FERAS OMAR AND HIS TRAGIC STORIES FROM OCCUPIED NABLUS
نشرت الشاعرة والمترجمة الماليزية هذه المادة في موقع Peace Be Upon You Davos.
Firas Omar Haj Muhammad: Born in Nablus in 1973, he holds a master's degree in modern Palestinian literature from An-Najah National University. Work as a teacher and educational supervisor.He has published many articles and poems in various electronic publishing fields, newspapers and magazines in Palestine, the Arab world, Britain, America, Paris, Canada and Mexico.He participated in symposia, poetry evenings, and conferences in Palestine. He has published twenty four books on poetry, narration and critical studies on various publishing houses in Palestine, Jordan and Egypt.أصير مثل الآلهة
فراس حج محمد| فلسطين
1
يحاصرني الوقت في كلّ شيءْ
شاشةِ الحاسوبِ
الهاتفِ النقّالِ
الروزنامةِ
النهوضِ من النومِ
الذهابِ إلى العملِ
بصمةِ الساعة عند منتصف السابعة صباحاً
لقاءِ الأصدقاءِ
نشرةِ الأخبارِ في التلفازِ
برامجي المفضّلةْ
مدّة استماع الأغاني الحزينة في اليوتيوب
وفي سرير الجماعِ يوم الجمعةِ
واجتماعاتِ الصلاة
موعدِ شرب فنجان من القهوة مع حبيبة القلب في المقهى
وانتهاءِ اللقاء على عجلٍ كأنّ الوقت يحرسها من الوقوع عليّ
في قبلتها التي سقطت من الطابق السادس في فراغ الازدحامْ
2
الوقت يقضمُ عمري رويداً رويداً
عقاربه اللئيمة الطبعِ تلدغني
الوقت هذا "المتنمّر الوحشيّ" في لغة الانتظار يقلع عينيّ
يصلبّ مثل جدارٍ ما بيني وبيني
ويستدير عليّ يُغرقني بلجّةٍ من يأسْ
3
شباب الوقتِ يهزمني، ويُهرمني، ويهدمني، ويبعدني
ويغرسُ فيّ شهوته ولهفته
يقصّ أجنحتي
يفصّلُ لي قدمين من خشبٍ أصفر كالخريفْ
أملسَ مثلَ سيفْ
مراوغتان، تمتدّان، مثل رسمة حرفٍ، ضائعتان كغمزةِ عطفْ
4
هذا الذي لا أعرف كيف أخرجه من الأغنياتْ
من وجبة الإفطارْ
من الصلواتْ
من اختراق الشمسِ هدوءَ الصباح الطريّ
من زهرة النرجسِ
من ضباب الضّحِكاتْ
من اشتياق الراحلينَ
من اضطرام الخوف منتظراً مساءً عودة الابنِ
أو رجوع البناتْ
5
معَ اللهِ والحبّ
أصير مثل آلهةٍ تصنع الوقتَ
توقفه، تُميته
تعيد دورته إلى نقطة الصفر
تمسحه من التفكير
أصيرُ "أنا الوقتُ"، أقطع الخوفَ والقهرَ
التسلطَ والموتْ
أيها "الله" الذي في الأعالي، أطلقني لأكون حرّاً مطلقاً
لأشبع منكَ، من الحبِّ، وأخرجَ منّي...
قصيدة التهمة
عندما أوقفني "العسس" على باب المقهى
وجدوا في حقيبتيَ الصغيرة مقالة وقصيدتين قصيرتينِ
كتاباً أحمر اللونِ
صغيرَ الحجمِ
فيه قصائدٌ غزليّة ورسالتانْ
وعندما اقتادوني دون أن أقاومهم إلى "المسلخِ" السريّ
وحلّلوا دمي المرشوق على الجدران
لم يجدوني شارباً للخمرِ
أو الحشيشِ
أو رخيص التبغ الذي يبيعه صاحب الدكان خلسة عن أعين جامعي الضرائب المحترمين
ولم يجدوا رائحة لأيّ امرأةِ في ثيابي الداخليّةْ
وجدوا أنّ دمي نقيّ جدّاً من فصيلة شائعةْ
وأنّ الدلائل ساطعةٌ
فرموني بتهمة "الإرهاب" و"الأجندة الخارجيّة":
"كيف تعيش في بلد فاسد حتّى النخاع وبقيت أبيض مثل ضوءٍ وسحابْ؟"