<!--<!--<!--

تجربة علمية جديدة :

اسماك المبروك والبلطي لمقاومة حشائش النيل !

التجربة نجحت في القليوبية في القضاء علي ذيل الفرس وابو ظلف ونخشوش الحوت

                    لاشك ان المياه هي المكون الاساسي للحياة البشرية لذا بدأت أغلب الدول في تقدير اهمية المياه العذبة والمحافظة عليها نظرا لان القطاع الزراعي هو المستهلك الرئيسي للمياه العذبة ومن ثم تمت محاولات جادة علي مستوي العالم كله لادارة الموارد المائية وترشيد استخدامها في الزراعة وتحجيم الفاقد منها خلال استخدام نظم الري المختلفة ومن اهم الآثار البيئية لمشروعات الري والصرف في مصر انتشار الحشائش المائية بمختلف انواعها خصوصا بعد انشاء السد العالي حيث انه قام بحجز الرمل والطمي امامه مما ادي الي صفاء المياه واختراق اشعة الشمس لاعماق كبيرة بالمجاري المائية المكشوفة مكملا عملية التمثيل الضوئي اللازمة لنمو الحشائش .

        أيضا تصميم المجاري المائية من الترع والمصارف بانحدارات بسيطة وكثرة الملوثاث الملقاه بها شجعت علي ازدهار الحشائش المائية وانتشارها علي مدي واسع في المجاري المائية حتي وصلت الي مجري النيل الرئيسي وفرعية والبحيرات الشمالية لذا اعد كل من الدكتور محمد فوزي بكر مدير معهد بحوث صيانة القنوات المائية بالمركز القومي لبحوث المياه والدكتور محمد عبد السلام عبد المجيد باحث بيولوجي بالمعهد دراسة علمية حول فاعلية كل من اسماك البلطي الاخضر واسماك مبروك الحشائش في اعمال المكافحة الحيوية للنباتات المائية المغمورة في مصر وهذه هي تفاصيل الدراسة .

 

 

اضرار الحشائش

        لعله من المفيد قبل ان نتحدث عن التفاصيل لابد ان نوضح انه اجريت العديد من الابحاث لدراسة الاضرار التي تسببها الحشائش المائية علي البيئة المائية وتم حصر هذه الاضرار في تقليل سرعة المياه في المجري المائي في بعض الاماكن وزيادة السرعات في بعض الاماكن مما يساعد علي زيادة الترسيب والنحر في اماكن مختلفة بالاضافة الي توفير مناخ جيد لنمو الحشرات والآفات مثل البعوض وتوفير بيئة صالحة لتكاثر بعض العوائل الوسيطة مثل القواقع التي تساعد علي انتشار بعض الامراض الوبائية مثل البلهارسيا والفاشيولا ليس هذا فقط بل تساعد الحشائش علي تغيير الصفات الطبيعية والكيميائية للمياه وتقليل السعة التصميمية لقاع المجري المائي والاخلال بالانحدار التصميمي للمجري المائي الذي يؤثر علي عدم صول المياه الي نهايات الترع وارتفاع مناسيب المياه بالمصارف مسببة تدهور التربة وانخفاض انتاجية المحاصيل وانخفاض كفاءة عمليات توزيع المياه لما تسببه الحشائش المائية من سد فتحات الاعمال الصناعية وفتحات الري وارتفاع تكاليف تشغيل محطات الطلمبات الخاصة بالري والصرف نتيجة تراكم الحشائش المائية وضرورة ازالتها بصفة مستمرة .

التأثير علي الملاحه

        كما تؤثر الحشائش المائية تأثيرا مباشرا وسلبيا علي الملاحة بالمجري المائي نتيجة تشابك الحشائش المائية المغمورة بمراوح القوارب والمراكب بالاضافة الي زيادة فاقد المياه المستخدم في نمو وانتشار الحشائش المائية .

        اما بالنسبة لعملية الاستغلال الاقتصادي للبحيرات الشمالية كمصدر جيد لصيد الاسماك فانه من المعلوم ان النباتات المائية تساهم في اكتمال السلسلة الغذائية المائية فهي تزيد من تجمعات الطحالب والبكتريا والهائمات النباتية والحيوانية التي تتغذي عليها الاسماك كما ان الحشائش المغمورة تهيء الوسط الطبيعي لوضع البيض وتكوين اعشاش الاسماك وبالتالي تقدم الحماية والظل والغذاء الذي تحتاجه الزريعة واليرقات .

مكافحة بيولوجية

        وقد انحصرت وسائل مقاومة الحشائش المائية علي الطرق المألوفة والتي تتمثل في استخدام المكافحة اليدوية والميكانيكية والبيولوجية ولقد انتشرت في الاونة الاخيرة وسائل المكافحة البيولوجية المتنوعة لمقاومة الحشائش المائية لانخفاض تكاليفها وسهولة استخدامها في ظل مطالبة الراي العام العالمي بالمحافظة علي البيئة نظيفة وانتخاب وسيلة المقاومة البولوجية الصحيحة للحشائش المائية يحتاج الي المزيد من الدراسات العميقة .

 خفض تكاليف الصيانة

         ولوحظ انه اثناء تطبيق المقاومة البيولوجية في الاونة الاخيرة علي نطاق واسع بشبكة الري المصرية انه يتم القاء اسماك مبروك الحشائش بالقنوات المائية دون مراعاة العوامل التي تساعد بالايجاب او السلب علي انتشار هذه الحشائش المائية وبالتالي عدم اعداد المنهج الصحيح للتطبيق الامثل لاسلوب المقاومة البيولوجية باستخدام اسماك المبروك ولذلك فان معرفة هذه العوامل ومدي تأثيرها تعد خطوة مهمة لوضع الخطط المناسبة لاسلوب التطبيق الامثل والحصول علي مقاومة فعالة للحد من انتشار تلك النباتات المائية واحداث مردود اقتصادي في خفض تكاليف الصيانة الدورية التي تعدها وزارة الموارد المائية والري لشبكة الري والصرف في مصر ومن هنا كان الهدف من الدراسة هو التعرف علي كفاءة اسماك مبروك الحشائش الصيني في مقاومة الحشائش المائية المغمورة بانواعها المختلفة ودراسة فاعلية الاعداء الطبيعية كأسماك البلطي الاخضر بالقنوات المائية في مقاومة الحشائش المائية المغمورة المختلفة .

        وفي اطار هذه الدراسة تم القاء اصبعيات اسماك مبروك الحشائش خلال شهر مارس بترعة الباسوسية التابعة للادارة العامة لري القليوبية والبالغ طولها 15 كيلو مترا والاخذه من البر الايمن من نهر النيل الي قناطر الدلتا بحوالي 2 كيلو متر وكانت كثافة اسماك المبروك الملقاة تقدر بحوالي 100 كيلو جرام لكل هتكار بمتوسط وزن السمكة الواحدة يتراوح ما بين 10-15 جراما وتعتبر ترعة الباسوسية من المجاري المائية التي تعاني من الاصابة بالحشائش المائية المغمورة مثل ذيل الفرس وابو ملعقة ونخشوش الحوت .

        ولبيان نسبة تواجد اسماك مبروك الحشائش الملقاه وعلاقتها بنسبة تواجد اعداد اسماك البلطي الاخضر الموجودة بالبيئة المائية المصرية تم اجراء اعمال الصيد العشوائية خلال شهور مارس ويونيه ويوليو كما تم ايضا اجراء اعمال حصر انواع الحشائش المغمورة ونسب الاصابة لكل نوع بالمجري المائي الرئيسي والترع الفرعية عليه خلال تلك الشهور للوقوف علي انواع الحشائش المغمورة التي يفضلها كل من سمك المبروك الصيني والبلطي الاخضر طبقا لاوزانها ومراحل نموها المختلفة .

        كما اجريت عدة تجارب معملية علي اسماك مبروك الحشائش الصيني ذات الاحجام المختلفة والتي بدات بوزن 10 جرامات للسمكه الواحدة وحتي وزن 400 جرامات للوقوف علي معرفة مدي قابلية اسماك المبروك علي التهام الانواع المختلفة من الحشائش المائية المغمورة الشائعة مثل ذيل الفرس وابو ظلف ونخشوش الحوت وتمت معرفة مدة التهام كمية النباتات المغمورة لكل نوع علي حدة ومعدل التغذية للسمكة في اليوم الواحد بالجرام وايضا نوع النباتات المفضل لكل وزن من اسماك المبروك الصيني خلال مراحل النمو المختلفة  .

        كما اجريت عدة تجارب معملية اخري باستخدام اسماك البلطي الاخضر شبيهه بالتي تمت علي اسماك مبروك الحشائش لمعرفة فاعلية تلك الاعداء الطبيعية المتواجدة بالبيئة المائية المصرية علي التهام تلك النباتات المائية المغمورة بانواعها المختلفة .

انخفاض نسبة الاصابة

        وبينت نتائج القياسات الحقلية وحصر نسبة الاصابة بترعة الباسوسية بان اسماك مبروك الحشائش نجحت في الحد من نمو وانتشار الحشائش المائية المغمورة وان نسبة الاصابة بالحشائش المائية المغمورة بلغت 3-7% في المجري المائي بعد تطبيق المقاومة البيولوجية بهذه الاسماك كذلك نجحت اسماك البلطي الاخضر في التهام الحشائش المائية المغموره مثل ذيل الفرس وابو ملعقة وكذلك قدرتها علي الحد من نمو نبات نخشوش الحوت وخاصة الاوزان الكبيرة فكلما زاد وزن السمكة زادت قابليتها علي التهام الحشائش المائية المغمورة فترة زمنية اقل الا ان السدة الشتوية ومناوبات الري ووجود الملوثات يؤدي الي اختلال التوازن البيئي بالقنوات المائية والمساعدة علي انتشار هذه الحشائش

المصدر: جريدة الصياد العدد الخامس عشر - يوليو اغسطس 2002
fisherman

الاتحاد التعاونى للثروة المائية

  • Currently 25/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
8 تصويتات / 850 مشاهدة

الاتحاد التعاوني للثروة المائية

fisherman
Cooperative Union of Egyptian Water Resources الاستاذ / محمد محمد علي الفقي رئيس مجلس الادارة [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

426,397