الجلطات الدماغية

الجلطات الدماغية : السكر وارتفاع الضغط مع زيادة الشحوم من أكثر العوامل لحدوث الجلطات !
تعتبر الجلطات الدماغية من أكثر الأمراض التي تصيب المتقدمين بالسن خاصة بعد سن الخامسة والخمسين لاسيما أولئك الذين لديهم عوامل خطورة مؤهبة لحدوث الجلطات

لاتزال الجلطات الدماغية تحتل المرتبة الثالثة في قائمة الأسباب المؤدية للوفاة والعجز بعد أمراض القلب والسرطان وذلك بالرغم من حدوث انخفاض ملحوظ في معدلات حدوثها في السنوات الثلاثين الأخيرة بعد التقدم الطبي في مجال فهم آلياتها وأسبابها وتقدم العلاج الطبي خاصة (التأهيلي و العلاج الطبيعي ) المساعد في التخفيف مما تتركه من آثار بعدها والوقاية من تكرر حدوثها مرة ثانية.



ماهي العوامل الخطرة المؤهلة لحدوث الجلطات الدماغية ؟
- يأتي كل من الداء السكري وارتفاع ضغط الدم وكذلك زيادة شحوم الدم ( الكوليسترول والشحوم الثلاثية) في مقدمة هذه العوامل حيث تشكل هذه العوامل الثلاث مع مرور الزمن لويحات تصلبيه عصيدية ATHERO SCLEROSIS على جدران الشرايين بشكل عام ومن ضمنها شرايين الدماغ مما يؤدي لتضيق في الشرايين الدماغية ، وقد يحدث أن تنسلخ احدى هذه اللويحات عن جدار الشريان وتسده ، أو أن التضيق في الشريان يزداد تدريجياً مع العمر ليسبب انسداداً كاملاً في جريان الدم عبره .

من العوامل المؤهبة أيضاً لحدوث الجلطات الدماغية التدخين وتناول الكحول بكثرة والبدانة وقد يكون مصدر الجلطة التي سدت الشرايين الدماغية من خارج الدماغ أي أنها تشكلت في مكان ما خارج الدماغ ثم انطلقت عبر مجرى الدم في الجسم لتستقر في أحد الشرايين الدماغية وتسده وهذا مايسمى بالصمـة"EMBOLUS " ويكون منشؤها عادة هو القلب نتيجة للإصابة ببعض الأمراض القلبية مثل الرجفان الأذيني ، أوعقب جلطة في جدار عضلة القلب ، وكذلك ضعف العضلة الشديدة.

كذلك قد يكون مصدر الجلطة هو انفصال جزء من اللويحات التصلبية العصيديه الموجودة في شرايين الرقبة
الشريان السباتي الباطن أو الشريان الأبهر ومن ثم جريان هذا الجزء مع الدم ليسد أحد الشرايين الدماغية .

ماهي الأعراض الشكايات التي تصيب المريض ؟
إن الشيء المميز هو أن هذه الأعراض تبدأ بشكل مفاجىء وحاد ، ولكن شدتها تختلف من مريض لأخر حسب حجم الشريان الدماغي المنسد ووظيفة المنطقة الدماغية التي يغذيها ذلك الشريان ، ولكن إجمالاً يمكن أن نقسم هذه الأعراض لمجموعتين :

الأعراض الناجمة عن انسداد أحد فروع الشريان السباتي الباطن أو الشرايين الصغيرة الواصلة بين فروعه ، وتشمل هذه الأعراض ظهور بعض مما يلي :

1- ضعف في النصف المقابل من الجسم الذراع والساق ، نقصان الحس في النصف المقابل من الجسم ، عدم القدرة على الكلام بشكل كامل أوجزئي ، حدوث ضعف نصفي في الرؤية ، وتختلف شدة الأعراض السابقة من مريض لآخر.

2- الأعراض الناجمة عن انسداد أحد فروع الشرايين الفقارية القاعدية وتشمل دوخة وترنح وعدم توازن أثناء المشي وتعثر في الكلام وضعف في الطرفين السفليين أو الأطراف الأربعة وحدوث رؤية مزدوجــة ( رؤية الشيء الواحد إثنين ) وحركات سريعة في العينين وصداع في مؤخرة الرأس.
ويبقى أن نذكر أنه إن كانت الجلطة كبيرة وتشمل أحد الفروع الرئيسية للشريان السباتي الباطن أو عدة فروع فقد تؤدي للغيبوبة ( السبات ) ، ويكون الوضع كذلك عندما تكون الإصابة في الشرايين المغذية لجذع الدماغ وقد تصاب بعض الأعصاب القحفية خاصة تلك التي تغذي الوجه مما يؤدي لحدوث ضعف في نصف الوجه مع أنحراف في زاوية الفم للجهة السليمة من الوجه ، كذلك قد يصاب العصب المسؤول عن البلع مما يؤدي لصعوبة في بلع الطعام وحدوث " شردقة " أي استنشاق لجزء من الطعام أو السوائل المتناولة للقصبات الهوائية مما يسبب سعالاً عند حدوثها.

ماهي الفحوصات التي تجرى في حالة الجلطات الدماغية ؟
- أهم فحص في المرحلة الحادة هو إجراء تصوير طبقي محوري أو تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ للتأكد من عدم كون السبب في هذه الأعراض هو حدوث نزيف في الدماغ أو ورم دماغي حيث يكون العلاج مختلفاً كلياً ، وعندما يستبعد النزيف الدماغي والورم فإننا نعمد لإجراء فحوص إضافية لمعرفة سبب الجلطة وهل أن مصدرها هو من خارج الدماغ ، ولذلك يتم إجراء تخطيط للقلب ، ومخطط صدى القلب ( إيكو ) ، ودوبلر للشرايين السباتية والفقارية الرقبية ، وبعض الفحوصات الدموية الأخرى.

وماذا عن العلاج ؟
- لايوجد علاج نافع لإزالة الجلطة الدماغية حال تشكلها وبالتالي التخلص من المضاعفات التي تتركها ، كما هو متبع في الجلطات القلبية حيث أن الأدوية الحالية للجلطات fibrinolysis لاتستعمل في الجلطات الدماغية لإمكانية إحداثها نزيفاً دماغياً وبالتالي تدهور حالة المريض.

العلاج الأساسي يكون تأهيلياً بمعنى إجراء العلاج الطبيعي لمناطق الضعف في الجسم لكيلا يحدث تيبس في المفاصل وضمور في عضلات الطرف نتيجة عدم حركته ، أما الأدوية التي تعطى في حالات الجلطة الدماغيةالأسبرين ، الديبريدامول ..الخ فهي للوقاية من حدوث جلطات أخرى في المستقبل كذلك هناك بعض الأدوية تعطى في حال أظهر التصوير المقطعي للدماغ وجود وذمة دماغية حيث يعطى)المانيتول ، المدارات .. الخ ( للتخفيف من هذه الوذمة التي قد تحدث عادة في الأيام الأولى للجلطة الدماغية .

بالنسبة لضبط الضغط والسكر وكذلك شحوم الدم فإنها أمور أساسية للوقاية من تكرر الجلطات الدماغية في المستقبل ، مع العلم أنه لاينصح بتخفيض الضغط الدموي في الأيام الأولى للجلطة الدماغية لأنه يرتفع بشكل طبيعي في هذه المرحلة ليعوض توقف جريان الدم في الشريان المنسد بالجلطة وبالتالي المحاولة لتزويد الدماغ بالأوكسجين والدم بشكل إضافي.

يجب أيضاً إيقاف التدخين وتجنب شرب الكحول ، وكذلك محاولة تخفيف الوزن لإنقاص خطر تكرر الجلطة ، أما بالنسبة للجلطات التي يثبت بالفحوصات أن مصدرها من خارج الدماغ المسماة بالصمات emboli والتي غالباً مايكون مصدرها قلبياً فهنا ينصح بإعطاء الهيبارين في المرحلة الحادة للجلطة ثم يتابع بمضادات التجلط الفموية مثل الورافارين لمدة 2-3 اشهر ، ثم توقف ماعدا في حالة حدوث الرجفان الأذيني يستمر بها طيلة الحياة .

هل يعود الإنسان طبيعياً بعد معالجة الجلطة
-هذا في الحقيقة يعتمد على حجم الجلطة عند بدايتها ومقدار الضعف الذي أحدثته في الجسم ومقدار التحسن الذي يظهره المريض في الأسابيع

( 3 -4 ) الأولى ، فإذا كان المريض بحالة غيبوبة عند بداية الجلطة أو كان الضعف شديداً في الطرف العلوي والسفلي المصاب ولم يحدث تحسن ملحوظ خلال(3-4) أسابيع فسوف لن يطرأ شفاء كامل لهذه الجلطة وغالباً التحسن المستقبلي يكون ضعيفاً.

أما إن ظهر تحسن تدريجي في الأسابيع الأولى فإن هذا يبشر بأن حالة المريض سوف تتحسن أكثر ولكن لانستطيع أن نحدد تماماً ماإذا كان سيعود المريض كما كان قبل الجلطة أم يبقى هناك ضعفاً جزئياً ولاشك أن العلاج الطبيعي هنا يكون حجر الزاوية لزيادة نسبة التحسن لدى المريض.


هناك نقطة هامة يجب الإشارة إليها وهي الحالة النفسية للمريض والمرافقين فلاشك أن الحدوث المفاجىء للجلطة الدماغية وتحول المريض خلال ساعات ،من إنسان طبيعي لإنسان عاجز، يعتمد على الآخرين في المشي والطعام وقضاء حاجاته يعتبر صدمة نفسية شديدة للمريض ومرافقيه، وهنا يأتي دور الطبيب والجهاز التمريضي في دعم الحالة النفسية للمريض ومرافقيه ، وغرس الأمل الدائم بالله بإعتباره هو الوحيد الشافي والقادر على أن يحسن حالة المريض وذلك بالإضافة لمحاولة إيجاد الظروف المساعدة لتأقلم المريض مع الوضع الجديد (الطلب من مرافقيه أن يساعدوا المريض في الحركة وتأمين كرسي متحرك له يساعده على مغادرة السرير وربما القيام بنزهات خارج المنزل ودعمه نفسياً بشكل دائم ومستمر وتكثيف العلاج الطبيعي في المنزل).

el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 733 مشاهدة
نشرت فى 3 فبراير 2011 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,317,773

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط