هل أكلت أسماك القرش جثة الإسكندر الأكبر?!
إعداد/محمد شهاب
يعد مكان دفن أحد مؤسسي أكبر إمبراطوريات العالم الإسكندر الأكبر، لغز حيّر العالم، يعتقد البعض أن تكون رفاته موجودة تحت شوارع الإسكندرية، أو ربما "أكلتها سمكة قرش"، أو ربما تكون في مكان آخر تمامًا، ولكن هل أحرز علماء الآثار مؤخرا أي تقدم في العثور على المقبرة؟دارت مناقشات حادة بين الباحثين حول مكان دفن الإسكندر الأكبر، حيث تراوحت النظريات بين موطنه الأصلي في مقدونيا (اليونان الآن) ومصر، ومثله كمثل الكأس المقدسة أو تابوت العهد، اكتسب القبر مكانة أسطورية أسرت اهتمام العديد من علماء الآثار على مر السنين.
وقال نيكولاس سوندرز، الأستاذ الفخري في قسم الأنثروبولوجيا والآثار في جامعة بريستول في المملكة المتحدة ومؤلف كتاب "حياة الإسكندر الأكبر": "طالما لم يتم العثور على قبره، فإنه يعيش في عالم شبه غامض، ويثير إلى الأبد أفكارًا ونظريات وجدالات جديدة، لقد بحث المئات عن القبر، ولكن دون جدوى .وتعتقد كاليوبي ليمنيوس-باباكوستا، مديرة ومؤسسة معهد أبحاث الحضارة الإسكندرانية اليوناني، أن المقبرة ربما تكون مخفية تحت شوارع الإسكندرية الحديثة، عند تقاطع طريقين قديمين، مؤكدة أن تمثال "هيلينستي" وعلامات أخرى للأحياء القديمة تشير إلى المزيد من الاحتمالات للعثور على المقبرة.
ومن وجهة نظره، أشار عالم الآثار المصري زاهي حواس، إلى أن بناء الإسكندرية الحديثة، وخاصة منطقة وسط المدينة، تم فوق آثار قديمة بالكامل، تم العثور على المسرح أثناء بناء المنازل، كما تم العثور على سراديب الموتى".
ومن جانبه، يتكهن كارتليدج، مؤلف كتاب "الإسكندر الأكبر"، بأن الجثة لابد وأن كانت موجودة داخل ضريح كبير كان جزءاً من مجمع ملكي المتاخم للبحر، معتقدا أن مستويات سطح البحر ارتفعت عدة أمتار منذ عهد الإسكندر، لذا فمن المحتمل أن مساحات كبيرة من المدينة التاريخية، بما في ذلك الأحياء الملكية، تقبع تحت الماء.
وأضاف الباحث: "حتى لو تم العثور على ضريح، فلا يوجد ما يضمن وجود جثة بداخله، ما لم يكن في نعش يحفظ جثته، فلن يتم العثور عليه أبدًا، مرجحا أن جثته ربما أكلتها سمكة قرش".وختم حواس أنه من المحتمل ألا يجده علماء الآثار الذين يبحثون عنه، لكن سيتم اكتشاف قبر الإسكندر الأكبر بالصدفة يومًا ما، بحسب مقال منشور على موقع "livescience".ويتوقع عالم الآثار سوندرز، أن المقبرة لا تزال على أرض جافة، ربما تحت الشوارع الصاخبة في منطقة "مزاريتا" الحديثة، وهي المنطقة التي كانت ذات يوم مركز المدينة القديمة وتضم قصورها
ساحة النقاش