التصوير
IMAGING
إن التصوير وسيلة حاسمة لكشف آفات الجهاز العصبي في حالة المرض. وهناك طرق مختلفة تعتمد على استخدام أشعة X (الصور الشعاعية البسيطة، والتصوير المقطعي المحوسب (CT)، وتصوير النخاع وتصوير الأوعية) والرنين المغناطيسي (التصوير بالرنين المغناطيسي MRI أو تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي MRA) وفائق الصوت Ultrasound (تصوير الأوعية الدموية بالدوبلر) والنظائر المشعة (التصوير المقطعي المحوسب بقذف الفوتون الوحيد SPECT، والتصوير المقطعي بقذف البوزيترون- PET).
يظهر (الجدول 2) استطبابات وفوائد ومحدوديات كل طريقة من هذه الطرق. ويعتمد اختيار طريقة التصوير على المنطقة من الجهاز العصبي المركزي المراد استقصاؤها.
الجدول 2: الطرق المتوافرة لتصوير الجهاز العصبي. |
|||||
الطريقة |
المبدأ |
التطبيقات |
الفوائد |
المساوئ |
ملاحظات |
أشعة X |
إضعاف حزمة من أشعة X بالمواد العاتمة للأشعة (الكالسيوم، المعدن، المواد الظليلة.. الخ). |
الصور الشعاعية البسيطة. CT. تصوير الجذور. تصوير النخاع. تصوير الأوعية المتباين. |
توافرها بشكل واسع. رخيصة نسبياً. سريعة نسبياً. |
الإشعاع المتأين. الارتكاسات للمادة الظليلة. إن تصوير النخاع وتصوير الأوعية من الوسائل الجارحة ولهذا السبب تحمل المخاطر في طياتها. |
لاتظهر الصور الشعاعية البسيطة في الأمراض العصبية إلا الكسور أو الأجسام الأجنبية. إن الـCT هو وسيلة الاستقصاء المختارة في حالة الرض والسكتة. لايزال تصوير الأوعية المتباين داخل الشرايين معياراً ذهبياً. |
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) |
يعتمد الرنين المغناطيسي للنسج المختلفة على محتواها من الهيدروجين الحر/ الماء، وتتغير الإشارات بالحركة (مثلاً جريان الدم). |
التصوير البنيوي. تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي (MRA). الرنين المغناطيسي الوظيفي. تنظير الطيف بالرنين المغناطيسي. |
وصف عالي النوعية للنسيج الرخو. مناظر أفضل للحفرة الخلفية والفصين الصدغيين. لايوجد إشعاع متأين. وسيلة غير جارحة. |
غالي الثمن. غير متوافر بشكل واسع بعد. يظهر التصوير الوعائي جريان الدم وليس التشريح. تفريسة غير مريحة/ رهاب الأماكن المغلقة. |
استخدام متزايد. ما زال الـMR الوظيفي وتنظير الطيف بالرنين المغناطيسي وسيلتي أبحاث. |
فائق الصوت |
إن الأصداء من منبع صوتي عالي التواتر تحدد البنية، تستخدم ظاهرة الدوبلر لقياس سرعة جريان الدم. |
الدوبلر. التفريسة المضاعفة. |
رخيص. سريع. غير جارح. |
يعتمد على الشخص الذي يجري التصوير. تحديد تشريحي ضعيف. |
مفيد كوسيلة للتحري. |
التصوير بالنظير المشع |
ترتبط النظائر الموسومة شعاعية مع البنية (أو البنيات) المرغوبة، أو تستخدم لتقييم جريان الدم النسبي. |
تفريسة الدماغ بالنظير المشع. SPECT. PET. |
إظهار التشريح الوظيفي داخل الجسم الحي (مثلاً الارتباط اللجيني، جريان الدم). |
التمييز الفراغي ضعيف. الإشعاع المتأين. مكلف، خاصة الـPET. غير متوافر بشكل واسع. |
إن التفريس بالنظائر المشعة مهجور الآن. يعتبر الـSPECT والـPET بشكل كبير من وسائل الأبحاث. |
CT: التصوير المقطعي المحوسب، MR: الرنين المغناطيسي، PET: التصوير المقطعي بقذف البوزيترون، SPECT: التصوير المقطعي المحوسب بقذف الفوتون الوحيد. |
A. الرأس والحجاج:
يقتصر استخدام الصور الشعاعية البسيطة للجمجمة بشكل كبير على تشخيص الكسور ومرض الجيوب. ونحتاج للـCT أو MRI لتصوير الآفات المرضية داخل الجمجمة. ويعتمد استخدام أي منهما على المعلومات التي يبحث عنها كما يعتمد إلى درجة معينة على مدى سرعة الحاجة للتصوير حيث أن الـCT أسهل توافراً غالباً من الـMRI.
يظهر الـCT العظم والكالسيوم بشكل جيد ويبين بسهولة تجمعات الدم، كما يتحرى أيضاً شذوذات الدماغ والبطينات مثل الضمور والأورام والكيسات والخراجات والآفات الوعائية وموه الرأس. تتحسن الحصيلة التشخيصية غالباً باستخدام وسط تباين (مادة ظليلة) Contrast وريدياً والـCT اللولبي Spiral، ومع ذلك فإن الـCT ذو قدرة محدودة على تصوير الحفرة الخلفية (بسبب الكثافة العظمية المحيطة بها) كما أنه ضعيف في تشخيص شذوذات المادة البيضاء ولا يسمح بإعطاء تحليل تفصيلي للمادة الرمادية.
إن التصوير بالرنين المغناطيسي MRI أكثر فائدة في استقصاء أمراض الحفرة الخلفية لأنه لا يتأثر بالعظم المحيط. وهو أكثر حساسية من الـCT في كشف شذوذات المادة البيضاء والرمادية ولهذا السبب فهو أكثر فائدة في استقصاء الحالات الالتهابية مثل التصلب المتعدد وفي استقصاء الصرع. يمكن أيضاً للـMRI أن يعطي معلومات إضافية حول آفات الدماغ البنيوية والتي تكمل المعلومات المتوافرة من الـCT. كذلك يفيد الـMRI في تصوير الحجاجين حيث يمكن استخدام متواليات Sequences تصويرية خاصة لتعويض عن الشحم الحجاجي وبذلك تسمح بإعطاء صور واضحة لعضلات العين الخارجية والعصب العيني وباقي بنيات الحجاج.
إن تفريسات Scans الدماغ بالنظير المشع النظامية ذات فائدة قليلة في تقييم البنية إذا كانت الوسائل التصويرية الأخرى متوافرة. ولكن يمكن تقييم جريان الدم ووظيفة نصفي الكرة المخية باستخدام الـSPECT أو الـPET. يظهر (الشكل 7) أمثلة عن صور دماغية تم تصويرها باستخدام طرق متنوعة.
B. العنق Neck:
إن الصور الشعاعية البسيطة للعنق مفيدة في استقصاء الأذية البنيوية على الفقرات مثل الأذيات الناجمة عن الرض أو الأذية الالتهابية (مثل التهاب المفاصل الروماتويدي). كذلك يمكن أن تزود بمعلومات ضمنية عن داء القرص بين الفقرات لكنها لا تعطي معلومات مفصلة حول الحبل الرقبي أو الجذر العصبية التي تحتاج لإجراء تصوير النخاع أو MRI.
إن تصوير النخاع Myelography وسيلة جارحة Invasive، وتشمل الاختلاطات المحتملة الصداع والاختلاجات والتهاب السحايا، وقد قل استخدام تصوير النخاع مع انتشار الـMRI ومع ذلك فما زال له قيمة إذا لم يكن الـMRI متوافراً أو كان المريض غير قادر على تحمل الاستلقاء ضمن مفراس Scanner الـMRI. يتم حقن مادة عاتمة للأشعة (مادة ظليلة) في القراب القطني Lumbar Theca ثم يتم تحريكها إلى المنطقة الرقبية عن طريق إمالة المريض. ترسم المادة الظليلة شكل جذور الأعصاب والحبل الشوكي ولهذا تعطي معلومات حول البنيات الشاذة. يظهر (الشكل 8) أمثلة عن صور للعنق تم إجراؤها بالتصوير الشعاعي البسيط وتصوير النخاع والـMRI.
C. المنطقة القطنية العجزية Lumbo-Sacral Region:
إن تصوير هذه المنطقة مشابه لتصوير العنق، وتكون الصور الشعاعية البسيطة محدودة الاستخدام. يمكن حقن المادة الظليلة Contrast ضمن فراغ القراب القطني واستخدامها لرسم جذور الأعصاب السفلية فقط (تصوير الجذور Radiculography) أو جعلها ترتفع لتصور المخروط Conus والحبل الشوكي (تصوير النخاع Myelograpphy). يمكن تعزيز المعلومات التي نحصل عليها بالاستخدام الإضافي للـCT بعد تصوير النخاع (التصوير المقطعي المحوسب المتباين Contrast CT).
إن التصوير المقطعي المحوسب غير المتباين للشوك القطني يمكن استخدامه لتصوير الأقراص والفقرات فقط، وكما هو الحال مع الشوك الرقبي فإن الـMRI يشكل وسيلة غير جارحة للحصول على صور عالية الدقة High-Resolution لكل من العمود الفقري والبنيات العصبية ذات الصلة.
D. الأوعية الدموية Blood Vessels:
تتوافر عدة طرق لاستقصاء الأوعية الدموية داخل وخارج القحف. ويعتبر التصوير بفائق الصوت Ultrasound (التفرس بالدوبلر أو التفرس المضاعف Duplex Scanning) أقل الطرق غزواً Invasive ويستخدم لاستقصاء الشرايين السباتية والفقرية في العنق كجزء من استقصاء السكتة عادة. يمكن بالأيدي الماهرة الحصول على معلومات موثوقة حول درجة التضيق الشرياني، كما تعطي هذه الطريقة غالباً معلومات تشريحية مفيدة، على سبيل المثال وجود لويحة متقرحة أم لا. إن المعلومات المتعلقة بجريان الدم في الأوعية داخل المخ أصبح من الممكن بشكل متزايد الحصول عليها باستخدام الدوبلر عبر القحف Transcranial Doppler. إن الدقة التشريحية للتصوير بالدوبلر محدودة، وقد يكون تصوير الأوعية النظامي ما زال ضرورياً. لكن هذا الأخير وسيلة جارحة وبالتالي تحمل في طياتها خطراً قليلاً لكنه هام لحدوث السكتة أو حتى الموت.
ولذلك فإن الدور الرئيسي للتصوير بالدوبلر هو استخدامه كاختبار للتقصي وتحديد إن كان استخدام تصوير الأوعية الجارح مستطباً.
يمكن رسم الأوعية الدموية بحقن وسط تباين عاتم للأشعة. ويمكن تعزيز الصور الشعاعية التي نحصل عليها باستخدام الطرح الرقمي Digital Subtraction بمساعدة الحاسوب، أو باستخدام التصوير المقطعي المحوسب اللولبي Spiral CT. يمكن حقن المادة الظليلة وريدياً أو داخل الشريان ويحتاج الحقن الوريدي إلى جرعة إجمالية من المادة الظليلة أعلى، ولا تكون الصور الناجمة جيدة. أما الحقن داخل الشريان فيتضمن إدخال قثطرة داخل الشجرة الشريانية وبالتالي يترافق مع نسبة اختلاطات أعلى. إن تصوير الأوعية النظامي بالحقن داخل الشريان ضروري عادة لإظهار الآفات في الشريان السباتي خارج القحف قبل إجراء استئصال باطنة الشريان Endarterectomy، كما يستخدم أيضاً لاستقصاء شذوذات الأوعية داخل الدماغ مثل أم الدم الشريانية (العنبية Berry) أو التشوهات الشريانية الوريدية، أو لإظهار التروية الدموية للأورام قبل الجراحة.
يمكن التقصي عن الجريان الدموي عن طريق متواليات رنين مغناطيسي متخصصة في تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي. وهو استقصاء غير جارح لكن تبقى الدقة التشريحية غير قابلة للمقارنة مع الدقة الناجمة عن تصوير الأوعية بالحقن داخل الشريان، يظهر (الشكل 9) أمثلة عن هذه الطرق المختلفة.