يشير العديد من الباحثين إلى أن الإنترنت يؤدي دورًا كبيرًا في تغيير الطريقة التعلمية المتعارف عليها. ومن هذا المنطلق توصلت بعض المدارس الى العمل على استخدام التكنولوجيا كأداة أساسية في النظام التربوي.
صحيح أن معظم الأهل عبروا عن قلقهم حيال مخاطر الإنترنت إلا أنه علينا النظر الى وسائل التكنولوجيا من المنظار الإيجابي كأداة للتعليم والتثقيف عند الأطفال. فبعد ان أصبح الكمبيوتر وسيلة مألوفة في حياة أولادنا للتعلم والترفيه، إرتأت بعض الدول إدخال الكمبيوتر في صفوفها ومناهجها التربوية.
فإلى أي مدى يرتبط استخدام الكمبيوتر في عملية تثقيف أولادنا؟ وما هو انعكاسه على الحياة الاجتماعية؟
الكمبيوتر واكتساب المهارات
لا يمكن أن ننكر التأثير السلبي للإنترنت والكمبيوتر على حياة أولادنا لكن هذا لا يجعلنا نغضّ النظر عن الإيجابيات التي يوفرها الاستخدام الصحيح لهذه التقنية. فإستخدام الكمبيوتر من شانه تعزيز الثقافة التعلمية ويكسب الطفل مهارات جديدة بطريقة أحدث وأقرب الى عالمه الجديد. إذ بإستطاعة الطفل بواسطة الكمبيوتر اكتساب كلمات جديدة والتعرف الى مهارات الكتابة والقراءة بطريقة أسهل وعبر وسائل ترفهية كالألعاب والبرامج التعلمية السهلة.
يستطيع الطفل تعلم الكتابة الصحيحة من خلال الإطلاع على أخطائه وتصحيحها تلقائيًا. فالتعلّم بعيدًا عن جوّ المدرسة الضاغط، يجعل الطفل أكثر حماسة ورغبة في التعلم وكسب المهارات التعلمية. وكلما مرّ الوقت نجح في الوصول الى المعلومة واستخدامها في فروضه المدرسية أو في حياته اليومية. فالمعرفة حقّ عام وعالم الإنترنت مكتبة عامة تحتوي على كل المعلومات.
إحذروا المبالغة
ان الانترنت سلاح ذو حدين، إذا لم نحسن إستخدامه وقعنا في فخه الخطير. صحيح أن الأولاد والمراهقون يمضون وقتا طويلا امام الكمبيوتر لأهداف ترفيهية، إلا أن كثرتها تلعب دورًا سلبيًا في حياتهم الإجتماعية وتجعلهم أكثر انعزالا.
وتشير الدراسات والأبحاث الى دور ألعاب الكمبيوتر في تطوير مهارات التركيز عند الولد وقدرته على حل الامور واتخاذ القرارات. لكن من جهة اخرى فهذه الألعاب تساهد في تعزيز العدوانية وثقافة العنف عند مستخدميها. وقد يعتبر بعض الأولاد الكمبيوتر وسيلة للهروب من واقع الحياة أو المشاكل العائلية أو المدرسية. لذلك على الأهل ان يراقبوا اطفالهم ويحددوا وقتا معينا لإستخدام الكمبيوتر كي يتفادوا شعور الانطواء التي قد تحدثه الإنترنت والألعاب الإلكترونية. ان الإدمان على الكمبيوتر يجعل الأولاد لا يميزون بين الواقع والخيال، لذا لا بدّ من نظام واضح يحدد المسموح والممنوع والأوقات.
بين الإيجابيات والسلبيات
ان استخدام الإنترنت يفتح الباب واسعا امام الاطفال للإطلاع على ثقافات وحضارات مختلفة، وتعلم مهارات متعددة والتعرف الى اشخاص من كافة القارات. فمحاولته للوصول الى المعلومة والبحث عن أصدقاء وتقاليد عالمية كافية لتحفزه لإستكشاف المزيد. وهذا من شأنه أن يثير شغفهم ويعزز ميلهم للإستقلالية وفتح آفاق جديدة.
لكن هذا لا يعني ان نقف مكتوفي الأيدي، مستسلمين لهذه الإيجابيات ومتناسين الآثار السلبية التي تخلفه الإنترنت وكل وسائل التواصل. فكل ما يزيد عن حده يشكل خطرًا ويطرح علامات استفهام حول نوعية وكمية استخدام هذه الوسائل بطريقة عشوائية وسلبية.
فسواء أكان الولد يستخدم الانترنت للدردشة أو تصفح مواقع الكترونية إلا انها قد تشكل خطرًا عليهم في حال لم يتدارك الأهل ذلك.
ومن هنا أهمية إشراف الأهل أو المعنيين على نوعية هذه المواقع وهوية الأشخاص الذين يتحدثون اليه. فالمراقبة والتدقيق هي خير وقاية والوسيلة الأمن لحماية أولادهم من فخ الإستغلال الإلكتروني. ويبقى على الأهل إرشاد أولادهم وتوعيتهم لهذه المخاطر ليتمكنوا من حماية أنفسهم.
ساحة النقاش