مَعَ تَلاَمِيذِي.
تَنَاثَرُوا فِي بَهْجَةِ المَكَان
كَالحُلْمِ فِي غَيَاهِبِ السَّحَر..
تَدَافَعُوا لِلدّرْسِ بِهِمَّةِ الأَبْطَال
وَبَعْثَرُوا الدَّوَاةَ لِيَلْقَطُوا بِالسَّمْعِ رَوَائِعَ الحَدِيثِ وَالخَبَر،
تَعَشَّقُوا الفَضَاءَ، وَغَيَّرُوا قَوَاعِدَ الفُصُولِ،
وَأَنْصَتُوا بِعَزْمٍ لِمِحْنَةِ البَطَل،
فَ"جَابِرُ" الغَبِيُّ صَارَ مِحْنَةً
وَبَعْدَ أَنْ تَعَالَى تَرَدّى فِي غَيَاهِبِ الحُفَر..
فِي مَرْفَإِ الآدَابِ نَثَرْتُ مِحْنَتِي إِلَيْهِمْ،
وَكُنْتُ شُعْلَةَ تُشِعُّ بِالبَيَانِ فِي ظُلْمَةِ القٌلُوبِ كَالقَمَر..
تُوًسِّعُ الآفَاقَ بِنَبْرَةِ الحُرُوفِ، تُدَغْدِعُ العُقُولَ بِنَغْمَةِ الوَتَر.
نُسَافِرُ مَعًا فِي مَرْكَبِ الخَيَالِ لِضَيْعَةِ "وَنُّوس"
وَنَقْذِفُ الجٌمُودَ بالحَجَرْ.
كْمْ مِحْنَةً بَدّدَتُهَا فِي حَضْرَةِ أَبْنَائِي وَالرُّوحُ بَيْنَهُمْ قَمَرْ..
كَمْ حَيْرَةً أَوْرَثْتُهَا لَهُمْ تُدَغْدِغُ عُقُولَهُمْ كَأَنَّهَا القَدَرْ..
فِي لَمْعَةِ عُيُونِهِمْ أُرَاقِبُ رَقْصَةَ الحَيَاةِ،
كَأَنَّهََا الأَغْصَانُ تُعَانِقُ الرّيحَ بِالمَطَرْ..
فِي بَوْحِهِمْ إِلَيَّ تُسَافِرُ اللّيَالِي تُعَانِقُ القَمَرْ..
وَقَدْ أَكُونُ غَاضِبًا، يُبَدِّدُونَ ثَوْرَتِي
بِلَسْعَةِ السُّؤَالِ يُدَاعِبُ الفِكَرْ..
فَأُعْلِنُ التَّخَلِّي عَنْ جُمُوحِي وَأُسْرِجُ خَيَالِي...
أٌسَافِرُ لِغَيْهَبِ الأَعْمَاقِ أُرَصِّفُ الحُرُوفَ لأَنْظِمَ الخَبَرْ..
كُلُّ الدُّرُوسِ فِي حَضْرَةِ أَبْنَائِي
بِنَكْهَةِ الجَمَالِ سَاعَةَ السَّحَرْ..
هِيَ دُرُوسٌ لِلْحَيَاةِ فِي سِرِّهَا العَمِيق
تُلْتَقَطُ مِنْ نَغْمَةِ الوَتَرْ..
صالح سعيد / تونس الخضراء