في تأمل تجربة الكتابة:
لم أقرأ لغيري!
فراس حج محمد
لم أقرأ لغيري
أخافُ عليّ
ذائقتي من التدجينْ
أحب أسلوبي وأغنيتي
وأطرب للحون المستقيمة في بيت شعرٍ مضطربْ
لا تقتحمني يا صديقي
دعني أغرّدْ على شجر الصنوبرِ
وحدي!
لتسمعني البلابل شدوها في الصبحِ
دون صياغةٍ من لحنْ
دعني وشأني
كي أصوغ قصيدتي نثرا بلا صور مجازيةْ
بلا لغةٍ من التفكير عالية الوضوحْ
دعني
ولا تفسدْ عليّ الارتياح إلى السفوحْ
فلا لغتي ستشبهني ولا لغتكْ
فدعني ولا تُقلق جمالياتكَ الحيرى
ولا تُقْدِمْ على غرفي ودهليزي
ودعني تائها أجري وراء الغيمِ
في الأحلامِ والأوهام دون شهيةٍ من حكْمْ
فلا تمطر على شفتي رذاذا حارقا مرّاً
ودعني..
أستفيقُ على صباحاتي أنا
بدون تعديل من النجوى
ومن بوح أتاك مسروقا على غفلة
لم أقرأ سوى القهوةْ
سوى حظ بلا حظ بكل جريدة لا تقرأُ
فلا تركب مطيّتي المطهمة الرؤى والدربْ
وخلّ الكاهنات على الفضاء يتلونَ بعضا
من رجوم الغيبْ
فلا تقلق
فلست مكذِّبا أحدا
ولست معفّرا للشيبْ
فكل ما قد قلته مغموسة أحلامه بالريبْ!
وماذا بعدْ؟
سأترك كل ما يُفضي إليّْ
لأعبر فيّ مجهولا يعرّفني عليّْ
فما تُرخي إليَّ الحبل
فلست بمؤمنٍ مثلكْ
بلون السيلْ
وخلّ لي مسافاتي
لخيلي
في مساماتي
فلست أنا
كما تقتات في بعض الهوى ذاتي
أنا خبلٌ وإرهاق وشكلٌ شاطح
من كلّ طيفْ
فلا تفسد صُنوج الحرفْ.
نابلس