من الضروري ان نضع في حساباتنا اهمية الصحة النفسية بالنسبة لأفراد المجتمع هو و مؤسساته المختلفة ، الطبية ، و الاجتماعية و الاقتصادية و الدينية .. و أن تعمل على تحقيق التناسق بين هذه المؤسسات ، و هذا ما يتحتم عليه تطبيق اتجاهات الصحة النفسية لتجنب افراده و جماعته من كل ما يؤدي الى الاضطراب النفسي ، فتكمن أهمية الصحة النفسية سواء كانت للفرد نفسه أو للمجتمع في أنها تحقق بناء شخصية متكاملة و اعداد الانسان الصحيح نفسيا في أقطاع من قطاعات المجتمع أيا ً كان دوره الاجتماعي بحيث يقبل على تحمل المسؤولية الاجتماعية و يعطي للمجتمع بقدر ما يأخذ أو أكثر مستغلا ً طاقاته و امكانياته الى أقصى حد ممكن ، و لكي يتحقق ذلك يجب تحقيق مطالب النمو للفرد مثل : النمو الاجتماعي المتوافق الى حد المستطاع ، و اشباع الحاجات النفسية و الاجتماعية ، و تقبل الواقع ، و تكوين اتجاهات و قيم اجتماعية سليمة ، و المشاركات الاجتماعية الخلاقة المسؤولة ، و توسيع دائرة الميول و الاهتمامات و تنمية المهارات التي تحقق التوافق الاجتماعي السوي ، و تحقيق النمو الديني و الاخلاقي القويم.
و عندما يكون المجتمع يعاني من تمزق و عدم تكامل في اجهزته و أنظمته و مؤسساته و هيئاته ، التي تسود فيها ثقافة مريضة مليئة بعوامل الهدم و الاحباط و الصراع و التعقيد و المشكلات الاسرية و التربوية و الجهل و الشك و التعصب و الاحوال الاقتصادية المتدهورة و انحدار القيم و الكوارث الاجتماعية يكون ( مجتمع مريض ) مما يدفع بأفراده نحو المرض النفسي ، و أن مثل هذا المجتمع يحتاج الى جهود كبيرة للقضاء على كل هذه الأمراض.
و هنا تأتي أهمية و دور الطب النفسي كعامل ديناميكي يعمل على ازالة العوامل و الاسباب التي تؤدي الى المرض النفسي و علاج اعراض المرض و العمل على حل المشكلات و مواجهتها و تحويلها من مشكلات مسيطرة الى مشكلات مسيطر عليها و تعديل السلوك غير السوي و تعلم السلوك الناضج للتخلص من المشكلات السلوكية مع زيادة البصيرة بالنسبة لها و التخلص من نواحي الضعف و العجز و تعزيز نواحي القوة و التعرف على القدرات و تنميتها و تحقيق تقبل الذات و تقبل الآخرين مع اقامة علاقات اجتماعية مناسبة و زيادة قوة و تدعيم الذات و التوافق الشخصي و الاجتماعي و المهني.
فتكمن اهمية الطب النفسي في كونه يساعد الفرد على بلوغ المستوى الذي يؤهله لأن يعيش المستوى الافضل لسعادته و لأن يكون المستوى الأفضل الذي يتيح للمجتمع الافادة من قدراته و مساهماته ، مما يعمل على تحقيق مستوى متطور من الإنتاج و السعادة للفرد أولا ً و للمجتمع ثانيا .
و لكن تتواجد هناك أوهام شائعة تدور حول الطب النفسي و مفاهيمه مسيطرة على عقول الكثير من الناس مما تجعلها كحواجز و عقبات تمنع الفرد من اللجوء الى الطب النفسي و مسائل علاجه ، فعند تعرض الفرد الى اضطراب في السلوك بدرجه تخرجه عن معاير السلوك العادي ، لتعوق حياته و توافقه الشخصي و الاجتماعي ، و يعكر صفو حياته ، و سعادته ، فأنه يكون مضطربا و قد تكفي عدة استشارات نفسية لإزالة الاضطراب الموجوده لديه ،وأما في حالة وجود الاوهام في مجتمع هذا الفرد مع أيمانه بها حول مفاهيم الطب النفسي كالاعتقاد ( بأن الطب النفسي مجرد جلسات كلامية ) أو ( أن المرض النفسي لا شفاء منه ) أو ربط المرض النفسي بالجن و العين و السحر ) و العمل على مواجهة بخرافات الطب الشعبي ، فأنها تؤدي الى استفحال المرض و تزايد الأعراض الموجودة لديه ، مما تتجه به نحو هاوية المرض النفسي .
مما طرح سابقا تتضح أمامنا الخسائر التي تلحق بالمجتمع و أفراده عندما يتخلفوا عن الاستعانة بالطب النفسي و مجالاته ، فالمضطرب هو في الواقع إنسان مشلول الارادة من الناحية الاجتماعية ، فهو من ناحية يعيش حياته بعيدا عن السعادة ن ومن ناحية أخرى يفقد فعالياته الاجتماعية و حتى الاسرية . فلا بد من أن نتخلص من شوائب هذه الاوهام ، و أن نقضي على غابات الجهل الكثيفة التي تحول دون التعامل مع الواقع بالموضوعية اللازمة ، حتى نتجنب الخسارة الناجمة عنها.
أن امتلاك افراد المجتمع مفاهيم أو معتقدات ايجابية نحو الطب النفسي و مجالاته المتعددة سوف تؤدي بهم الى نتائج مهمة تتجه بهم نحو صحة نفسية سليمة ، من هذه النتائج : ـــ
1. تساعد الفرد على تحقيق السعادة مع نفسه و مع الاخرين ، من خلال التخلص من المرض النفسي أو التخفف منه .
2. يمنع تأخر الأهل في إحضار مريضهم ، الذي يمنع بدوره استفحال أعراض المرض الموجودة لديه .
3. يمنع من لجوء المريض اهالي المريض أو المريض نفسه الى العلاج الطبي فقط ، و بالتالي اللجوء الى الطب النفسي .
4. يزيد من دافع الافراد من الذهاب الى العيادات النفسية و مراجعتها و عدم التحرج منها .
5. التقليل من معاناة المريض النفسية و تأثيراتها الجسدية .
6. يمنع أو يستبعد كافة الممارسات البدائية من ضرب ، و دجل ، و شعوذة ، أو من اللجوء الى الدجالين الذين يتصيدون الفرص .
7. يقرب من مفاهيم النظرة الموضوعية اتجاه الطبيب النفسي و يبعده عن أثر الاعتقاد بالقوى الخارقة أو الدجل.
8. يساعد على تعزيز الثقة بين الطبيب و المعالج ، و بذلك يقصر من فترة العلاج المطلوبة .
9. يشجع أفراد المجتمع على الدراسات و الابحاث و الممارسات التي تهتم بالخدمات النفسية ، و بشكل خاص الجانب الوقائي لحاجات المجتمع له .

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 73 مشاهدة
نشرت فى 21 نوفمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,769,487