مَن هم الكاكائيون؟ وماهي أصول مذهبهم؟ يتفرع السؤال إلى أسئلة عدة، من الصعوبة تحديد إجابة عنها. فهل هم بقايا جماعة الفتوة وتنظيمها، التي شجعها خلفاء عباسيون متأخرون، أم قبيلة كردية مسلمة تأثرت بالأديان الأخرى، فظهرت لديها تعاليم مزدوجة؟ أم أن المبشّرين نصّروها؟ حاول المهتمون الإجابة، كلٌّ بحسب معلوماته وقناعاته، والمصدر شخص صبا عن الكاكائية، فتحدث عن إنتمائه الجديد، أو شيخ من شيوخها يرد بإجابات يقف عند مركز الأسرار. توحي هذه الطريقة، في تسجيل تاريخ وطقوس الملل والنحل، بسطحية البحوث المستخلصة من تلك المعلومات، ناهيك عن إحتمال تزويقها وكذبها.
أغرتْ هذه الطريقة السهلة عدداً من المهتمين العراقيين، رجال دين وحقوقيين ومؤرخين معاصرين، مثل: الأب أنستاس الكرملي، أحمد حامد الصرّاف، عباس العزاوي، وعبد الرزاق الحسني. غير أن هؤلاء، أصابوا أم أخطأوا، بادروا إلى الكتابة في موضوعات غريبة ومشوّقة، وغير معروفة آنذاك بعد، ففتحوا سبيلاً إلى دراسة تاريخ مذاهب محصّنة في مناطق منيعة، مثل وديان وجبال كردستان العراق.
هناك روايات متناقضة في تاريخ الكاكائية، الغالب منها مستخلصاً من حكايات غامضة، لعب فيها الرمز والإيماءة دوراً ملحوظاً. ويفرض هذا الغموض الأثر الصوفي العرفاني، وبوجوده تعدّ التعاليم والطقوس أسراراً مقدّسة، لا يجوز البوح بها أمام الغرباء. لذلك تبدو معطياتها حطب ليل، جمعت من أفراد يرتابون عادة من الفضوليين، أو مستلة من مذكرات موظفين في المنطقة غير حياديين، أو من خواطر الرحّالين الأجانب، الباحثين عن غرائب الشرق وخفاياه، وكتاباتهم لا تخلو من المبالغة، يقصدونها لشدِّ القارىء الغربي.
حَوَتْ كتبٌ ومقالاتٌ مرتبكة عديدة حول الكاكائية، ففي كتاب واحد مثل كتاب عباس العزاوي "تاريخ الكاكائية" نجدها ذات أصول صوفية، وفتوة. ولقلة المعلومات المتاحة جعل المؤلف معظم كتابه في تاريخ الفتوة، والتكايا، ولو خرصه لفضُلت أوراق قليلة لها صلة بعنوانه. وفي مقال واحد، مثل مقال الأب الكرملي "الكاكائية" نجدها ديانة قديمة، ونصرانية، وخفية العقيدة. إنها أزمة البحث في مذاهب لم تذكرها الدولة بإحصاءٍ أو تعريفٍ، ولم تفصحْ هي عن نفسها إلا همساً.
الكلمة الكردية "كاكا/الأخ" كانت وراء القول في صلة الكاكائية بالفتوة، المعروفة بالأخيّة أحياناً. شجع الخليفةُ الناصر لدين الله (ت 622هـ) بعد أن جعل من نفسه الفتى الأول، ثم تقلّد رئاستها خلفاؤه، فيُذكر أن حفيده المستنصر (ت 640هـ) َلبِس سراويلَها الخاصةَ، في مرقد علي بن أبي طالب بالنجف.
كان الفتى، الذي يشار إليه بإبن المحلة، أو إبن الحي، صاحب أخلاق حميدة، وشهامة ونخوة، يردّ الظلمَ والإعتداء عن أبناء محلته أو حيه. أما علاقة الفتوة بـ علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فهي بحسب منشور الفتوة، الذي عممه الخليفة الناصر: "أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب هو أصل الفتوة ومنبعها، ومنجم أوصافها الشريفة ومطلعها، وعنه تُروى محاسنها وآدابها، ومنه تشعّبتْ قبائلُها وأحزابُها، وإليه تنتسب الفتيان" (الشيبي، الصلة بين التصوف والتشيع، ص 534، عن تاريخ إبن الساعي). ولعل خلفية هذه المنزلة هي العبارة التي ذكرها المؤرخون، عند حديثهم عن معركة أُحد: "لا فتى إلا علي، لا سيف إلا ذو الفقار".
من مبررات القائلين بالتاريخ المشترك بين الفتوة والكاكائية، صلة الإثنين بـ علي بن أبي طالب، وذكر إبن بطوطة (ت 779هـ) من غير قصد، فتوة بلاد الأناضول (تركيا حالياً) بالأخيّة، ورد ذلك بقوله: "واحد الأخيّة أخي، على لفظ الأخ، إذا أضافه المتكلمُ إلى نفسه، وهم بجميع البلاد التركمانية الرومية، في كل بلد ومدينة وقرية، ولا يوجد مثلهم أشد إحتفالاً بالغرباء من الناس، وأسرع إلى إطعام الطعام، وقضاء الحوائج، والأخذ على أيدي الظلمة، وقتل الشرط ومن لحق بهم من أهل الشر. والأخيُّ عندهم رجل يجتمع أهل صناعته وغيرهم من الشبان الأغراب، والمتجردين، ويقدّمونه على أنفسهم، وتلك هي الفتوة أيضاً" (رحلة إبن بطوطة، ص 285ـ287)
ومن دون أن يرميَ إلى ربط الكاكائية بالفتوة، قال الرحّالة الروسي (فلاديمير مينورسكي) حول الجماعة الكردية: "من طريف عاداتهم المؤاخاة" (الأكرد ملاحظات وإنطباعات 81)، ولا يعبر عن هذه الصفة بالكردية غير لقب الكاكائية.
لكن المبررات الآنفة لم تُشرْ إلى تفرّع الكاكائية عن الفتوة، إذا علمنا أن الأخيرةَ كانت تنظيماً شبابياً إجتماعياً عفوياً، يلعب فيه الفتى، البطل، دوراً محورياً. وهذا خلاف ما كتبه مصطفى جواد في مجلة "لغة العرب" (نيسان/أبريل 1930)، بأنها: "مذهب حيوي ديني سلك بعد ظهور الإسلام لتهذيب الأخلاق، ونعش النفوس وبث العبقرية" وبعد حوالي ثلاثين عاماً من مقاله الآنف، كتب واصفاً الفتوة بأنها: "مذهب إسلامي ديني إجتماعي، قد تطورت كسائر المذاهب الدينية والإجتماعية في الإسلام" (المجمع العلمي العراقي، 5/1958) غير أن جواد في كتاباته حول الربط الصوفية والمذاهب الشبيهة بالكاكائية، لم يُشرْ إلى علاقة لها بالفتوة أو الأخّية. وواقع الحال أن الفتوة ليست مذهباً، كسائر المذاهب، مثل الكاكائية، لأنها تخص فئة إجتماعية معينة، لا تحلُّ محل المذاهب، وليس لها عقيدة خاصة، لكنها تعبر عن المذهب السائد في منطقتها. قال إبن جبير في تبعية الفتوة للمذاهب: "سلّط الله على هذه الرافضة (الفتوة العراقية) طائفةً تعرف بالنبوية، سنّيون يدينون بالفتوة، وبأمور الرجولة كلها، وكل من ألحقوه بهم لخصلة يرونها فيه، منها ما يحرمونه (يلبسونه) السراويل، فيلحقونه بهم، ولا يرون أن يستعديَ أحدٌ منهم في نازلة تنزل بهم، لهم في ذلك مذاهب عجيبة، وإذا أقسم أحدهم بالفتوة برَّ بقسمه، وهم يقتلون هؤلاء الروافض أين ما وجدوهم، وشأنهم عجيب في الأنفة والإئتلاف" (رحلة إبن جبير 280)
ظهرتِ الفتوةُ السنية بالشام، في مقابل الفتوة بالعراق، وكأنها عودة إلى الصراع بين الشام الأموي، والعراق العلوي في العقد الثالث من القرن الأول الهجري. فالفتيان العراقيون كانوا: "يعقدون إجتماعهم في مسجد براثا، بغربي بغداد، وهو مسجد بُني على رواية: "أن الإمام علي بن أبي طالب، لما خرج لقتال الخوارج، صلّى في موضع المسجد، ودخل حماماً في قرية براثا، ولذلك كان من مساجد الشيعة، وكان مسدود الباب مهجوراً، ففتح إبن الرسولي (رئيس الفتيان) بابه، وقلع الباب العتيق، ونصب عليه باباً جديداً، ورتّب في المسجد من يراعيه" (مجلة المجمع العلمي 5/1958)
قال الكرملي: "لفظة كاكائي ليست إسم قبيلة، أو أمة، أو قوم، أو بلد، هي لفظة كردية، فارسية الأصل، معناها: الأخ، فقالوا في واحدها العائد إلى هذه الجمعية السرية: كاكايا، على الطريقة الآرامية، ومنهم من يلفظها كاكائي، مفرداً وجمعاً. فانظر كيف جمعوا في لفظة واحدة الفارسية والآرامية، وهم يريدون بذلك الأخ في المذهب" (مجلة لغة العرب، 1928) والكرملي، بحسب النص المذكور، ومينورسكي قبله، لم يقولا هناك صلة ما بين الكاكائية والفتوة، مثلما لا يمكن أن تكون صلة بينها وبين تسميات تنظيمات يتخاطب أفرادُها بكلمة أخي، إشارة إلى مستوى العلاقة بينهم، أو تيمناً بأخوة المهاجرين والأنصار. وأفضل دليل على عدم الربط بذريعة الإسم، أن إخوان الصفا كجماعة فكرية وفلسفية إتخذت الأخّيةَ إسماً لها من دون أن تكونَ لها علاقة بالفتوة.
وفي رأي آخر، ورد في تقرير الإستخبارات البريطانية عن العشائر الكردية، أن: "الكاكائية بالأصل طريقة صوفية/درْوشة، سواء من ناحية التنظيم، أو المنشأ التاريخي" (خورشيد، العشائر الكردية 89) ومؤسسها، بحسب التقرير الآنف، هو سلطان إسحق بن عيسى البرزنجي. جاء ذلك مطابقاً لقول مينورسكي الآتي: "أما كشف الأسرار.. فقد حدث في عصر بابا خوشين، والسلطان إسحق" (الأكراد، ملاحظات وإنطباعات، 81).
وعلى رغم البعد الديني الإيزيدي الذي أسقطه مينورسكي على طائفة أهل الحق، والكاكائية لم تكن بعيدة منها، والمتمثل بوجود مركز رئيس الملائكة في عقائدهم، إلا أن ريادة سلطان إسحاق في بلورة فرقة دينية، عرفت بهذا الإسم، جديرة بالإهتمام. فاسحق في تأسيس الكاكائية، بحسب التقرير البريطاني، كان متأثراً بنِحلة دينية قديمة كانت مزدهرةً، يُدعى صاحبها بابا خوشين، وهو الذي: "جعل الزعامةَ وراثيةً في أسرته وحدها" وينقل عباس العزّاوي عن كاكائيين، أن إسحق كان أول الظهور (الكاكائية في التاريخ، 41) بمعنى أنه المؤسس، ومرقده مزاراً كاكائياً في جبل هاورامان. يصف مينورسكي مكان المزار، أثناء رحلته العام 1914، بقوله: "قرية بيرديور في هاورامان، وهي قابعة وراء قمم وصخور وعرة، وتعتبر هذه البقعة من الأماكن الرائعة الجميلة الخلاّبة من حيث المناظر الطبيعية"
إن كلمة أخ، أو كاكا، التي سُمّيت الكاكائية بها، لقب للتخاطب بين أفراد الفرقة، أو العشيرة، ورد في الأصل من خارجها، وهذا ماخضعت له فرقٌ ومذاهبُ عدةٌ، إذ عرفت بأسماء لم تخترها هي. شاعت حول التسمية حكايةٌ تذكر فضلَ سلطان إسحق، أو إسرته في تأسيس الفرقة. ورد فيها: "أن أحد رؤسائها المؤسسين لها كان من السادة البرزنجية في أنحاء السليمانية، فبنى تكيةً في قرية برزنجة، وضعت لسقفها الأعمدة، لكنها قصُرتْ عن جدار البناء، فقال لأخيه: مُدّها أيها الأخ/كاكا، ومن ثَم مدّها، فطال الخشبُ كرامةً، وصاروا يُدعون بالكاكائية لهذه الحادثة، (الكاكائية في التاريخ، 4).
لكن عباس العزاوي، الذي أصرَّ على ربط الكاكائية بالفتوة، ينفي هذه الحكاية الشعبية المتداولة، والمستخلصة من واقع الحال، بقوله: "إنها الأخّية، الطريقة المعروفة في بلادنا، وفي إيران، وفي الترك، وتُنسب إلى أخي، وأصلها أن لكل واحد من أرباب هذه الطريقة يدعو الآخرَ من جماعته بأخي، إضافة إلى ياء المتكلم، ويعنون أن أصحابَ هذه الطريقة أخوّة، أصلها التمسك بآية المؤمنين أخوة، والسير بمقتضى هذه الطريقة، وعلى كل تستند إلى أصل أنها طريقة الفتوة" (المصدر نفسه،5) كذلك يبتعد العزاوي عن رأيه حين ينسب الكاكائيةَ إلى طريقة صوفية، هي السهروردية، والدليل وجود قبر إبراهيم بن السيد أحمد، جد رؤساء الكاكائية بمقبرة الشيخ عمر السهروردي ببغداد (المصدر نفسه، 41) وبالتالي تخلى عن أدلته في تأكيد العلاقة بين الكاكائية والفتوة، ومنها وجود محلة بكركوك تدعى بأخي حسين، أو وجود أشخاص يدعون بأخي فلان، او بـ "كَكْ"، مثل مبارزالدين كك، وحسام الدين كك. غير أن كلمة كاكا تعني الأخ الأكبر، الذي له إعتبار خاص في الأسرة، يتميز به عن سائر أخوته، فهي كلمة عامة، غير ملزمة لملّة أو طريقة.
قال الكرملي معتمداً شهادة كاكائي صبأ عن ملته، تعرف عليه العام 1896 ببغداد، يدعى مسعود بن جمّو: "طائفة خفية المعتقد والمذهب، مبثوثة في كركوك وأنحائها، ولهذا لم يذكرْ وجودهم أحدٌ من الكَتَبةِ والمؤرخين، لأنهم يخفون رأيهم الديني على كل إنسان، ويتظاهرون بالإسلام، في موضع يكون أكثر سكانه مسلمين، ويتظاهرون بالنصرانية، في المواطن التي يكثر فيها المسيحيون" (مجلة لغة العرب،1928) لكن الكرملي يعود إلى حسمِ (بحسب المرجع الكاكائي الذي يدعي أنه أثبت صحة أقواله بمطابقتها مع أقوال آخرين) أمر الكاكائية بأنها نصرانية العقائد، بالقول: "إختاروا النصرانية على كل دين سواه" (لغة العرب، نيسان 1928) وبهذا ألغى عنها صفتها الإسلامية، وصلتها المفترضة بأصولٍ قديمة.
بيدَ أن الكرملي، الذي نصّر الكاكائية، بحسب ما وَصَله من معلومات شفاهية، ينفي وجودَ مذهب أو دين خالص، في منطقة وُصفتْ بمتحفٍ للأديان والعقائد، فهو القائل: "هذا الإختلاف يعود إلى طبيعة البلاد، فإنها جبلية، وقد تناوب عليها أصحابُ الأديان القديمة والعناصر المتباينة، وقد أبقى كل عنصر وكل معتقد، وكل مذهب شيئاً من بقاياها.. وفي كل من تلك الجبال بقايا قد إختلط بعضُها ببعضٍ، حتى أنه يستحيل على كل عاقلٍ الوصولَ إلى قرارِ الحقيقة، والذي يحاول البلوغَ إليه يطلب المحالَ". ليس بعيداً أن يكونَ ميلُ الكاكائية إلى المسيحية إدّعاءٌ إدّعاه كاكائيون أمام رجل دين مسيحي، فقد سبقتِ الإشارةُ إلى ريبة الكاكائيين من الآخرين. فهم مسلمون أمام المسلمين، ومسيحيون أمام المسيحيين. وهذه ليست المرة الأولى التي يتوهم فيها الكرملي، ويضفي الصبغةَ المسيحيةَ على جماعات دينية، فقد كتب عن الصابئة المندائيين، وهم أهل دين قديم، سلسلة مقالات في مجلة "المشرق" البيروتية، ورد في العدد (3/1900) قوله: "إقتبست آراء من النصرانية قبسة العجلان، وفي القرون الأولى للمسيح، كُتبت بعض كتبهم" ولولا أن الأب الكرملي لم يثلب بالتعصب ومصادرة التاريخ، وليس له أغراضٌ أكثر من خدمة العلم واللغة العربية، لنعت ما خبره في المجلتين المذكورتين بالدعاية التبشيرية.
قال مينورسكي، كشاهد عيان، نافياً تأثر المذهب الكاكائي، الذي يذكره ضمناً بالمسيحية، فإنه "بجميع أبعاده وإتجاهاته العامة لا يجتمع مع المسيحية في شيء" كذلك أكد عباس العزاوي، أثناء تجواله في المنطقة، إسلامية عقائد الكاكائية، مع وجود الغلوّ فيها، على حدّ زعمه، المتصل هذه المرة بالحسين بن منصور الحلاج (ت 309هـ) وأنهم يحـرّمون الخمرَ، ويحترمون يومي الإثنين والجمعة، ويَتْلوَن الأدعيةَ الخاصّةَ بهم، ويقـرّون الطلاقَ، ولكن برضى الرجل والمرأة، فهو عندهم كعقد الزواج، لا يجوز إلا برضى الإثنين، لكنهم لا يبيحون تعددَ الزوجات، وألا يتزوج الشيخُ إبنة مريده، ولا يتزوج المريدُ إبنة شيخه (الكاكائية في التاريخ، 70،71) خلا ذلك، أجاب شيخ الكاكائية على إستفسار العزاوي عن حبّهم لـ علي بن أبي طالب، بسؤال أحرجه: "وأنتم هل تكرهوننه؟ ثم أردف الشيخ قائلاً حول مايُشاع عنهم: "ليس لنا من هذا النوع أكثر من أننا مسلمون، نؤمن بالقرآن" (المصدر نفسه، 29) إن المقبولَ من الآراء، بحسب المصادر التي بين أيدينا، أن الكاكائيةَ عشائرُ كرديةٌ مسلمةٌ، غلب عليها هذا الإسم قديماً، مالت إلى التطرف في محبة الإمام علي بن أبي طالب، لذلك عدّهم البعضُ من (العلي إلهيين) وتأثروا بالأديان المحيطة بهم، وساعدتهم الجبالُ في الحفاظ على عقائدهم فترةً طويلةً. من أهم كتب الكاكائية المشتركة مع أهل الحق وغيرهم "خطبة البيان" المنسوبة لـ علي بن أبي طالب. قال حاجي خليفة (ت 1067هـ): " سبعون كلمة، أولها: الحمد لله بديع السموات وفاطرها.. إلخ، قيل أنها من المفتريات، ولها شرح بالتركية في مجلّد (كشف الظنون) وقال آغا بَرْزَكْ الطهراني: "من الخطب المشهورة نسبتها إلى أمير المؤمنين (ع)، ولها نسخ مختلفة بالزيادة والنقصان.. لم يذكرها الرضيُّ في نهج البلاغة، وكذا لم يذكره إبن شهر آشوب في المناقب، في عِداد خُطَبه المشهورة (الذريعة في تصانيف الشيعة) ومن كتبهم أيضاً "جاوَدانْ عُرفي" وهو كتاب الطريقة الحروفية الصوفية، وكتاب "حياة" و "التوحيد" لـ سلمان أفندي الكاتبي، و "سَرْنَجام" الذي طبعه مينورسكي باسم "سَه ره نجام" قبل 1914، وكان مدوَّناً بالكردية (الأكراد، ملاحظات وإنطباعات83) تُضاف إلى هذه الكتب دواوينَ شعرية، تُتلى كأدعية وإبتهالات. أما مزاراتهم، التي يشاركهم فيها آخرون هي: مزار سلطان إسحق في جبل هورامان، ومزار سيد إبراهيم، بين مقبرة الشيخ عمر، والباب الأوسط ببغداد. ودكان داوود، وصاحب المزار المذكور كان خليفة السلطان إسحق، ويقع بين سربيل وباي طاق، في كهفِ جبلٍ. ومزار زين عابدين في داقوق، أصل محله كنيسة. ومزار أحمد في كركوك، بمحلة المصلى. ومزار عمر مندان في كفري، وهو غير عمر مندان الواقع على طريق كركوك ـ أربيل (الكاكائية في التاريخ، عن شيخ الكاكائية في الأربعينات) حدد تقريرُ الإستخبارتُ البريطانية حدودَ المنطقة التي تُوجد فيها الكاكائية، بالآتي:
"شمالاً بارون داغ والتلال المجاورة، جنوباً الطريق الرئيس، الواصل بين تازة وطوزخورماتو، وشرقاً منطقة حويجة، وغرباً السهل الممتد من جبل حمرين، وقره علي داغ." ويصحح مترجم التقرير، حدودَ الكاكائية بالآتي: "جنوباً السهل الممتد من حمرين، وقره علي داغ، وشرقاً الطريق الرئيس بين تازه وطوزخورماتو، وغرباً منطقة حويجة"
وأشار التقريرُ إلى موطنهم الرئيس في العراق، في ناحية طاووق، في كركوك، وبين خانقين وقصر شيرين على الحدود العراقية الإيرانية، وعلى ضفاف الزاب الكبير، ويُعرفون هناك بـ "الصارلية" كما لهم وجودٌ ملحوظ في تلعفر. عدّهم الكرملي العام 1928 بحوالي عشرين ألف نسمة. لهم في كركوك 60 بيتاً، وعلى نهر الزاب 480 بيتاً، وفي خانقين نحو 560 بيتاً.
نشرت فى 30 يناير 2012
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,768,508
ساحة النقاش