من منا من تخلو شخصيته من العيوب او بعضها على الاقل ومن البعض من يرفض نفسه بل ويسخط عليه حين يكون اكتشافه لعيوبه مستمر خاصة ان كان بعضها غير قابل لتعديل ومن يعجز في قبول ذاته بعيوبها وميزاتها يصعب عليه تقبل الاخر كما هو وهذا يؤدي به الى عجز في محاولة لتطوير شخصيته نحو الافضل.
غير ان ماهية كلمة عيوب نسبية الى حد كبير وقد يختلف مفهوم العيب من شخص لاخر فبعض العيوب يراها الغير ميزات والعكس اذ بعض الميزات يراها البعض الاخر عيوب وهذا يجعلها نسبية .
لكن ماهو متفق عليه هو ان يجمع الاخرون على ان طباع فلان غير مرغوب فيها هنا يدرك هذا الشخص عيوبه،ولا يمكن للشخص ان يطور طباعه او يصحح عيوبه وسلبياته الا اذا شعر بانه ليس راضيا تماما عن ذاته، وما من وسيلة امام الفرد كي يتعرف بوضوح
على الجوانب الايجابية والسلبية في شخصيته سوى التعامل مع الاخرين وملاحظة ردود افعالهم واخذ انتقاداتهم بعين الاعتبار واستقبالها بموضوعية وبلا حساسية حتى تمكنه الاستفادة من تطوير شخصيته وتجاوز سلبياتها من خلال خبرات التعامل مع الاشخاص الموثوق فيهم وفي انتقاداتهم الايجابية، من منطلق ان الاخرين يرون ذات الفرد اكثر وضوحا
مما يراها هو.
والعيوب هنا نوعان فاما ان تكون جسمية او شخصية:
الجسمانية كقصر القامة ونجد القصير غير راض عن نفسه او انعدام الجمال للمراة، او التلعثم عند البعض، او اعاقات جسمية...الخ
اما العيوب الشخصية:
منها مثلا سرعة الغضب، السرعة في اتخاذ القرارات، الحساسية المفرطة، الاهتمام المبالغ بشكليات،العناد وفرض الراي حتى لو خاطئ حب التسلط والسيطرة او السلبية وعدم التعبير عن الراي الشخصي، او ضعف الثقة بالنفس، او النرجسية والمغالات بحب النفس الخجل الزائد، الانطوائية، بطئ التفكير بشكل ممل، ضعف القدر على التعبير عن وجهة النظر، انعدام الاحساس بلمسئولية...الخ
هنا نلاحظ ان بعض الصفات الشخصية ثابتة لا مجال لمحاولة تعديلها كالشكل الخارجي للفرد، اما السيمات السلوكية كالخجل والانطواء ...
فهي قابلة للتطوير او التصحيح ، بشرط ان يتقبل الفرد ذاته كما هي ويقتنع بما فيها حتى يسهل عليه التعامل معها ثم ياتي بعد ذلك عمليات التنمية والتطوير بالتدريب الشخصي الذاتي وبلاصرار على التغيير الى الافضل.

قبول الذات:

ان العجز في قبول الذات يؤدي الى العجز في قبول الاخرين ويؤدي بدوره الى عدم تقبل الاخرين له وبالتالي يكون صراع القبول قائم ودائم هنا.
كل شخص اذا تأمل ذاته بعمق وجد ما لا يرضيه فيها من ميزات سلبية تؤدي به الى كره ذاته وهذا يخلق تفاعلا سلبيا ازاء ذلك فقد يتجاهل مافيها من ميزات ايجابية تستحق الرضى والقبول وقد يتطور الامر لحسد الاخرين على صفاتهم الحسنة التي
قد تكون فيه لكن رفضه لذاته يضعف تركيزه فيها.
اما رد الفعل الايجابي لما يعتبره الفرد عيوبا فهو قبول الذات بعيوبها كما ميزاتها ومحاولة التكيف مع بعض صفات ثابتة كقصر القامة او اعاقة او غيرهم.. ويحاول ان يستخرج مافيه من طاقات مبدعة يفيد بها الاخرين هنا سيخلق لديه شعور بالرضى وقبول للذات وهذا بدوره يؤدي الى قبول الاخرين له وتجاوز صفاته الجسمانية التي ترفضها ذاته، حيث انه سيدرك ادراكا يقينيا ان القيمة الحقيقية للانسان ليست في شكله او قامته بل في كيانه الداخلي المتمايز، وشيئا فشيئا يتصالح مع ذاته ويحقق
فيها التوازن النفسي من قيم اخلاقية وروحية اعلى من مجرد خصائص جسمانية.
كل ما تفهم الفرد عيوبه كل ما نجح في محاولة تصحيحها بشكل ايجابي اما من يرفض فهمها
فليس بمقدوره ان يتفهم ان للاخرين ايضا عيوبا كعيوبه، وان عليه ان يتقبل الاخرين بعيوبهم دون ان يقلل من شانهم بسببها بل ويساعدهم على التغلب عليها بتوفير مناخ الاحترام والتفاهم والموضوعية والتاخي.
ادراك عيوب الذات وتزكيتها:
ان ادراك الذات هو ارقى انواع الادراك ومن خلاله تاتي باقي انواع الادراك كمعرفة الكون ونظامه و...الخ فالنفس الانسانية لا يطلب لها العافية الا من ادراك مابها من ادواء, ومانزل بها من بلاء فأول الشفاء هو الاحساس بالمرض والشعور بالنقص هو اول مراحل الكمال؟
كم من امرئ لا يدري انه عليل لان في راسه بعض العلوم ولو فتش عن نفسه لوجدها مليئة بلمشاعر التي لم تعالج ، ورُبَّ من قلت معارفه وزاد عمقه بمعرفة نفسه بكثرة تفتيشه عن عيوبه والاعتراف بتقصيره، هذا بلا شك ارقى من الذي رضي عن نفسه واغتر بها.
يقول ابن القيم:"اصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضى عن النفس، واصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضى منك عنها، ولان تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من ان تصاحب عالما يرضى عن نفسه".
ان النفس الانسانية موئل الفضائل وجب الرذائل، انها اذا ما اهملت زادت رذائلها كاي شيء يهمل فيزيد اتساخا.
الذات عبارة عن مدركات وقيم تنشأ من تفاعل الفرد مع البيئة، يبلورها الفرد ويعتبرها تعريفا لذاته وافضل طريقة لفهم الذات هي الوصول الى طريقتها في الادراك او مايسمى بالاطار المرجعي الداخلي للفرد.
والذات بحالة نمو وتغير نتيجة التفاعل المستمر مع البيئة فكلما نما ادراك الفرد واكتسب خبرات اكثر وتنوعت مصادره ، ازداد مفهوم الذات لديه
وامسى اقدر على ادراك المعلومات والخبرات بدون تشويه واصحاب الذات الفعاالة الناجحة هم الذين يدركون الحقيقة بكفاءة ويقبلون ذواتهم كما هي، وبتالي يتقبلون الاخر كما هو. وايضا من سمات اصحاب الذات الايجابية انهم يجربون دائما الجديد مادام نافعا، ولا يتوقف ادراكهم عن ماهو قديم
بل ساعين في اكتشاف عيوبهم ومواجهتتها وتعديلها.

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 162 مشاهدة
نشرت فى 29 نوفمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,795,152