ماهية الادراك:
نحن نعتمد على حواسنا الخمس في إدراك الاشياء في العالم الخارجي, واستكشافها ومعرفتها باستعمالها في موضوعاتا الخاصة بها, اذن الادراك هو استعمال احدى الحواس في رؤية الاشياء, او سمع الاصوات او تذوق الطعام, او لمس النعومة والخشونة او الشعور بلحرارة...
ولهذا كانت الحواس موضوعا للدراسة في اكثر من علم, يدرسها الفسيولوجيا وعلم النفس, ولذلك فنحن الان على وعي اكثر بفضل هذه الدراسات بالشروط المختلفة التي تحيط بها لتؤدي وظيفتها وبمعرفة قدرتها على التمييز بين خصائص الاشياء وبطريقة ادائها.
والادراك بالنسبة للفلاسفة يبقى محورا اساسيا بالنسبة لاعمق مشاكل الابستمولوجيا والميتافيزيقا منذ القدم مثل علاقة المظهر والواقع , لاننا لا ندرك الاشياء غالبا كما هي, او على ماهي عليه في الواقع ونفس الامر فاذا ادركنا سيارة مثلا فقد يظهر لنا ان السيارة التي امامنا رمادية اللون ولكن في ظروف ضوئية اخرى, قد تظهر على خلاف ذلك, فتبدو زرقاء مثلا وهنا ياتي السؤال: اذا كانت الاشياء تبدو لنا على غير ماهي عليه فكيف ندرك الاشياء على ماهي عليه في الواقع ونفس الامر بادراكنا اياها كما تبدو لنا؟ فالواقعية الساذجة تثق بالحواس فنحن نرى باعيننا تالق النجوم ونسمع باذاننا اعذب الالحان, ونشم بانوفنا اريج الورد وعطرها الفواح, ونتذوق طعم العسل الحلو, ونشعر بنعومة البشرة الغضة الرقيقة, ومعنى هذا اننا نكتشف العالم الخارجي ونعرفه بالحواس, ويذهب المذهب التجريبي الى ان الحواس هي التي تعلمنا كل ما نعرفه وانها هي وحدها مصدر المعرفة كما يذهب الى ذلك جون لوك: الذي يعتقد ان العقل يولد به الانسان كانه لوحة بيضاء ثم تكتب فيه التجربة الحسية كل مايعرف, وبدونها نحرم من معرفة العالم الخارجي وخصائصه.
فكيف يعرف من حرم العين جمال المغيب؟ وكيف يتذوق الاصم عذوبة الالحان الجميلة؟ والاصوات الحلوة؟ وبما اننا نعتمد على الحواس فاننا نثق بها, ونعلم انها قد تخدعنا احيانا , ولكنها تعطينا غالبا معرفة بالواقع الخارجي . بما ان السماء تبدو لنا زرقاء, نقول انها زرقاء وبما ان الليمون يبدو حامضا نقول انه حامض, وبما ان الذوق يبدي لنا حلاوزة شراب العسل نعتقد انه حلو.
وخلاصة القول ان الواقعية الساذجة تعتقد ان الاشياء تبدو لنا على ماهي عليه, كثيرا ونحن نراجع غالبا اي راي يبدو انه لا يتسق مع معطيات الحواس فالذي يعتقد ان الارض مسطحة يمكن ان يقتنع بكرويتها اذا علونا به اكثر في الفضاء ليرى شكلها.
ونعلم اننا نتعرض للهلوسة والخداع فتبدو لنا الاشياء على غير ماهي عليه في الواقع.
فالعصا المستقيمة تبدو في الماء غير مستقيمة, والطعم الحلو يبدو للمريض مرا, وقد تظهر لنا اشياء وهي لا وجود لها في حالة الهلوسة, فطنين الاذن يجعلنا نسمع رنينا, والصفراوي تبدو له الطعوم الحلوة مرة, ولكن لا الهلوسة ولا خداع الحواس يجعلنا نفقد الثقة بها, فاذا حصل لنا شك في شهادة حواسنا فاننا نبحث هذه الشهادة من المصدر نفسه ونراجعها فننظر اليها مرة اخرى, او نستعين بشهادة الاخرين بان نطلب اليهم النظر اليها اذا كان الشك في رؤية الاشياء او في تذوقها او كان الشك في المذوقات هكذا.
وبهذا نؤكد ان ادراكنا من الادراكات باللجوء الى ادراط غيرنا , فاذا كنا نقرا مخطوطا وشككنا في قراءة كلمة فاننا نستعين بقراءة شخص اخر لها, لتاكد منها, ونحن نعرف ان العصا التي تبدو في الماء معوجة انها مستقيمة خارج الماء, وبالجملة الواقعية تؤمن بما تدركه.
نظريات الادراك:
_النظرية العلية
_الادراك والفيزياء
_نظرية المعطى الحسي
_نظرية القصد في الادراك
نشرت فى 29 نوفمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,767,724
ساحة النقاش