البامبا السوداء
لم تكن الحكاية بدايتها من اليوم او أمس. بل كانت منذ الطفولة مع اسرتي.
وما الزواج والعمل وغيره الا انعكاس لما عشته في نعومة اظافري.
فجاءت الأدوار متكاملة
الآن ادركت
ادركت انني احتاج ان اعيش
ان احيا ، ان اكون مروضة أفاغي.
لم يعد لي متسع من الفكر ولا المشاعر لهذه الحياة المقرفة.
لسعة ولدت خوفا عقبها رغبة في ارضاء دائم للبامبا السوداء.
آن الأوان لأكون ما أريد وليس ما يريدون
هل رأيت في حياتك من يفني ذاته ليرضى الأفاعي التي تحوم حوله؟؟
هذه انا
ضعف الانثى ولسعات لاذغة يعقبها البحث عن الكمال. لأجل حزمة من الأفاعي تتغذى من دمائي.
انا الآن استفقت
انا ادرك من اكون
واعرف جيدا ماذا اريد
ولا يهمني شأن مجتمع شعب البامبا السوداء
احتاج الى شيء واحد
ان انسى جراحي.
جراح خمجت وارتفعت درجة حساسيتها للذغات حتى اصبحت تسيل بمجرد ان تلمس حبل يشبه البامبا.
ما اقسى قلبك ايتها البامبا
كنت ذات مرة مع نسوة جذبتهن الى مجال عملي ( ،عادي فمن الطفولة ،الى الزواج الى المشاريع ،مادامت بؤرة الضحية الموجوعة بداخلي فلن اجذب الى حياتي الا من يزيدني وجع)
فكان جل كلامهم معي يستهدف ذلك الألم المزمن بداخلي ، لا اكاد اتجاوز مصيبة حتى اوقع نفسي في اكبر منها.
انقذتني البامبا السوداء التي تعيش معي وانام في حضنها سنين
البامبات تعرف بعضها
استشعرت البامبا ان السم يراودني فاقترحت علي ان اقطع علاقتي بهن فهي تدرك جيدا ان سمها كاف ليمدني بجرعات الحياة.
ففعلت وابتعدت وما ابتعد السم
ظل يلاحقني واستشعره ليل نهار والالم يعتصرني
اتوجع وأإن في صمت
فمثل هذه الأوجاع لا يعلمها الا من عايشها.
رفعت اكف الضراعة لخالقي وما تخلى عني .
فكشف لي الغشاوة وابصرت ما آلمني وافرحني في الوقت ذاته.
المني انني ترعرعت واتممت مشوار حياتي بين الثعابين
وافرحني انني علمت سبب الوجع الذي كان يلاحقني.
معرفة السبب كانت نصف الشفاء بل جله.
اهتديت الى عمق المعافاة.
فأصبحت أتقن ترويض الأفاعي.
ربما لأنني أصبحت مستعدة لها مع قانون الاستعداد.
فتيحة سبط
من وحي قانون الاستعداد