علاقات الإخوة في الأسرة!

 الأول معالجة الغيرة والمشاجرة بين الأخوة معالجة تربوية سليمة. والأمر الثاني تنمية روح التعاون والمشاركة بين الأخوة.

معالجة الغيرة والمشاجرة بين الاخوة

من أكثر المشكلات التي تلاحظ بين الإخوة داخل الأسرة الواحدة، الغيرة من بعضهم والشجار فيما بينهم. فما سبب هذه الظاهرة وهذه المشكلة بين الاخوة؟

يتنازع داخل الأخ الحب والعداء تجاه اخوته، فهو يحب أخاه ويلاطفه ويتودد له ويحنو على الصغير ويعتني به، ثم نجده في لحظات أخرى يتشاجر معه ويثور عليه ويعلن سخطه عليه وكرهه له.

إن الغيرة والعدوان والحب بين الاخوة أموراً طبيعية لازمة لنمو ونضج الابن ليصير أخاً. فالتفاعل بين الإخوة هو الذي يجعل الطفل يتخلى عن اعتقاده أنه مركز الكون ومحوره، فيكتشف حدوده وتمايزه وفرادته، إلى جانب اكتشافه بأن للآخر وجوداً متمايزاً ومستقلاً لا يستطيع أن يمتلكه. وهكذا يتمرس على قبول الآخر وعلى الدخول في علاقة حقيقية معه ويتخطى أنانيته إلى المشاركة. وبذلك يتدرب الابن على مواجهة متطلبات الحياة الاجتماعية، مما يجعل هذه الخبرة الأخوية الأولى خبرة نموذجية تنعكس نتائجها على ما يليها من خبرات العلاقة بالآخرين في المدرسة، ثم في المجتمع. هكذا تتاح له فرصة للنضج واكتساب القدرة على الاتصال بالآخرين.

فالدور التربوي الأساسي للكبار أن يساعدوا الابن على توازن العنصرين اللذين يتجاذبان وجدانه من ناحية إخوته وهما الحب والعدوان بحيث يندمجان فيلطف أحدهما الآخر. فلا يؤول العدوان إلى رفض الآخر أو السعي إلى إيذائه وتدميره، بل إلى مجرد التمايز عنه، وتأكيد فرادته الذاتية كي لا يؤول الحب إلى ذوبان في الآخر، بل إلى التناغم معه والتعاون والمشاركة الوجدانية معه. وهذا التوازن بين الحب والعدوان، لا يتم إلا تدريجياً ككل عمليات النمو، ومرتبط بموقف الوالدين من أولادهم بشكل عام ومن سلوك الغيرة الذي يبدر عنهم بشكل خاص.

إذاً ماذا نفعل لنقلل من الغيرة بين الإخوة، ونقوي المحبة الأخوية؟

1- أن نتحاشى المقارنة بنين الأخوة، فالمقارنة تثير غيرته ونفوره من أخيه المفضل لدى الوالدين. فإذا كان غرضنا من المقارنة تحفيزه على التشبه بأخوته، فإن العكس سوف يحدث. فلن يتشبه الأخ بمن ينفر منه!!.

العكس هو المطلوب، فبدل أن نقارن الإخوة ببعضهم، لابد أن نعامل كل واحد من أولادنا وكأنه وحيد. فلكل ولد فرادته، يتطلب منها اكتشافها ومساعدته على اكتشافها. عوض أن نتخذ أحد أولادنا مقياساً لتقويمنا لولد آخر، يجب أن نشجع كل ولد على النمو في خط شخصيته المتميزة، وعلى استثمار ما أعطي من مواهب إلى أبعد حد. فهكذا يشعر ابننا بأننا منصفون له ومعترفون بما له من كيان مميز، فنخفف بالتالي من حدة الغيرة عنده.

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,767,916