترى المنظمة أن تستفيد الدول الفقيرة من هذه التقنية، وتقوم المنظمة بمساعدة الدول النامية في هذا المجال، كما تسعى المنظمة لتقديم الخدمات في مجال المعلومات والاستشارات والتنسيق بين الدول، للوصول إلى التوصيات المناسبة لتقويم هذه المنتجات من حيث سلامتها للإنسان والحيوان والبيئة، وكذلك في وضع النظم والقوانين حول التعريف بالمنتجات المعدلة؛ وذلك من خلال تعاون منظمة الأغذية والزراعة مع منظمة الصحة العالمية. 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 97 مشاهدة

د/ عمرو عبد الخالق أحمد محمد

hortech
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

11,819

الرسالة والخدمات للمجتمع


الرسالة الاسهام فى دعم الابحاث والمشروعات التطبيقية للحاصلات البستانية لتطوير الانتاج وتحسين جودته.الخدمات المقدمة للمجتمع1- نشر تطبيق و إدارة التكنولوجيا الجديدة من خلال الحملات القومية لتحسين انتاجية كل من الموز و الموالح وذلك من خلال:    أ. بتشكيل مجموعات عمل من محافظات عديدة من الجامعات و الجهاز الارشادي لمديريات الزراعة.       ب. إعداد نشرات فنية لشرح كل العلمليات الزراعية لإنتاج الموز و الموالح.2- اعداد بعض النشرات الفنية لزراعة محاصيل النقل (اللوز - الجوز - البيكان - الفستق) و كذلك المحاصيل الواعدة مثل المورينجا.3- تشجيع لفرص عمل للشباب في الاراضي الجديدة بتدريبهم علي انتاج و تسويق الحاصلات البستانية الواعدة مثل النقل و المورينجا.4- إنتاج البذور المحسنة للخضر وتقييم الأصناف الناتجة وتحديد احتياجاتها من الري والتسميد لتحقيق أعلى إنتاجية وأحسن جودة لزيادة مقدرتها التخزينية والتسويقية.5- نشر تقنية تطعيم شتلات الخضر كأحد البدائل صديقة البيئة لتعقيم التربة ببروميد المثيل والتغلب على مشاكل التربة.6- تقديم خبراتنا العلمية و التطبيقية لحل مشاكل (إكثار - انتاج - ما بعد الحصاد) للحاصلات البستانية.