صلاةُ الكائنات
فراس حج محمّد/ فلسطين
كانونُ يشهدُ أنّ للكون صلاةَ الكادحين على الرّمالْ
بحر يموجُ مرنّماً موّاله
حرفينِ من سرّ الكمالْ
وشباط ممتلئ بريحٍ عاتيةْ
يمرّ على الطُّغاةْ
يتساقطون كأنّهم لم يولدوا
وكأنّهم لم يشربوا
أو يلبسوا
أو يستلذّوا الأغنياتْ
سقطت عروشٌ واهياتْ
آذارُ قم صَلِّ النّشيدَ إذنْ فقد عذُب النّشيدْ
نيسانُ قم غنِّ الجلالة واصعد نجمتينْ
عانقْ بشوقٍ حلمنا أفراح عيدْ
أيّار زغردْ
فالنّساء حواملُ المعنى على عينين من وهَجِ الحديدْ
مناجل الفلّاح شامخة يعمّدها النّدى في السّنبلةْ
ويقول ملء النّصل والتّاريخ والشّاكوشْ:
حيّ على الإجابةِ في عميق الأسئلةْ
نفض الحزيرانيُّ وَهْمَ سقوطه بكبوِ جوادهِ
وشقّ درب الجُلْجُلَةْ
تمّوز يشرب نخبه في كأسه ويعومُ مثل نسرٍ شامخٍ
ما أجملهْ!
ليؤوب آبٌ حاملاً ثمر النّضال بقامة السّروِ
وجه الخضرة السَّرَّاء في هذي الحقولْ
أيلولُ يركض نحوه، فيصيح في شوق جنونيّ:
"أتى أيلولْ"
وهناك تأتمر السَّماء لذيلهِ ليصير في عرف السما مبلولْ
وبدا كما نرجو يمهّد الأرض الشّهية لارتعاشات السّمرْ
تعال يا تشرينْ
انزع ثيابك، العرقَ، التّعبْ
واغسل موات الكائناتِ عن التّرابِ عن الشّجرْ
واهطل يا مطرْ!
وارو العمارَ، الحيَّ، أكوام الحجرْ
وانظر إلى كانونَ كيف يكونْ
سيلاً من وترْ!
وهناكَ تكتمل الدّوائرُ مرّة أخرى ويبتسمُ القمرْ
(1 أيّار 2019)