يمر الطفل و الأسرة بمراحل متعددة حتى يصلون إلى مرحلة التكيف مع الإعاقة و التي هي المرحلة التي تعي فيها الأسرة حقيقة المشكلة وتسعى بكل إمكانيتها لدعم الطفل ,و هي التي يعي فيها الطفل ذاته كما هي بكل إمكانيتها و تقبلها و العمل على تطويعها لخدمته ,و تتميز مسيرة التكيف بفرديتها فهي تختلف من شخص إلى آخر و ذلك حسب :
1. نوع الإعاقة وشدتها .
2. المستوى الاقتصادي والاجتماعي .
3. شخصية الطفل و مميزاته الفردية .
4. المستوى التعليمي للآهل و مدى وعيهم للإعاقة و إمكانية حدوثها .
وتمر عملية التكيف بأربعة مراحل :
1- مرحلة الوعي للإعاقة .
2 - مرحلة الشعور بالنتائج السلبية للإعاقة .
3 - مرحلة محاولة العيش مع الإعاقة .
4 - مرحلة التكيف مع الإعاقة .
أولا مرحلة الوعي للإعاقة :
يؤدي الوعي للإعاقة إلى فقدان التوازن عند الطفل و الأهل و إلى اضطراب في السلوك و ذلك ناتج عن تحميل الأوليات الدفاعية التي تضبط استقرار الطفل عبئا ثقيلا يؤدي إلى زيادة التوتر الذي يفقد ا الجهاز العصبي و النفسي عند الطفل القدرة على ا لتحكم فيؤدي إلى حالة عدم استقرار و إلى فقدان التوازن و عدم قدرته على استخدام الوظائف النفسية بالطريقة الصحيحة و ينتج عن ذلك ردود الفعل العصبية و الأحكام الخاطئة التي يصدرها على نفسه و على الآخرين إلا أن هذه المرحلة وعلى الرغم مما تحمله من آلام و توتر فإن لها فائدة في حماية بنية الشخصية عند الطفل من الانهيار بسبب الوعي المفاجئ للإعاقة و ذلك عن طريق دفع الطفل إلى اتخاذ سلوكيات تخفف العبء عن الأوليات الدفاعية عند الطفل ,أهم ملامح الحالة النفسية في هذه المرحلة هي مشاعر الخوف و الألم بالإضافة إلى الشعور بالوحدة و الضعف و تختلف في الكيف والكم حسب :
1 نوع الإعاقة و شدتها .
2 الوظيفة التي توقفت بسب الإعاقة .
2 المميزات الفردية للشخصية .
أما بالنسبة للحالة الاجتماعية للطفل في هذه المرحلة فتتصف بمحدودية التواصل مع الآخرين حيث تقتصر علاقات الطفل على المحيط الأسري فيؤدي ذلك إلى زيادة اعتماده على الآخرين و يفقد استقلاليته يوم بعد يوم .
ثانيا" مرحلة الشعور بالنتائج السلبية:
يركز الطفل اهتمامه في هذه المرحلة على اكتشاف جوانب الضعف التي ظهرت بسبب الإعاقة و تصبح هذه الجوانب نقطة مركزية تتمحور حولها كل إهتماماته و نشاطاته و يعيش حالة من عدم الاهتمام و التقيم للحواس و الوظائف الأخرى و غالبا ما يتصف الطفل بالميل إلى الإنغلاقية و الأنانية في طريقة تعامله مع نفسه و مع الآخرين .
ثالثا" مرحلة محاولة العيش مع الإعاقة :
غالبا ما يتم الانتقال إلى هذه المرحلة بدون مقدمات و عادة يكون السبب هو مشاهدة الطفل لآخرين شبيهين به يتدبرون أمورهم بشكل جيد و يحققون النجاحات و حتى ولو كانت هذه النجاحات بسيطة فإن لها دورها في دفع الطفل إلى الأمام ,و يحتاج الطفل في هذه المرحلة لدعم الأهل و الأسرة و إذا استطاع اجتياز هذه المرحلة بنجاح فإنه سيتخلص من عملية مقارنة نفسه بالآخرين لتبدأ مرحلة مقارنة نفسه مع مستوى الإنجازات التي حققها من بداية محاولة التكيف إلى هذه المرحلة , فيصل إلى مستوى الرضا التدريجي عن نجاحاته مما يزيد من حماسه و مبادرته .(و لكن مع كل ما يصل إليه من تقدم في مسيرة تكيفه إلا أن الموقف من الإعاقة يظل مشحونا بالانفعالات التي تعرقل مسيرة التكيف لأن السمة المميزة لهؤلاء الأطفال هي عدم الرضا عن ذاتهم أثناء مقارنتها مع الآخرين ).
و أيضا تبدأ السلوكيات السليمة بالتشكل كأداة للتكيف النفسي و الاجتماعي ولكن إلى جانب هذه السلوكيات تظهر سلوكيات عصابية مثل التعميمات الخاطئة و التشبث بالرأي والعناد ,وهذا ناتج عن ميكانيزمات الدفاع النفسي من جهة و اضطراب الجهاز العصبي للطفل و عدم قدرته على مواجهة الصعوبات مما يؤدي إلى فقد1ن الطفل إمكانية ضبط السلوك .
رابعا"مرحلة التكيف مع الإعاقة :
منذ اللحظة التي تصبح فيها الإعاقة بالنسبة إلى الطفل سمة طبيعية و غير مختلفة ولا يسبب الحديث عنها التوتر الانفعالي يمكننا القول بأن عملية التكيف مع الإعاقة وصلت إلى بدء مسيرتها و أهم ما يميز بنية الشخصية في هذه المرحلة هو إعادة تشكل مفهوم الذات عند الطفل بشكل يبعد الإعاقة عن كونها مركزا لها .
وينمي الطفل ذاته المعرفية و الاجتماعية و تصبح الإعاقة واحدة من مجموعة عناصر مكونة لمفهوم الذات و تلعب دورها الايجابي في تشجيع الطفل نحو التكيف و تنمية مهاراته و قدراته , و يتشكل لدى الطفل منظومة قيم جديدة وتمر عملية تشكل هذه المنظومة بثلاث مراحل :
1 تعديل القيم والأهداف بما تتناسب مع الحالة الجديدة .
2 ظهور قيم و أهداف جديدة تدعم الحالة .
3 اختلاف درجة أولوية الأمور بالنسبة له .
و تتسم الحالة النفسية للطفل في هذه الفترة بتوصل الطفل إلى مستوى مقبول من الرضا على الذات ,أما على الحالة الاجتماعية فتتصف بدخول الطفل إلى المؤسسات الاجتماعية الخاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من مدارس ودور تأهيل التي تساعده على الانخراط بالمجتمع بالطريقة السليمة .
إذا" التكيف مع الإعاقة هو تخفيض من تأثيراتها السلبية وبكونها مصدر للانفعال والتوتر النفسي , والتأثير الإيجابي على نمو الطفل . وهذا يعني أن التكيف مع الإعاقة والوصول إلى مستوى جيد من قبول الذات يتطلب فترة ليست بالقصيرة مع التأكيد أن مستوى التكيف وسرعته يتوقف أيضا" على نوع الإعاقة وشدتها وطبيعتها .
المصدر: مركز الرحمة
نشرت فى 15 مارس 2011
بواسطة el-rahmapt
تسجيل الدخول
ابحث
عدد زيارات الموقع
2,403,406
مركز الرحمة للعلاج الطبيعى
أ.د/ محمد على الشافعى
استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز