معاملة الابناء فى الشرع الاسلامى
معاملة الابناء فى الشرع الاسلامى
نجد كثيرا من الاباء والأمهات يقسون على ابنائهم وهم صغار او كبار ويتعاملون معهم بروح القسوة والغلظة لا روح الحب والحنان وهذه القسوة على الابناء ليس لها مبرر فى الشرع الاسلامى بحكم النصوص الشرعية وسنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ونتجول في كتاب الطفل فى الشريعة الاسلامية لنتعرف على هذا الموضوع
معنى ومفهوم القسوة
القسوة هى الصلابة في كل شيء والشدة والعنف قال تعالى : { ثم قست قلوبكم بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة }(40)، ومعنى قست غلظت ويبست، فالقسوة في القلب هي ذهاب اللين والرحمة منه، وتستعمل القسوة في الزمن الصعب، فيقال زمان قاس
والقسوة في القرآن الكريم جاءت في معرض الذم قال تعالى : { ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون }(41)، وقال عز وجل : { فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم }(42)، وقال عز من قائل : { فبما نَقْضِهِمْ ميثاقهم لَعَنَّاهُمْ وجعلنا قلوبهم قاسية }(43) وقال سبحانه : { فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}(44).
ومن هنا ندرك أن الإسلام ينظر إلى القساة نظرة إشفاق ويحذرهم مغبة قسوتهم، وأخرج الحاكم في المستدرك عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :>مانُزِعَتْ الرحمة إلا من قلب شقي
وتوجيهات الإسلام تحث على اللين والرفق والرحمة، وفي صحيح البخاري قال صلى الله عليه و سلم : >ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء< وفيه كذلك : >إنما يرحم الله من عباده الرحماء< والأم والأب هم أحق الناس بصحبة الأبناء وهم الأكثر حباً لهم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال : أمك. قال : ثم من ؟ قال : أمك. قال : ثم من؟ قال : أمك، قال : ثم من ؟ قال : أبوك<(45).
فإذا كانت هناك أم قاسية فهي أم مريضة نفسياً أو بمعنى أدق هي أُمٌّ غير طبيعية وغير سوية؛ لأن المفروض أن تكون الأم رحيمة تتحلى بالشفقة والعطف والحنان، وقيمة الأم في رحمتها وشفقتها وتلطفها ولينها، فإذا تجردت من هذه العواطف النبيلة تكون أما مريضة ليست جديرة بالقيام بمسؤولية الأمومة، لأن الشرع الحكيم قدَّر في الأم حنانها وعطفها، ولذا جعل رعاية الأطفال وحضانتهم من حقها، ومن اختصاصاتها بالدرجة الأولى، فالأم الحنون الصبور لها ثواب كبير عند الله تعالى، وورد في الحديث أن مثل هذه الأم تزاحم النبي صلى الله عليه و سلم في الدخول إلى الجنة، وهذه هي التي أوصى بها النبي عندما سأله السائل من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله قال أمك ثلاث مرات ...
وأخرج أبو داود أنه صلى الله عليه و سلم قال : > تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم ...< فالمباهاة والتكاثر لا تكون بالعدد فقط بل تكون بالنوع ذي السمات والمميزات، وهذا لا يتربى إلا في أحضان الأم الودود الحنون... لأنه لا يتصور أن يكون الولد على مستوى لائق من حيث التفكير والعاطفة، وسلاسة العقل... ووالديه ينغصون عليه حياته بقساوتهم التفكير والعاطفة، وسلاسة العقل... ووالديه ينغصون عليه حياته بقساوتهم ومعاملتهم إياه بالجفاء الذي يُفقِد طعم الحياة ويجعلها قاتمة في نظره.
إن الحنان هو المتنفس الذي يتنفس فيها الطفل ويحيا به حياة سوية سعيدة، وعبر الحنان يُعبِّر الطفل عن إحساسه ومشاعره، وفي جو الحنان والعطف يشعر الطفل الابن بالأمان وبدفء الحياة وبقيمتها وبه تتأكد المحبة بين الآباء والأبناء فيجدون فيهما ملاذا وملجأً فيبثُّونهم خلجات نفوسهم وما يجري بخواطرهم وعن طريق العطف والحنان والمعاملة الحسنة يستطيع الآباء الوصول إلى أعماق نفوس الأبناء ومن ثم يقومون بإرشادهم إلى الخير ولما هو حق وصواب.
والنبي صلى الله عليه و سلم خير مثال للأب الرحيم العطوف الذي ينشر المحبة بين أفراد آسرته وبين المحيطين به وكان يشفق من حال من لم يتوفر على عاطفة الحنان، فعندما زاره ذلك الأعرابي ورأى النبي يُقَبِّلُ بعض أسباطه ويداعبهم استغرب هذا الأعرابي وقال : عندي عشرة من الأطفال ما قبلتُ منهم أحداً فقال > ما نُزِعَتْ الرحمة إلاَّ من قلب شقي
هذا والآباء القساة ينالون جزاء قسوتهم في الدنيا والآخرة فأبناؤهم لا يقدرونهم حق قدرهم في الدنيا بل يعاكسونهم ويخالفون أوامرهم فيتألمون من ذلك أشد الألم، أَما عقاب الآخرة فهم إن بالغوا في قسوتهم وكانوا ظالمين لأولادهم فإن كل ظالم لابد وأن ينال جزاء عمله، وأن يحاسب على ما ارتكبه من ظلم بسبب جفائه وغلظة طبعه وقسوته.
وأخيرا نقول
بالرغم من كثرة عقوق الابناء للآباء والأمهات فى زمننا هذا واننا فى كثير من الاوقات نقسو عليهم من كثرة اخطائهم وسوء تصرفاتهم وقسوتنا عليهم خوفا عليهم ورغبة فى الاصلاح لهم ولكن الخوف من هذه القسوة -----للمتابعة على الرابط
http://www.basmetaml.com/page/1053