موقع بسمة امل العائلى

موقع بسمة امل العائلى للاسرة والتنمية البشرية والتربية الخاصة

حسن اختيار الصديق فى السنة النبوية

 

حسن اختيار الصديق فى السنة النبوية

2- البيئة وأصدقاء السوء

في السنة النبوية

تحدثنا من قبل عن اثر البيئة وأصدقاء السوء في القــرآن الكريم وكم كان للبيئة السيئة وأهل السوء من الصحبة الفاسدة و تأثيرها السيئ على المجتمع والأخلاق العامة واليوم نتحدث عن الآثار المترتبة عن سوء البيئة وأصحاب السوء في السنة النبوية المطهرة

وفي السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تبين أهمية اختيار الصاحب والرفيق، وأن من أسباب الخير والصلاح وحصول الفلاح الرفيق الصالح، فعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة».

فالنبي صلى الله عليه وسلم يحض على مجالسة من في مجالسته الخير وفعل الصالحات، وينهى عن مجالسة من في مجالسته الأذى قال في عمدة القاري: والحديث يستفاد منه فيه النهي عن مجالسة من يتأذى بمجالسته كالمغتاب والخائض في الباطل، والندب إلي من ينال بمجالسته الخير من ذكر الله وتعلم العلم وأفعال البر كلها.

فصحبة الصالحين والعلماء وأهل الفضل فيها النفع في الدنيا والآخرة، وصحبة الأشرار والفساق تضر في الدين والدنيا والآخرة.

فعن أبي سعيد -رضي الله عنه-: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

«لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي»,

لأن المؤمن هو الذي يعينك على فعل الأعمال الصالحات، أما الصاحب السيئ فهو يعيقك عن العمل الصالح.

ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم على خطورة وأهمية الصحبة فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».

وقوله صلى الله عليه وسلم: «على دين خليله» أي على عادة صاحبه وطريقته وسيرته «فلينظر»أي يتأمل ويتدبر من يخالل فمن رضي دينه وخلقه اتخذه خليلاً ومن لا تجنبه فإن الطباع سراقة.

يقول الإمام الغزالي -رحمه الله-: "مجالسة الحريص ومخالطته تحرك الحرص ومجالسة الزاهد ومخاللته تزهد في الدنيا لأن الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء بل الطبع من حيث لا يدري".

ويرشدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مصاحبة من في مصاحبته سبب لكل خير، ويحذر من مصاحبة من في مصاحبة سبب لكل شر، وهل التثبيط عن العمل الصالح إلا من الشر فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه».

قصة من قتل مائة نفس:

ومن الأدلة على تأثير البيئة الفاسدة على الإنسان ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة من قتل مائة نفس فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:«كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة؟ فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء», فانظر كيف أثرت عليه هذه البيئة الفاسدة التي كان يعشها، حتى أرتكب هذه الكبيرة العظيمة، فكان لابد من الخروج من هذه البيئة الفاسدة إلى بيئة صالحه تعينه على عبادة الله- عز وجل- وترك هذه الكبيرة، فكانت نصيحة ذلك العالم له بالخروج منها إلى مكان به أناسا صالحون يعبدون الله -عز وجل- فيعبده معهم.

السلف الصالح:

ونجد سلف هذه الأمة يقدم النصح بحسن اختيار الرفيق والجليس لما في ذلك من النفع لهذا الإنسان،وأن الإهمال لهذه القضية يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يغلبك منه واعتزل عدوك وأحذر صديقك إلا الأمين من القوم ولا أمين إلا من خشي الله فلا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره ولا تطلعه على سرك واستشر في أمرك الذين يخشون الله تعالى.

ويقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: ثلاث مَن كنَّ فيه ملأ الله قلبَه إيماناً صحبة الفقيه، وتلاوة القرآن، والصيام.

وقال معاذ -رضي الله عنه-: إياك وكل جليس لا يفيدك علما.

وهذا الأحنف بن قيس يبين فضل الجليس الصالح فيقول: الكلام بالخير أفضل من السكوت والسكوت خير من الكلام باللغو والباطل والجليس الصالح خير من الوحدة والوحدة خير من جليس السوء.

وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-:

فلا تصحب أخا الجهل وإياك وإياه *** فكم من جاهل أردى حليما حين آخاه

يقاس المرء بالمرء إذا ما المرء ما شاه *** و للشيء من الشيء مقاييس وأشباه.

وقد تحدث الإمام ابن القيم -رحمه الله- عن الأصدقاء: فقال أحدهم كالغذاء لا يستغنى عنه في اليوم والليلة منهم العلماء بالله تعالى، والثاني كالدواء يحتاج إليه عند المرض فما دمت صحيحا فلا حاجة لك في خلطته وهم من لا يستغنى عنه مخالطتهم في مصلحة المعاش وقيام ما أنت محتاج إليه من أنواع المعاملات والمشاركات والإستشارة والعلاج، والثالث كالداء وهم من مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه.

آثار الصحبة السيئة:

ومن جملة ما سبق يتبين لنا آثار الصحبة السيئة على الإنسان:

- فالمرء مع من أحب:

فالمرء يحشر يوم القيامة مع من أحب، فمن كان مصاحب للأشرار حشر معهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «المرء مع من أحب».

 

للمتابعة

موقع بسمة امل العائلى

http://basmetaml.com/ar/page/1203

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 846 مشاهدة
نشرت فى 21 إبريل 2017 بواسطة hassanrzk

ساحة النقاش

حسن عبدالمقصود على

hassanrzk
موقع اجتماعى عائلى يهتم بقضايا الاسرة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

430,400