<!--<!--<!--<!--

الروائى والناقد الكبير سيد الوكيل:

تهميش القصة أفادها... واستسلام الــــــــــــــــــــــرواية للأنماط الجاهزة أضرها كثيرا


حوار: أشرف التعلبى


يعيش بثلاثة عوالم مختلفة يربط بينها خيط الإبداع، فهو قارئ نهم شغوف بالتطلع لكل ما هو جديد فى عالم الكتابة، وكاتب قصصى وروائى رشيق وناعم الأسلوب، وما بين القارئ النشط والكاتب الرشيق، ناقد واقعي، ليس له فى نظريات الأكاديميين التى تجعل بعضهم فى عالم عاجى منعزل.. لذا يطلق عليه البعض لقب «الكاتب الشامل» أو «الموسوعي»، كتب فى كل أنواع الأدب حتى احتار الكثير من المثقفين فى تصنيفه، فمنهم من يراه مبدعًا فى فنون القصة والرواية ومنهم من يراه ناقدًا.

سيد الوكيل كاتب وروائى وقاص وناقد أدبى ابن حى شبرا رئيس تحرير سلسلة «إبداع قصصى» التى تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وصاحب مدونة «ذاكرة القصة القصيرة» التى توثق وتشتبك نقديًا مع النصوص الإبداعية، إضافة إلى أنه مؤسس ملتقى القصة القصيرة الذى انطلقت دورته الأولى منذ أيام.

ألف «الوكيل» العديد من المؤلفات التى تنوعت ما بين الروايات منها: فوق الحياة قليلًا، وشارع بسادة، ومن المجموعات القصصية: أيام هند، والحالة دايت، وفى الدراسات النقدية والأدبية كتب: مدارات فى الأدب والنقد، وأفضية الذات، قراءة فى اتجاهات السرد القصصي، ومقامات فى حضرة المحترم، وهى دراسة نقدية عن نجيب محفوظ.. فى هذا الحوار يتحدث الوكيل عن الإبداع والنقد، وسر ازدهار الرواية على حساب القصة القصيرة، ويحلل بعض الظواهر التى رصدها تقرير الحالة السردية فى السنوات الأخيرة.. فإلى نص الحوار:

باعتبارك كاتبًا وناقدًا.. هل سحبت الرواية البساط من القصة القصيرة؟
الفنون طاقة إنسانية، والطاقة لا تنفد ولا تستحدث من عدم، لهذا فلا فن يموت، إنما هى تحولات، تجدد طاقة الإبداع، والمشكلة ليست قصة ورواية، الأدب كله على أعتاب تحول كبير بفعل التكنولوجيا وغلبة عصر الصورة. ولو تأملنا العلاقة بين القصة والرواية سنعرف أنهما مرتا بتحولات، أو بمعنى أدق موجات.
لقد كانت البداية للرواية، لكنها ظلت لسنوات متأثرة بحكايات مستدعاة من الملاحم والأساطير والموروث الشعبي، واحتشدت بخطابات وعظة وأمثولات، نلاحظ هذا فى حكايات «الديكاميرون» للكاتب بوكاتشيو، فمثلًا عرفت بروايات المدفأة لأنها توقفت عند مفهوم الحكي، واستهدفت التسلية، فلم تتوصل إلى مفهوم السرد، إلا بعد أكثر من مائة عام، وعندما ظهرت القصة القصيرة، تزامنًا مع ازدهار العصر الصناعي، ونشوء مجتمع المدينة، وظهور الصحافة، حظيت بانتشار هائل، وأفادت من تقنيات جديدة، وخاضت موضوعات لم تعرفها الرواية فى المجتمع الرعوي.
ومع بداية القرن العشرين سيطرت القصة على المشهد الأدبى العالمي، وقد عرفت مصر القصة القصيرة، قبل الرواية بسنوات، ولهذا احتاجت الرواية المصرية لسنوات حتى تنضج، لكن مرجع هذا النضج أنها أفادت من تقنيات القصة، وأساليب سردها المعتمد على التكثيف، والإحالات الرمزية المنتجة للدلالة..
صحيح أن الرواية نضجت خلال النصف الأخير من القرن الماضي، لكنى ألاحظ أنها بدأت تعود من جديد إلى المحاكاة والاسترسال، فضلًا عن استسلامها للأنماط والقوالب الجاهزة مثلًا: روايات الخيال العلمي، والرعب، والألغاز، والواقعية السحرية، والرواية التاريخية، تمثل قوالب جاهزة ومضمونة، ولذلك فالمنتج الروائى الآن كبير فعلًا، ولكنه متشابه إلى حد كبير، أى أنه لا يتطور.. فكم من الروايات التى صدرت خلال الأعوام السابقة عن المماليك، أو المورسكيين، أو عوالم الزومبى والسحر ولعنات الفراعنة... إنك لا تجد هذه الظاهرة فى القصة القصيرة أبدًا.
وأخيرًا: الانتشار والشهرة لا تعنى القيمة فى عصر سادت فيه مهارات التسويق والترندات.

تقرير الحالة السردية الصادر عن هيئة الكتاب يشير إلى أن عدد الروايات المطبوعة خلال العقد الثانى من القرن 21 وتحديدا فى الفترة 2011-2020، أكبر من عدد القصص.. هل نحن نعيش فى زمن الرواية؟ أم أنه مجرد بريق إعلامى فقط؟
قد يكون هذا صحيحًا، لكن العبرة بالكيف وليس بالكم، هذا الرهان الكمى داهمنا بروايات تصل إلى 500 صفحة، إسهاب واسترسال و(هري) إلى حد الملل، وموضوعات متشابهة، ومقتبسة من أفلام أمريكاني، أو روايات عالمية، لقد اطلعت فى مسابقة واحدة على 3 روايات مجرد محاكاة لقواعد العشق الأربعين، الرواية هكذا أصبحت كما يقول عمدة المولد: وصفة سهلة، وصفة هايلة، ولا أحب أن أقول لها (مع السلامة يابو عمه مايلة)، بل أتمنى أن نسلم بالتجاور والتعدد بين الفنون والآداب المختلفة، لأن التفاعل بين الفنون بمثابة الطاقة المحركة لتطورها.

هل يمكن اعتبار ملتقى القصة الذى أطلقته منذ أيام هو قبلة الحياة للقصة القصيرة التى همشت فى زمن الرواية؟
ماذا لو قلت لك أن تهميش القصة أفادها؟ لقد راجعتْ القصة نفسها، واعتمدت تقنيات وأساليب جديدة، وطعَمت نفسها بسمات تخيلية وشعرية مدهشة، بعد أن تخلت عن مفهوم (فرانك أكونور) بأنها فن الجماهير الغفيرة، فلسنوات طويلة، استهدفت القصة مفاهيم اجتماعية وسياسية بدعوى الواقعية النقدية والاشتراكية، فتحولت إلى مجرد رسائل اجتماعية تستهدف تغيير الواقع، لكن القصة الجديدة، ترى الواقع على نحو مختلف، فالوقع نسبى وليس نمطًا واحدًا، وما يكمن بداخلنا من مشاعر وأحلام هو واقعنا الإنسانى لا الأيديولوجى فقط.
وللعلم، فمنذ خمس سنوات تقريبًا، أعددت مؤتمرًا عن القصة القصيرة بأتيليه القاهرة، شارك فيه كتاب كبار منهم: إبراهيم عبدالمجيد، ومحمد المنسى قنديل، وسعيد الكفراوي، وأبدوا دهشتهم للنضج الذى وصلت إليه القصة عند كتاب شباب لم يسمعوا عنهم من قبل، وقد دفعنى هذا لأكتب مقالًا مطولًا بعنوان (يقظة القصة القصيرة).
إن إيمانى بيقظة القصة، جلعنى أخصص لها موقعًا حظى بقبول عربى واسع، وهو موقع: صدى: (ذاكرة القصة المصرية) الذى تحولت بعض نصوصه إلى كتب ورقية منها: كتاب الأستاذ من جديد عن نجيب محفوظ، وآفاق جدية للقصة العربية، وأخيرًا نظمت ملتقى القصة القصيرة، تأكيدًا على أن للقصة حضورًا متميزًا لا يمكن إنكاره، وقد أسعدنى أنك حضرت بنفسك، وشاهدت حجم الإقبال عليه، لشباب جاءوا من محافظات مختلفة، وأنفقوا وقتًا وجهدًا ومالًا لنقرأ قصصهم.

هل ستساعد التكنولوجيا فن القصة القصيرة فى الازدهار مرة أخرى.. ما أقصده أن قارئ السوشيال ميديا سريع ويفضل القراءة السريعة، خاصة مع انتشار ما يسمى بقصة قصيرة جدًا؟
أولا القصة القصيرة جدًا (الومضة) حتى الآن لم تؤكد هويتها، ولم تصل إلى مستوى النضج الفني، ومازالت أقرب إلى الخاطرة، والتعبيرات الشعورية، ولذلك فالسؤال: هل ستصل القصة القصيرة جدًا إلى مستوى مقنع فنيًا بفضل التكنولوجيا، أم ستتحول إلى مجرد بوست على تويتر، الاحتمالان قائمان.
لدى بحث كبير وعميق شاركت به فى مؤتمر دولى بالأردن عن التحول الرقمى للسرد، والملاحظة الغريبة، أن الرواية لا القصة، هى التى أفادت من الرقمية على نحو واسع، وبالتحديد عبر تقنية الارتباط التشعبي، من خلال لينكات تتخلل السرد، وعند الضغط عليها، تقدم لنا صورًا أو فيديوهات، أو معلومات تستكمل السرد وتفسر بعض جوانبه، ولكنها فى نفس الوقت تختصر الحيز الكتابى للسرد.
فرواية الكاتب الأردنى محمد سناجلة وهو أهم كتاب الرواية الرقمية فى الوطن العربي، لا تزيد عن أربع صفحات مكتوبة، لكنها تحتوى على روابط توسع حركة السرد، وتعمق دلالته، هذا يشير إلى أن الرواية تتجه نحو التكثيف اللغوى مثل القصة، ولكنها تستعين بالتقنيات الرقمية لتوسع الفضاء السردى لها، ولكن القصة ليست فى حاجة لهذا، فهى مكثفة بطبيعتها، ولا تحتاج إلى روابط تضيف إليها شيئًا، فهى مكتملة بذاتها، ويمكن قراءتها فى وقت قياسي، وقد اطلعت على نماذج للقصة الرقمية، ولم تكن الروابط الرقمية مفيدة فنيًا، لكن علينا أن نضع فى الاعتبار أن مفاجآت التطور الرقمي، مباغته، ويمكنها أن تغير وجه العالم بين يوم وليلة، ولكننا ما زلنا فى بداية المشوار، وهذا ما يجعلنا نعيش واقعًا بلا يقين.

يذكر تقرير الحالة السردية الصادر عن هيئة الكتاب أن عدد كتب السرد- رواية وقصة ونقد السرد- 1216 كتابًا خلال 2020، وقد يصل إلى 1500 كتاب، وهى الكتب الحاصلة على رقم إيداع.. هل هذا رقم هذا كافٍ فى العام؟ بالنسبة لمائة مليون مواطن مصري؟
التصنيف الدولى لليونيسف يضع المنطقة العربية فى مكانة متراجعة فى إصدارات الكتب، ورغم ذلك فمصر تتقدم فى هذا المجال بنسبة كبيرة جدًا.. لكن السؤال المهم، هل سيحتفظ الكتاب الورقى بأهميته فى المستقبل الرقمي؟. ربما لأننا فى مرحلة انتقالية، ولدينا ثلاثة أجيال على الأقل عاصرت الكتاب الورقي، مازلنا نتمسك به.
والآن ماذا عن حفيدى الذى عمره 4 سنوات، ويستطيع أن يتعامل مع الموبايل أفضل منى ويحصل منه على كل ما يريد من فيديوهات وصور، هل تعتقد أن حفيدى الذى نشأ على مهارات الصورة سيكون فى حاجة إلى الكتاب الورقي؟ وهل سيحتفظ بمكتبتى بوصفها من تراث الأجداد، أم سيتخلص منها فى أقرب فرصة؟ علينا التسليم بأن التواصل المعرفى مر بمراحل، بدأت بالشفاهية التى أنتجت الأساطير والحكايات الشعبية، ثم التدوين/ الكتابة التى أنتجت الفلسفة بوصفها مقدمات عصر العلم.. والآن نحن على أعتاب تحول تاريخى للمعرفة عبر الرقمية.

تقرير الحالة السردية يشير إلى أن عدد الكتاب الذكور أكبر من عدد الكتاب الإناث... هل لهذا الرقم أى دلالة؟
فى مجتمعاتنا العربية، يتعامل البعض مع المرأة دائمًا على أنها مواطن من الدرجة الثانية، لكنى أؤكد لك أن الطاقة الإبداعية أكثر فاعلية عند المرأة من الرجل، ليس هذا نتيجة ملاحظاتى الشخصية فحسب، بل علميًا فالطاقة الشعورية والتخيلية عند النساء أقوى، إنه جين أمومى متوارث عبر غدة فى مؤخرة الدماغ أكثر نشاطًا عند النساء وترتبط بالأمومة، من حيث الوظائف العاطفية والحسية والشعورية، وظنى أنه كلما زادت جرعات القمع على المرأة فإنها ستلجأ للتعويض النفسى عندما تحاور ذاتها بأحاسيس ومشاعر متباينة، وما الإبداع سوى حوار مع الذات المبدعة أكثر منه موضوعًا لقضية ما. هذا الحوار الذاتى هو ما يسميه الكاتب والفيلسوف «باشلار» بشعرية أحلام اليقظة المنتجة لفنون الأدب.

وما السبب الذى يدفع القراء نحو الرواية دون غيرها من الفنون سواء القصة أو الشعر أو المسرح؟
الوعى «المؤدلج» للكاتب، والخطاب الأكاديمى للناقد، والأداء البيروقراطى للمؤسسات الثقافية تصنع أساطيرها، وتصبح مقدسة، فيصدقها البسطاء ويلهثون وراءها، فتتحول إلى حقائق لا يمكنهم التخلى عنها.. رغم أن الإبداع هو كسر النمط وخروج عن المألوف وابتكار ذاتي، وعندما تسرف المؤسسات فى منح الجوائز فهى تثبت أنماطًا وتصنع نجومًا، صحيح أن الرواية تغازل المشاعر الراغبة فى الاسترخاء كموسيقى هادئة فتحظى بمقروئية واسعة بين العامة، أما القصة فهى أشبه بصفعة تدعو القارئ أن يستيقظ من غيبوبته.

تحدثت من قبل عن أن ازدهار القصة القصيرة مسئولية المبدعين.. هل ترى أن هناك جانبًا على وزارة الثقافة والهيئات الثقافية فى رعاية القصة مثلما ترعى الرواية، وهناك جوائز خاصة بالرواية دون غيرها من الفنون وليس فى مصر فقط لكن على مستوى الوطن العربي؟
ربما سأكون صادمًا بدرجة ما.. أسهمت التكنولوجيا فى بزوغ عصر جديد، ممهور بهيمنة شعبوية لا محدودة، مفهوم الدولة ارتبط بالحداثة.. وقد أسهمت ما بعد الحداثة فى تفكيك مثل هذه المقولات الكبرى، فمهدت الطريق لتقوم التكنولوجيا بدور مواز للمؤسسات فتقلصت سلطتها، ومن ثم تصبح المسئولية فردية، حيث يستطيع الفرد أن يقوم وحده بدور مؤسسة كبرى فيمكنك أن تنشئ جريدة تخصك، وتستطيع أن تنافس بها جرائد عريقة. ونفس الأمر.. تصنع إذاعتك الخاصة عبر البودكاست، أو قناة خاصة على اليوتيوب، ونفس الأمر فى مجالات.. التعليم، المعارف الطبية، الصناعات الصغيرة والمهن اليدوية وفنون الطهي.. كما يمكن أن يحصل ابنك على الشهادة الجامعية التى يريدها من أى مكان فى العالم وهو فى بلده ودونما حاجة إلى مكتب التنسيق، ما الذى ينقصك إذن؟.
صحيح أن مقولة زمن الرواية أطلقت من مؤسسة كبرى هى المجلس الأعلى للثقافة، ولكنى بفرديتى أطلقت موقع صدى ذاكرة القصة، فحظى بشعبية كبيرة فاقت كل التوقعات، وأكدت أن القصة بخير.. وأسفرت عن اتجاهات جديدة لم يعرفها الرواد. وبعد أن تحررت الأجيال الجديدة من أوهام الأيديولوجية، وسقطت أحلام المدينة الفاضلة، هكذا أصبح الوعى بالذات أهم من الموضوع، فالموضوعات كلها أصبحت مطروقة ومتشابهة، وإذا كانت القصة القصيرة فى فحواها الفلسفى ذاتية، فعلى المبدع تحمل مسئوليته فى تحديد المسار الإبداعى الذى يناسب مهاراته، وعليه أن يعى أن القصة من أصعب فنون السرد، فهى كما يقول «جاستون باشلار» ابنة حدس اللحظة، أى مرتبطة بالإلهام الذات،. بعكس الرواية التى تبنى وفق تصميم عقلانى مسبق، فيمكنك أن تقرأ بضع كتب فى التاريخ لتكتب رواية عن المماليك مثلًا.


هل الأدب مرتبط بجمهور مستهدف.. فمثلًا لاحظنا فى معرض الكتاب إقبال الشباب عن روايات الرعب والخيال العلمي.. فهل المسألة بالنسبة لدور النشر صناعة قبل أن تكون إبداعًا؟ وهل هذا يؤدى إلى نشر نمط معين قد يضر بالإبداع؟
فى مراحل الصبا كنا نقرأ لأجاثا كريستي، وارسين لوبين لمويس لبلان، ومغامرات الفرسان الثلاثة لإلكسندر ديماس وغيرهم مثل من كتاب الخيال المتنوع، وهتشكوك وارثر كونان دويل.. هذه مرحلة التكوين الإبداعي، ويجب ألا نتوقف عندها، بل يجب أن نطور وعينا مع ملاحظة أن الخيال هو منبع الطاقة الإبداعية، تلك هى طبيعة التطور الجمالي، فمثلًا فى صباى كنت أعشق عبدالحليم حافظ وأكره أم كلثوم، الآن أعرف قيمة أم كلثوم وعبدالوهاب، وأدرك أن نجيب محفوظ أيقونة الأدب العربى لا تقل عن شكسبير فى الغرب.
إن الوعى يمر بمراحل تبدأ من الطفولة ويتطور على مهل، الخلاصة ليس علينا أن ننزعج عندما نرى الشباب يقرءون روايات الرعب والخيال العلمي، ولكن لا يجب أن يتوقفوا عندها، على الشباب أن يتطلعوا على المستجدات، ويتطوروا معها وعلى الكتاب الكبار أن تحتوى الشباب وتمنحها خبراتهم، بل وتتعلم منهم أيضًا، وأنا أفعل هذا من خلال موقعى صدى ذاكرة القصة المصرية أنقل للشباب خبراتى وأتعلم منهم المستجدات، فعندما يشعر المبدع بالاكتمال يكون قد بدأ رحلته إلى الموت الإكلينيكي.

أين نادى القصة من كل تلك المشاكل التى يعانيها كتاب القصة؟
نادى القصة يقوم على عمل أهلى أكثر منه مؤسسى، ومن ثم يمر بأزمات، وهذا طبيعي، ولكن على القائمين عليه أن يطوروا وسائلهم، ويدركوا أن طرائق الماضى لم تعد صالحة للآن، يمكن أن يتحول نادى القصة إلى موقع إليكترونى كبير ومؤثر، وسيكون أكثر فاعلية وقيمة مما هو عليه الآن، وفى المقابل فعلى وزارة الثقافة أن تغير من استراتيجيتها فى رعاية الأدب، ليخرج من دائرة نوادى الأدب المحدودة فى قصور الثقافة، إنها تتراجع وتموت. ويمكن لصندوق التنمية الثقافية، أن يتحول لدعم النشاط الثقافى الأهلى على الإنترنت وفق شروط تلزمها بمستوى عالٍ من الجودة، سواء على مستوى المحتوى، أو الأداء التقني، لتكون بديلًا لمنح التفرغ التى أصبحت سبوبة. علينا الانتباه، إلى أن التكنولوجيا استأثرت بالقوة الناعمة فى مجالاتها كافة، نحن لا نرى مواقع تبرز أنشطة قصور الثقافة مثلًا، ومعظم المؤسسات الثقافية، لم تغادر الأرض التى وقفت عليها فى الخمسينيات والستينيات، بما فى ذلك ماسبيرو، ألم تلاحظ أن كثيرًا من جوائز الدولة، تحولت إلى عطايا لكاتب يدعى المرض أو أنه على مشارف الموت.. هل الرعاية الطبية لأديب مهمة وزارة الثقافة؟ النتيجة أن الجوائز تفقد قيمتها الأدبية.

<!--<!--<!--[if gte mso 9]><xml> <w:LatentStyles DefLockedState="false" DefUnhideWhenUsed="false" DefSemiHidden="false" DefQFormat="false" DefPriority="99" LatentStyleCount="371"> <w:LsdException Locked="false" Priority="0" QFormat="true" Name="Normal" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="9" QFormat="true" Name="heading 1" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="9" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" QFormat="true" Name="heading 2" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="9" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" QFormat="true" Name="heading 3" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="9" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" QFormat="true" Name="heading 4" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="9" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" QFormat="true" Name="heading 5" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="9" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" QFormat="true" Name="heading 6" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="9" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" QFormat="true" Name="heading 7" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="9" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" QFormat="true" Name="heading 8" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="9" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" QFormat="true" Name="heading 9" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="index 1" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="index 2" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="index 3" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="index 4" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="index 5" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="index 6" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="index 7" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="index 8" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="index 9" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="39" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="toc 1" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="39" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="toc 2" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="39" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="toc 3" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="39" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="toc 4" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="39" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="toc 5" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="39" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="toc 6" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="39" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="toc 7" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="39" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="toc 8" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="39" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="toc 9" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="Normal Indent" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="footnote text" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="annotation text" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="header" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="footer" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="index heading" /> <w:LsdException Locked="false" Priority="35" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" QFormat="true" Name="caption" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="table of figures" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="envelope address" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="envelope return" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="footnote reference" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="annotation reference" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="line number" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="page number" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="endnote reference" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="endnote text" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="table of authorities" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="macro" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="toa heading" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="List" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="List Bullet" /> <w:LsdException Locked="false" SemiHidden="true" UnhideWhenUsed="true" Name="List Number" /> <w:LsdException L

elsayda

بوابة الصعايدة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 75 مشاهدة

رئيس التحرير: أشرف التعلبي

elsayda
نحارب الفقر- المرض- الامية -الثأر... هدفنا تنوير محافظات الصعيد- وان نكون صوت للمهمشين »

تسجيل الدخول

بالعقل

ليس كافيا أن تمتلك عقلا جيدا، فالمهم أن تستخدمه جيدا