ساعات قليلة بل دقائق ويمضي عام 2012 بلا رجعة ، ليذهب بكل ما فيه من لحظات سعادة وحزن نجاح وفشل ...قلق واطمئنان ، ساعات وأيام طويلة أمضيتها في هذا العام ، فارقت البعض و قابلت آخرين أخذ منى العام أصحاب  وقَرب منى أغراب تعرفت فيه على حقيقة بعض البشر النقية واكتشفت معادن البعض السيئة فاجأني العام بسقوط أقنعة البعض وجعلني أتمسك بالبعض الآخر علمني أن الحجر الذي لا يسد طريقي لا يحزنني أبدا  علمني أن لا أحكم على أخلاق الرفيق قبل أن أجربه عند الغضب  علمني أن الطيبة خطيئة في بعض الأحيان علمني أن القلوب البيضاء جداً نادرة

تلك لحظات وتجارب متفرقة مررت بها ومررنا بها جميعا 

فالبعض قد يصنف عام 2012 بأنه من اسعد سنوات حياته بينما البعض الآخر يكرهه بشدة وينتظر انتهاءه بفارغ الصبر ، هناك مجموعة من البشر الذين لا يشعرون بأي جديد ، والسنوات بالنسبة لهم ما هى إلا تواريخ تتغير على أوراق تقويم الحائط
وربما السؤال الذي يدور بأذهاننا ، هل المشكلة بالفعل تكمن في الزمن أم الأمر كما قيل " نعيب زماننا والعيب فينا "؟
في الحقيقة اي كانت الإجابة ، فلابد ان هناك دروس مستفادة من عام مضى بأكمله وهناك مواقف أثرت فينا وعلمتنا الكثير وجعلتنا نرى الأمور بمنطق مختلف

العام الجديد ..هو صفحة جديدة في حياتك ، أنت الوحيد القادر على ملئها بالحزن او الفرح ، وحدك فقط تسطر ما بداخلها ، فحاول أن تكون متوازنة لا تجعلها سوداء مليئة بالرسومات والرموز الغير مفهومة ولا تجعلها بيضاء وكأنها لم تمر
ألان ما عليك إلا النظر إلى الأمام و ليس العودة الى الوراء لانه  ماضي لن يعود ولا يمكن تغييره حتى لو دفعت حياتك ثمنا لهذا فالماضي أصبح من التاريخ لكن التاريخ لا يقتصر على الماضي فقط بل على الحاضر و المستقبل
نظم حياتك واستعد لبناء و إصلاح ما فسد و إرجاع ما ضاع ولو بقليل أو بتشييد حياة جديدة نورها أكثر من ظلامها ولتعلم أن الله معك لكن عليك التحلي بالإرادة ثم الإرادة و الصبر لتنال ما تريد

وبكل ثقة عليك أن تشكر من بقي في حياتك ولم تأثر فيه رياح العواصف
أتمنى لكم عاما جديدا خاليا من الأوجاع ومليئا بالسعادة والحب

ودعواتكم لمن فقدناهم بالرحمة والمغفرة