التواصل مع الزوج
إن الغالبية العظمى من الأزواج لا يتواصلون بشكل صحيح. وقد تكونين عزيزتي ممكن يظنون أن طريقة تواصلهم على ما يرام، حتى يمر موقف تجدين نفسك به تختلفين مع زوجك بالرأي فتنتقدين كلامه أو تقاطعينه بوجهة نظرك، وهنا تكتشفين أنك لا تتواصلين بشكل صحيح. هذا لا يعني أنه من غير المسموح أن تكون لك وجهة نظرك الخاصة، إنما هناك طريقة معينة ينبغي لك التعبير من خلالها عن نفسك دون التعدي على مشاعر الغير. الشخص العنيد هو من لا يتواصل بشكل صحيح لأنه منهمك جدا بأرائه ووجهة نظره الخاصة دون أن يعطي اعتبارا لرأي الشخص الآخر، وهذا ما يؤدي إلى التسبب بالمشاكل في العلاقات.
من المهم جدا في الزواج أن تأخذي وقتا للاستماع إلى ما يقوله لك زوجك، والاستماع إلى الرسالة التي يحاول أن يوصلها إليك. فإن كنت لا تستمعين إلى ما يقوله زوجك فكيف سيكون بإمكانك الرد بشكل صحيح؟ إن المشكلة هي في نفاذ الصبر، وهذا ما يعوق عملية الاستماع. ففي كثير من الأحيان وبسبب عدم الصبر قد نسارع إلى إقحام أنفسنا مع مشاعرنا وأفكارنا في موضوع معين.. وهذا أمر بغاية الأنانية! فهل سبق لك وشعرت بأنك لا توافقين على ما يقوله زوجك؟ وبأنك لا تصدقين ما تسمعين، فقمت بالانسحاب أو الطلب منه بترك المكان؟
في كثير من الأحيان وخصوصا أثناء الجدال نميل للاعتقاد بأن طريقة تفكيرنا هي الأفضل والأدق، ولهذا لا نكترث برأي الزوج، وهذا أمر غير مهذب. إن استماعك إلى زوجك لفهم "ماذا" يحاول أن يقول لك و"لماذا" يقول ذلك له بالغ الأهمية في التفاعل معه مما يساعد في تقريبكما من بعضكما على المستوى العاطفي والحميم. وكلما تجنبت التعبير عن نفسك أو كلما رفضت محاولة الاستماع لزوجك وفهمه فسوف تزداد المسافة والجفاء العاطفي بينكما.
عليك أن ضعي نفسك مكان زوجك.. لكن كيف تفعلين لذك؟ اجلسي فكري واضعة نفسك في نمط تفكير زوجك، فجميعنا لدينا أسباب وجيهة تدفعنا للشعور بطريقة معينة، وهذا ينطبق على زوجك أيضا. إن كانت لديك أفكار متناقضة مع طريقة تفكيره فلا تكوني سيئة الطباع وصعبة المراس. تعلمي كيف تعبرين عن نفسك بصورة بناءة من دون جرح زوجك. فكلما قاطعته وتصرفت بشكل سلبي سيميل زوجك إلى أن يكون أكثر سكوتا وتجنبا الكلام مما يساهم في المباعدة بينكما عاطفيا.
لذلك في المرة القادمة، عندما يكون هناك جدال بينكما، اسمحي لزوجك بالكلام بحرية دون أن تقدمي وتقترحي رأيك. اسمتعي بانتباه لما يحاول أن يقول. اسألي اسئلة مثل "لماذا" تشعر بهذه الطريقة، أو "ماذا" تريد أن تفعل بخصوص هذا الموضوع. لا تكوني عديمة الصبر، بل تواصلي بحكمة عن طريق الاستماع أولا، ثم بمناقشة ما تشعرين أنك تختلفين به معه. عندما تشعرين بأنه انتهى من التعبير عن نفسه، قومي بسؤاله إن كان قد اكتفى من الكلام لتبدأي أنت بالحديث عن وجهة نظرك تجاه الموضوع.
نترك معك أخيرا ما تقوله كلمة الله: "تعقل الانسان يبطئ غضبه وفخره الصفح عن معصية" (أمثال 19: 11).
ساحة النقاش