هلة العيد؛ أفراح وذكريات وأمل جديد
كل عام وأنتم بخير
فراس حج محمد/فلسطين
يفرح الناس بالعيد، لأنهم قد أدوا ما عليهم من واجبات وتبعات، وأقاموا على ثغور النفس حراسا من فتن النفس القاتلة، وكانوا أشبه بالمقاتلين الذين يذودون عن حياض الحمى كل ما يهدمه أو يحاول النيل منه، كانوا في بلاء عظيم، حيث الطاعة التي بها تبتلوا شهرا كاملا، فيا حسرتاه على من فرط في جنب الله ونسي ربه، وتابع الدراما والبرامج ونسي القرآن العظيم.!!
هلة العيد ذكريات؛ تجتاح النفس، وتنبش مستقر الرحمة في الخاطر، تسافر بالعقل إلى مكان الأحباب الغائبين المبتعدين، لا يتحقق بهم لقاء، ولا يتوصل إليهم برسالة، ولا ينعمون بأن يتبادلوا معا حلو التهاني كبقية الناس في هذا العالم المترامي الأطراف، فيوجع القلب غيابهم، ويترك الحسرة في قلوبهم تنهشهم، وهم ساهمون مكبلون لا يدرون ماذا يفعلون، فقدوا أعز اللحظات، وصارت كلفح الجحيم تتسلل إلى النفس فتكاد تقضي عليها، فلولا رحمة الله بها لهلكت، فواحسرتاه على كل من فرط في جنب أحبابه فنسيهم، ولم يراعِ فيهم إلا ولا ذمة، لا لشيء إلا لمجرد وهم أخذ يكبر ويكبر حتى غطت غشاوته العيون، ومسح كل أحلام الهوى الطاغي المحلى بعبير الزهور وجميل الألحان، لتحل محلها آلام بلا حد ووجع بلا هدوء!!
هلة العيد أمل جديد؛ يفيض العيد بكل معنى جميل، فما سمي العيد عيدا إلا لأنه يعود إلى الناس، على أمل أن تتبدل أحوالهم الشقية إلى ما يحمد عقباه، فأهم دروس العيد الإنسانية قدرة العيد على صناعة الأمل، فمهما ابتعد الأحباب وغابوا واتهموا وتصلبوا في الأوهام إلا أن العيد يقول لهم لا بد أنكم مخطئون، فها أنا أعود إليكم في الزمن الجديد حاملا الأمل الجديد، ناسيا الأوجاع وأليم الذكريات، فلتهنئوا مع الأحباب، وليكن وصالكم مع من تحبون، فيكفي الهجران أيها العارفون بحق القلوب وواجب النفوس، فلا شيء يحيي النفس مثل كلمة حب جميلة تقال بشوق لحبيب طالما أسعدته هذه الكلمة، فمفهولها لا يوازن ولا يقارن ولا يثمن بثمن، إياكم والهجران، يكفي ما في الليل من ظلمة، وحاذروا أن يمتد الظلام إلى نفوسكم فيتبدل أبيضها سوادا حالكا، فيعمي البصر والبصيرة.
هلة العيد أفراح النفوس المنتظرة فرحا جديدا قادما وأملا بهيا سنيا، وذكريات يلحنها قولنا لكل من نحب: كل عام وأنتم بخير، أحبابنا، أصدقاءنا، والناس أجمعين، ألا تشعركم إنسانية العيد برهافة المشاعر الفاتنة، وبأنكم في العيد أحلاه ونوره وضياه، وبذل القلب لكم نبضه ودماه، فلا تشدوا الرحال مبتعدين، يكفي ما في القلب من ضنى جارح، فليكن العيد الوقتَ السانح لتعودوا أحبابا يغمرهم بآماله وأمنياته جعلتُ فداءكم!!