كل ذلك في جالود!!
تقرير حول أمسية شعرية بتاريخ 28-1-2014 منشور في عدة مواقع إلكترونية
مثقفون وشعراء فلسطينيون يلتقون في جلود
ناشرون فلسطينيون/ نابلس
عندما اعتلى الشعراء منصة الإلقاء ليصدح بعضٌ من أنين الحرف، تذكرت قول درويش عن قريته البروة "أنا من قرية عزلاء منسية"، ما أشبه اليوم جالود تلك القرية الصغيرة الوادعة التي تعتلي عرش طبيعتها الجبلية الباردة ببروة درويش، لتكون حاضنة لإبداع ثلة من الشعراء الشباب، شعراء ممتلئون حماسا، ويتدفقون شاعرية، حجوا لملتقاهم من جنين وطولكرم وعصيرة الشمالية ومن تلفيت ليتعانقوا عناق الحرف والفكرة مع مواهب الإبداع من شباب هذه القرية المرابط أهلها متحدين بالشعر وبالمستقبل تلك المستوطنات الجاثمة كبؤرة نتنة تبوح كراهية وحقدا بين حين وحين، اجتمع الشعراء ليغنوا للأرض والفلاح والإصرار، هذه الأقانيم الثلاثة التي لن تقهر، لقد حضر درويش بألقه المتجذر ليتغنى الصداحون بالهم ويعزفوا أوتار المحبة والانتماء لهذه الأرض التي يروي نداها الروح كلما هبّ النسيم.
اليوم، وفي ليلة كانونية، اختبأ البرد بعيدا، وقد عبقت حناجر الشعراء الشباب بدفء قلوبهم غناء لفلسطين والقدس تأكيد لحق المقاومة، منتقدين وبشدة ذلك الوهم المسمى سلاما، غنوا لحيفا ويافا وعزفوا لنابلس وطولكرم وجنين، كل ذلك كان في هاتيك القرية الشماء المتبلجة شعرا على ضوء الروح!
احتضنتنا بدفء المشاعر ونور القلوب جالود بأكملها، بعمقها الكنعاني الأصيل بترابها الطاهر المتبجس قصائد وأغنيات، تذكرنا درويش وقريته، ولم ننس الشيخ إمام وأغانيه، مستحضرين ألق الشاعر الكبير شاعر الفقراء والبندقية أحمد فؤاد نجم.
لقد افتخرت جالود اليوم تلك القرية النائية من قرى محافظة نابلس بعرسها الثقافي الذي رعاه المجلس القروي والنادي الثقافي ومؤسسة صخر حبش، وحركة فتح في القرية، وحضر هذه التظاهرة الفريدة في قرية شماء محميّة جمع من محبي الشعر والأدب والثقافة من أهل القرية والقرى المجاورة. لقد احتفت جالود احتفاء منقطع النظير بهذه الكوكبة الواعدة من شعراء فلسطين فشاهدت السرور طافحا من كل ملمح والتفاتة.
وقد شارك الشاعر فراس حج محمد هؤلاء الشباب فألقى قصيدتين، كانت الأولى بعنوان "القصائد لن تموت" والثانية "وصباحي مثل تيه" وابتهاجا بكل ذلك أعلن الشاعر حج محمد عن كتابه "ديوان أميرة الوجد" في هذه الأمسية فقرأ منه قصيدة، وتم توقيع بعض النسخ وتقديمها هدايا للشعراء المشاركين والقائمين على هذا الكرنفال عالي المستوى بدفء المحبة البادية فيه.
لا عجب أن تكون هذه القرية موئلا لكل جميل، فكل ذلك الجمال والشعر والحب كان في جالود!!