اختلف المتخصصون فى علم اللغة والكتابة القديمة حول اصولها فقال بعضهم بان اصولها سامية وقال اخرون بان اصولها افريقية حتى توصلوا الى شبه اتفاق الى ان المصرية والكوشية (السودانية) والبربرية واللغات السامية كل منها مستقلة عن الاخرى وان كانت مشتقة من لغة قديمة مشتركة
وتعتبر اللغة المصرية من اقدم كتابات البشر المعروفة اذ ترجع الى العصر الثينى اى حوالى عام 3100 ق م وقد نشات نشاة محلية اصيلة واستمدت علاماتها الهيروغليفية من الحيوانات والنباتات وبعض الاوانى والادوات المستخدمة منذ العصر الادنى للحضارات النحاسية الحجرية مما يدل على انها نتاج للحضارة المصرية التى نشاة على ضفاف النيل دون غيرها
وهذه الكتابة وصلت فى ثلاث صور
الاولى الهيروغليفية وهى مدونة على الانصاب والعمائر
والثانية الهيراطيقية وهى كتابة مختصرة استخدمتفى غالبية النصوص الادبية والادارية والقانونية
والثالثة وهى الديموطيقية وهى اختصار للهيراطيقية والتطور الذى طرا على علاماتها بلغ حد يصعب معه التعرف على النماذج الهيروغليفية الاصلية واستخدمت فى تدوين الوثائق القانونية الهامة
والكتابة المصرية القديمة بمراحلها الثلاث لم تتطور ابدا وظلت متمسكة باصولها الاولى رغم ما تحوية من علامات بسيطة ولم تتحول الى الالفبائية مثل الفينيقية واليونانية واللغات الحديثة الا مع التحول الى اللغة القبطية فى العصور التالية وهى اللغة التى ما زالت تستخدم فى الكنيسة حتى هذا اليوم والقبطية مزيج بين حروف خاصة بها واخرى يونانية لذلك تعتبر لغة الفبائية
والكتابة المصرية القديمة معقدة فمن ناحية كان بوسعها ان تصور الماديات بصورها (مثال ) اذا اردنا مثلا كتابة (محراث ) يكفى ان نرسم محراث للدلاله عليه ويعرف هذا بالخط التصويرى والذى شاع استخدامة على مر العصور
ولكنه لم يكن يصلح للتعبير عن كل شىء فمثلا كيف يمكن التعبير عن الافعال بالخط التصويرى كالمشى او الصعود؟ وكيف يمكن التعبير به عن الكلمات المجرده ايضا مثل الحب او الكره؟
ومن هنا طبق المصريون قاعدة اللغز المصور فقاموا بتفكيك الكلمات المجردة الى عناصرها المكونة التى يمكن تمثيلها باشياء لها صوت مماثل ولتوضيح ذلك
كيق نكتب مثلا فعل معين كما سبق وضربنا به مثل كالمشى او الصعود فقاموا بتقسيم الكلمة الى عناصر ترسم على التوالى لتوضيح المعنى مثل (ادار راسة ) فكتبوا ( نرد _ ثم برج _ ثم انف )لكن هذا النظام كان فى حاجة الى اضافات حتى يصبح صالحا للاستخدام فقد يفسر القارىء صورتى البرج والانف خطا فيقراهما قلعة مثلا ولذلك اضاف المصريون علامة هجائية وضعوها امام او خلف العلامة المقطعية لتحديد قرائتها ونوضح على نفس المثال السابق تم اضافة رجل يدير راسة الى العلامات السابقة لتوضيح معناها وفكرة (ادار راسة ) وان كانت بدون العلامات تقرا رجل فقط بدون معنى ادار راسة والعكس
اذا فالكتابة المصرية تحمل علامات تصويرية واخرى صوتية على غرار الحروف الهجائية وتحتوى بعض العلامات الصوتية على حرفين ساكنين او ثلاث للرسم الواحد وهى العلامات المقطعية
والكتابة الهيروغليفية مرنة اذ يمكن ان تبدا من اليمين او اليسار ومن اعلى الى اسفل ويمكن تمييز طريقة الكتابة من خلال اشكال الانسان والحيوان والتى تتجة بوجهها ناحية بداية السطر
ونجد العلامات المقطعية وهى كثيرة تبلغ عدة مئات يلحق بها دائما علامه او اثنين او ثلاث هجائية للتعزيز وتسهيل القراءة وبمضاعفة الكتابة المصرية القديمة للعلامات المستخدمة تباعدت بين الكتابة الهجائية وفى مقدمتها العلامات التصويرية بالطبع اما بالنسبة الى قواعدها فتتميز بان موضع كل كلمة من كلماتها له ترتيبه الصارم الذى لا يحيد عنه فتتعاقب الكلمات على النحو التلاى
(الفعل فالفاعل ثم المفعول المباشر واخيرا المفاعيل غير المباشرة)
وحالات الاعراب كما عرفتها اليونانية واللاتينية لا وجود لها فى المصرية اذ انها تنفرد بمشكلة خاصة بها وهى افتقارها الى ادوات العطف والوصل مما يؤدى الى صعوبة فى تحديد الرباط الذى يربط الجملة بما يسبقها او يليها
اذا فللغة الهيروغليفية علامات
1_ العلامات الصوتية وكل علامة تمثل صوتا واحدا ولا يوجد تمثيل لمعظم الحروف اللينة
2_ العلامات المقطعية وتمثل اثنين او ثلاث حروف ساكنة
3_ علامات تصويرية تصور كلمات وذلك باستخدام صور الاشياء وتتبعها علامة قائمة كما اوضحنا اعلاة وذلك للدلالة على ان الكلمة اكتملت فى علامة واحدة وتفسيرها التفسير الصحيح
4_ علامات تحديدية وهى عبارة عن صورة شىء يساعد القارىء على فهم المعنى كما اوضحنا ايضا سابقا ولكن نضرب مثال
اذا كانت الكلمة المراد كتابتها تعبر عن فكرة مجردة فكانوا يرسمون لفة من ورق البردى مربوطة ومختومة للدلالة على ان معنى هذه الكلمة (الفكرة المجردة) يمكن التعبير عنها بشكل تصويرى ولكن ليس مباشر وذلك عكس العلامات التصويرية
واليكم بعض التعريف بالكتابات والخطوط القديمة لزيادة التوضيح
الهيروغليفية
كتابة تصويرية ظهرت كاملة التطور حوالى سنة 3100 ق م ظلت مستخدمة حتى العصر الرومانى وهى النطق والرموز التصويرية وكانت تستخدم اساسا فى كتابة النصوص الدينية والادبية
الخط الهيراطيقى
خط متشابك متطور عن الهيروغليفية استخدم فى كتابة الوثائق القانونية وفى مجال الاعمال حتى نهاية الدولة الحديثة
الخط الديموطيقى
خط متشابك متصل الحروف تطور ايضا عن العيروغليفية فى القرن السابع الميلادى زكان يستخدم فى المعاملات اليومية الجارية لتسهيل الشئون الادارية وكان منتشرا مع الهيراطيقية والهيروغليفية
المتصل
فى الكتابة الهيراطيقية والديموطيقية المتطورة عن الهيروغليفية كان يستخدم قلم البسط حيث ينساب الحبر على سطح البردى او الخزف ويتشابك
القبطية
اخر اشكال اللغة المصرية القديمة وتستخدم فى كتاباتها الحروف اليونانية وبعض الرموز الجديدة واستمر استعمال اللغة القبطية حتى العصور الوسطى الا انها ما زالت تستخدم فى الكنائس فى بعض ترانيمهم الدينية
.
نشرت فى 17 أغسطس 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,767,708
ساحة النقاش