نعم من أصعب اللحظات التي يمر منها المرء هي تلك التي يحتاج فيها دعم ومساندة ويجد نفسه وحيدا بين آلام الفراق وغياب المواساة.
ما هي الدروس التي قد نتعلمها من هذا الوضع؟
هل نبقى في دائرة الآلام والبكاء والدراما؟
هل نتدمر ونشتكي ونشجب أوضاعنا؟
هل نتجرع مزيدا من السم نسقي به أجسادنا؟
تمر بنا أحيا أحداثا لا نفهم معناها حتى تتخطى السنين تلو السنين لنتأكد أن الأحداث التي تجاوزناها جاءت لتعلمنا أشياء كنا بحاجة إليها.
الإعتماد على دعم الآخرين شيء جميل ويعطي إحساس الإعتزاز بالإنتماء. وقرب الأحباب ومواساتهم من أروع ما يمكن أن يزيد المرء من شعوره بالحب والرضى. وأكثر ما يبعده عن الإحساس بالرفض. هذا الأخير الذي يعتبر عدو الإنسانية.
كل انسان منذ أن يولد يحب أن يشعر برضى الناس عنه والتفافهم حوله حتى يشب ويجد نفسه محاطا بجمع لابأس به من الناس يمدونه بطاقة الحب والعطف والحنان وكل هذا يجعله دائما في أمان.
لكن الظروف أحيانا قد تقسو عليك وتخرجك من دائرة الأمان لكي تتعلم وتتدرب أن تعيش بحب في جميع الأحوال.
ما نحتاجه في هذه الحياة وما تعلمنا إياه المعاناة هو أن نعتمد على حب ذواتنا أكثر من أي شيء. وأن نحافظ على توازننا مهما قست الظروف. لأن اختلال التوازن والشعور بالرفض أو عدم الرضى عن الأحوال يجعل الإنسان يدخل في حالة من الإضطراب تفقده فاعليته وقدرته على العطاء وصعوبة العودة الى التوازن من جديد.
ليست المعاناة الا مدرسة نتعلم من خلالها أن نكون مصدرا للطاقة والعطاء مهما ساءت الظروف من حولنا.
لنجعل من المأساة فرصة للعودة الى الذات وشحنها بالحب والاهتمام دون الإعتماد على مصادر خارجية نشحث العطف ونطلب المواساة.
الداخل أكبر مصدر للأمان.
فتيحة سبط
المغرب