نصٌّ وقراءة

 

في قبة ناسك

استفردت ...نفسي

أجتر المواجع

فتركب ...رأسي

يراقصني الشوق إليك

كموج يرسو على مرافئ حسي

فأنهزم في معركتي 

كلما قلت (.........)

ويذهب ....بأسي

أعود للبحث عنك

بين جلابيب السنين

وعن رشفات أفاضت ....كأسي

فتحن الفواجع في مهجتي

فتسكن صرختي ...وهمسي

وكأني ابتليت بفرط ...نكسي

آه ...تشتهيني الموجعات 

وخطوط صبري على حشاشة وتيني

تقطع  وترا  من.....قوسي. 

 

صاحبة الظل الطويل

 

نصّ مجنون تائه بلا عنوان. أخذ بمجامع القلب والعقل...طاردته ..راودته فأبى واستعصى كشاردات النّجوم تبرق وتتقنّع وراء السّحاب..هكذا كان نصّ "صاحبة الظّلّ الطّويل" كصاحبته لا تلمح منها إلاّ الصّدى تدوّي كالصواعق بقوّة البيان ولا ترى لها طيفا...ولا عجبَ ...فهذا من هذه ...ولكنّ للحفر نصيب في المسك بالنّبع.....ملغزٌ هذا النّصّ موغل في الغموض سرّ الشّعريّة في العصر الحديث...وغموضه يمكن أن يتبدّد بعد طول مطاردة من خلال بعض المفردات المفاتيح أراها عنوانا للولوج إلى عالم القصيدة هي: " ناسك.. الشوق...حسي...بأسي...همسي....قوسي...." ..معاجم مختلفة اُستُلّت من حقول متعددة ديني ودنيويّ وخمريّ وطرديّات. وتراكنت في سياقات تركيبيّة مربكة لوتْ عنق الدّلالة في ظلّ غموض الصّور. صُورٌ عنقوديّة، أوّلها العزلة في قبّة ناسك هروبا من عفن الواقع وتعمّقا في البحث عن الذّات التّائهة في بحر الوجود وتأمّلا في عالم الإنسان بحثا عن الصّفاء والنّقاء، ولكن دون جدوى فالمواجع الراكدة الساكنة في الذّات لا يمكن لها أن تُمْحى مهما حاول الأنسان أن يفلت من عقال ذاته كإنسان مضروب بالحسّ والعقل والروح ..لذلك عبثا حاولت الشّاعرة التّفلّت من سلطة الجسد، فكان الشّوق  عنوانا لإشباع الحسّ.  فالحسّ طريق الأنسان إلى الوجود، ومن فقد حسّا فقد علما كما يقول أرسطو.. وانهزمت النّاسكة لمّا أرادت الرّهبنة ...ورحم الله المسعدي عندما قال: ما تناسى الجسد إنسان إلا أكلته الخيالات.... فانعزال عالم الناس على أساس أن الآخرين هم الجحيم عادة ما ينتهي بالفشل وكذلك التخلّص من نزوات الجسد أمر لا يستطيعه إلاّ الذين خصّهم الله بالزّلفى..ومهما حاولت الشاعرة التوغّل في الغموض والمداورة والتعتيم والتعمية فإنّ مقبض الدلالة هو الصّراع الدّامي الذي يخوضُه الإنسان بينه وبين ذاته وهو يتردّد بين الالوهيّة والحيوانيّة، فلا هو يمكنه أن يكون ملائكة خارج الزمان والمكان والجسد ولا هو حيوان تقوده الغريزة وتتحكم به الشهوات... إنّه الإنسان وما أدراك!  قدره أن يظل في منطقة بين بين..يصنع الوجود العظيم بالحس والعقل وينعم بالرّوح والنّفس...

 

شكر الله صاحبة الظل الطويل على هذا النصّ الذي جرفني كالسّيل...وللشاعرة والأستاذ حامد القول الفصل......تحياتي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 74 مشاهدة
نشرت فى 21 مارس 2021 بواسطة elgaribhamed

عدد زيارات الموقع

104,728