الجهاز الحركي
THE MOTOR SYSTEM
إن برمجة الحركة التي يتم صياغتها بواسطة القشر أمام الحركي Pre-Motor Cortex يتم تحويلها إلى سلسلة من الحركات العضلية في القشر الحركي ثم تنقل إلى الحبل الشوكي عبر السبيل الهرمي Pyramidal Tract (اأنظر الشكل 12)، وتمر ألياف السبيل الهرمي عبر المحفظة الداخلية والقسم البطني من جذع الدماغ قبل أن تتصالب في البصلة لتدخل إلى الحبلين الجانبيين في الحبل الشوكي. إن العصبونات المحركة العلوية للسبيل الهرمي تنتهي بالتشابك مع خلايا القرن الأمامي (التي تشكل العصبونات المحركية المحركة السفلية) في المادة الرمادية للحبل الشوكي.
تحتاج حركة أي جزء من الجسم إلى تغيرات في الوضعة Posture وتبدل في مقوية العديد من العضلات التي يكون بعضها بعيداً تماماً عن الجزء المراد تحريكه. يتكون الجهاز الحركي من سلسلة هرمية Hierarchy من آليات التحكم التي تحافظ على وضعية الجسم وعلى المقوية القاعدية Baseline للعضلات التي تتراكب عليها الحركة النوعية.
إن الرتبة الأدنى في هذه السلسلة الهرمية هي الآليات الموجودة في المادة الرمادية في النخاع الشوكي التي تتحكم باستجابة المقوية العضلية للشد (التمطيط) Stretch والسحب الانعكاسي Withdrawal Response استجابة للمنبهات المؤذية. تتكون الجهة الواردة Afferent من منعكس التمطيط من المغازل Spindles العضلية التي تكشف تطاول العضلة وتبتدئ المنعكس وحيد المشبك Monosynaptic Reflex مؤدية لحدوث التقلص العضلي. وإن المدخول Input التثبيطي المسيطر النازل من جذع الدماغ ونصفي الكرة المخية يعدل حساسية منعكس التمطيط.
إن الاتصالات عديدة المشابك Polysynaptic Connections في المادة الرمادية للحبل الشوكي تتحكم بأعمال منعكسات أكثر تعقيداً تتضمن عطف وبسط الأطراف وتشكل هذه الأعمال لبنات البناء الأساسية للأعمال المتناسقة لكنها تحتاج إلى التحكم من الأعلى للعمل بشكل مفيد. وفوق مستوى الحبل الشوكي هناك دارات بين العقد القاعدية والقشر الحركي تشكل الجهاز خارج الهرمي الذي يسيطر على المقوية القاعدية للعضلات وعلى وضعية الجسم وتشكل بوابة للابتداء بالحركة (اأنظر الشكل 12 والشكل 13).
تحتاج الحركات المتناسقة والموجهة بدقة إلى عمل المخيخ الذي يعمل كحاسوب إرشادي مباشر يعمل على توجيه الحركات التي ابتدأت بواسطة القشر الحركي نحو الهدف مع تناغمها بشكل دقيق. إضافة لذلك يشارك المخيخ عبر اتصالاته المتبادلة Reciprocal مع المهاد والقشر في التخطيط للحركات الماهرة وتعلمها.
الشكل 12: الجهاز الحركي.تهبط العصبونات من القشر الحركي (مشكلة السبيل الهرمي) عبر المحفظة الداخلية والسويقة المخية إلى القسم البطني من جذع الدماغ حيث يتصالب معظمها في البصلة (A).تشكل العصبونات المحركة العلوية في الحبل الشوكي السبيل القشري الشوكي (الذي يتوضع في العمود الجانبي) قبل أن تتشابك مع العصبونات المحركة السفلية في القرون الأمامية. يتم تعديل النشاط في القشر الحركي بتأثيرات من العقد القاعدية والمخيخ (B).إن السبل الهابطضة من هذه البنيات تتحكم بالوضعة والتوازن (اأنظر الشكل 13). |
الشكل 13: التسلسل الهرمي للسيطرة الحركية.إضافة إلى السبل المباشرة الهابطة من القشر المخي الحركي فإن العصبونات المحركة في القرن الأمامي تتأثر بالسبل النازلة التي تتحكم بالتوازن والوضعة إضافة إلى سبل المنعكسات الشوكية وحيدة التشابك ومتعددة التشابك. |
A. الفيزيولوجياة المرضية:
1. آفات العصبون المحرك السفلي Lower Motor Neuron Lesions:
تتكون الوحدة الحركية Motor Unit من مجموعات الألياف العضلية التي تتعصب بخلية واحدة من خلايا القرنب الأمامي (العصبون المحرك السفلي)، ويؤدي فقد وظيفة العصبونات المحركة السفلية إلى زوال تقلص الألياف العضلية في الوحدات الحركية التي تعصبها هذه العصبونات وبالتالي سوف تصبح العضلة رخوة Flaccid وضعيفة.
تضمر الألياف العضلية غير المعصبة مع الوقت مسببة حدوث هزال Wasting في العضلة مع زوال استقطاب عفوي وهذا يؤدي لحدوث الرجفانات Fibrillations التي لا يمكن إدراكها إلا على مخطط كهربية العضلة EMG ما عدا في اللسان. قد يحدث إعادة التعصيب من العصبونات المحركة السليمة المجاورة لكن تكون الوصلات العضلية العصبية للوحدات المحركة المتضخمة غير مستقرة ويزول استقطابها عفوياً مسبباً حدوث الرجفانات الحزمية Fasciculations (نفضات Twitches تكون مرئية بالعين المجردة). ولهذا السبب فإن الرجفانات الحزمية تشير إلى زوال التعصيب الجزئي المزمن.
2. آفات العصبون المحرك العلوي (الآفات الهرمية Pyramidal):
عندما يقطع اتصال الحبل الشوكي مع التأثير المعدل للمراكز الحركية الأعلى فإن العصبونات المحركة في القرن الأمامي تصبح تحت تأثير الآليات الانعكاسية الشوكية غير المثبطة وتصبح استجابة العضلات المعصبة بهذه العصبونات للتمطيط استجابة مبالغ بها.
وتظهر الأطراف أنماطاً انعكاسية للحركة مثل السحب الانعطافي Flexion Withdrawal استجابة للمنبهات المؤذية وتشنجات البسط Spasms of Extension. ولهذا السبب فإن إصابة العصبون المحرك العلوي تتظاهر سريرياً بزيادة نشاط منعكسات التمطيط الوترية والزيادة التشنجية Spastic في المقوية التي تكون أكبر في العضلات الباسطة في الطرفين السفليين وفي العضلات العاطفة في الطرفين العلويين، إضافة إلى الاستجابات الأخمصية الانبساطية.
يمكن مشاهدة الزيادة التشنجية في المقوية العضلية أثناء الفحص السريري وهي تختلف تبعاً لدرجة وسرعة التمطيط وتدعى هذه بظاهرة موس الكباس Clasp-Knife Phenomenon ويحتاج الشناج Spasticity لبعض الوقت حتى يتطور وقد لا يكون موجوداً لعدة أسابيع بعد بداية الآفة في العصبون المحرك العلوي. يثار يتفاقم الشناج بزيادة المدخول Input الحسي إلى القوس الانعكاسية كالذي يمكن أن ينجم عن قرحة السرير أو خمج السبيل البولي عند المريض المصاب بآفة في الحبل الشوكي. يكون الضعف الموجود في آفات العصبون المحرك العلوي أكثر وضوحاً في العضلات الباسطة للطرفين العلويين والعضلات العاطفة للطرفين السفليين.
3. الآفات خارج الهرمية Extrapyramidal Lesions:
تؤدي الآفات في الجهاز خارج الهرمي لحدوث زيادة في المقوية وهذه الزيادة لا تتفاقم استجابة للتمطيط لكنها تكون متواصلة في كامل مجال الحركة (الصمل Rigidity) كذلك فإن الحركات اللاإرادية مظهر أيضاً للآفات خارج الهرمية (اأنظر لاحقاً) وإن الرعاش Tremor المترافق مع الصمل يشكلان صمل الدولاب المسنن Cogwheel Rigidity الوصفي، وتكون الحركات السريعة بطيئة وغير متقنة (بطء الحركة Bradykinesia). تسبب الآفات خارج الهرمية أيضاً عدم ثبات الوضعة الذي يثير السقوط.
4. الآفات المخيخية Cerebellar Lesions:
تسبب الآفة في نصف الكرة المخيخية فقد التناسقب في نفس الجهة من الجسم. ويكون الجزء الأولي من الحركة سوياً لكن دقة الحركة تتدهور مع الاقتراب من الهدف مؤدية لحدوث الرعاش القصدي Intention Tremor. كذلك يحدث خطأ في تقدير مسافات الأهداف (خلل القياس Dysmetria) مؤدياً إلى "الإشارة إلى ما بعد الهدف Past-Pointinyg". ويحدث أيضاً ضعف القدرة على القيام بالحركات المتناوبة بدقة وسرعة وانتظام ويعرف هذا بخلل تناوبية الحركات Dysdiadochokinesis.