تعني الوراثة نقل صفات الأفراد من جيل إلى آخر، فالطفل يرث من أبويه لون عينيه وشعره ولون جلده، كما يرث أيضاً منهما قدراته العقلية وأبرز هذه القدرات التي تورث: الذكاء.

وهنالك العديد من الآثار السلبية التي تنعكس على صحة الأبناء بسبب الصفات الوراثية التي تنتقل عبر الجينات من الوالدين إلى الأبناء. فإذا كان الزوجان متخلفين عقلياً فإنهما ينجبان في الغالب طفلاً متخلفاً عقلياً بالوراثة أيضاً. والقدرات العقلية للطفل هي نتيجة هذه الجينات في تفاعلها مع البيئة (الإيجابية أو السلبية) المحيطة بالطفل لاحقاً.

تتكون الخلية من السايتوبلازم والنواة، وتشتمل النواة على الكروموسومات وعددها ثلاثة وعشرون زوجاً، منها زوجان جنسيان يحددان جنس المولود ذكراً (xy) أو أنثى (xx) ـ والكروموسومات تتكون من الحامض النووي المعروف DNA.

وتحمل كل خلية في الجسم ما يقرب من مئة ألف جين موزعة على الكروموسومات. والجينات هي المسؤولة عما نتوارثه من صفات واستعدادات للتفاعل مع ظروف البيئة، وقسم من الجينات تعمل على إنتاج أنزيمات معينة ضرورية للإنسان وجينات أخرى تبقى كامنة حتى مرحلة قادمة من النمو كالبلوغ الذي يرتبط بظهور أمراض عقلية معينة مثل مرض الفصام العقلي.

وقد ينكسر أحد الكروموسومات ثم يعاد التحامه في وضع مقلوب فتتغير تبعاً لذلك مواضيع الجينات على الكروموسوم، وتؤدي هذه الحالة إلى بعض التشوهات الجسمية والعقلية، وكسر الكروموسوم قد يحدث تلقائياً أو بفعل عوامل بيئية مثل الإصابة بفيروس أو التعرض للأشعة أو تعاطي بعض العقاقير، ويعد الطفل المنغولي أحد الأمثلة على التغير في التركيب الكروموسومي.

ولقد أصبح واضحاً أن لكل مرض عوامله الوراثية (الجينات) التي تنشطها عوامل بينية معينة، مثل مرض الفينيل كيتون يوريا الذي يسبب التخلف العقلي، ولكن يمكن التحكم فيه بتغذية الطفل تغذية خاصة. تبدأ حياة الطفل والتفاعل مع البيئة المحيطة قبل ولادته بكثير، فهي تبدأ منذ إخصاب البويضة.

وعند إصابة الطفل بأحد التشوهات الخلقية الوراثية تترتب على ذلك أعباء جسدية ومادية ومعنوية على الوالدين والمجتمع، حيث يعاني الأهل من ألم نفسي ويتكبدون تكاليف مالية سعياً وراء العلاج، والأهم من ذلك معاناة الطفل من إعاقة قد تصحبها في بعض الأحيان إعاقة عقلية.

والأمراض الوراثية يمكن تقسيمها إلى:

1 ـ أمراض ناتجة عن خلل في الكروموسومات مثل متلازمة داون (الطفل المنغولي).

2 ـ أمراض ناتجة عن خلل في الجينات (العوامل الوراثية) مثل أمراض الدم الوراثية كالثلاسيميا والأنيميا المنجلية.

3 ـ أمراض ناتجة عن عوامل متعددة (عوامل وراثية وعوامل بيئية) مثل أمراض السكر وارتفاع ضغط الدم.

العوامل التي تؤثر على الجينات وتحدث بها طفرات

1-الأدوية

يؤدي تعاطي أدوية خطرة على الجنين أثناء الحمل، وخاصة خلال الأشهر الأولى من الحمل، إلى تشوهات خلقية للجنين تصيب الجهاز العصبي والمخ، وهناك العديد من الأدوية التي تؤثر في الجنين، ويفضل ألا تتناول الأم الحامل أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب الاختصاصي.  مثل التايدوميد والكلورم فنكول والتتراسكلين

2-الأشعة

التعرض للأشعة بكميات كبيرة سواء من خلال عمل الأم في مجال استخدام الأشعة أو بغرض العلاج، له تأثير خطير في الجنين مما يؤدي غالباً إلى تشوهات خلقية أو إلى موت الجنين.

3-الكحول

من المشكلات الخطيرة التي قد تؤثر سلباً في الجنين: تعاطي بعض الأمهات المشروبات الكحولية، حيث تؤدي إلى نقص في ذكاء الطفل مع زيادة في نسبة التشوهات الجسدية في القلب والأطراف والمفاصل والرأس.

4-تلوث البيئة

لوحظ أن تلوث البيئة المحيطة بالأم الحامل يؤدي إلى تأثيرات سلبية وخطيرة أحياناً في الطفل، فمثلاً: استنشاق الأم مادة الرصاص مع الهواء بكميات كبيرة قد تصل إلى الجنين عن طريق الدم وتحدث تأثيراً خطيراً ينتج عنه تدمير خلايا قشرة المخ مما يؤدي إلى ولادة طفل متخلف عقلياً.

5-الأمراض المزمنة

الأمراض المعدية والمزمنة مثل الحصبة الألمانية والتهاب الكبد والتوكسبلازما والإيدز. كما أن للتدخين الشديد أثراً سلبياً في الجنين. ولابد من الإشارة إلى الأضرار السلبية للأمراض المزمنة التي تؤثر في الجنين مثل السكري وارتفاع ضغط الدم واضطراب التغذية

وقد يكون لزواج الأقارب فائدة اجتماعية لكونه يحافظ على بعض الصفات المرغوبة في المجتمع مثل الذكاء والجمال والقربى، ولكنه قد يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة ببعض الأمراض الوراثية مثل الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي وبعض الأمراض العقلية، خاصة إذا وجدت أمراض وراثية في العائلة.

ولأجل الحصول على صحة نفسية سليمة وقدرات ذهنية عالية لدى أطفالنا نرى أنه من الضروري الاهتمام بالأطفال في جميع مراحل حياتهم العمرية بدءاً من كونهم أجنة في بطون أمهاتهم، وصولاً بهم إلى مرحلة الطفولة والمراهقة وحتى الشباب، بما يحقق لهم الحياة السعيدة ومستقبلاً مزهراً مبدعاً لهم ولأهلهم ولمجتمعهم.

امثلة على الامراض الوراثية ممكنة التشخيص

 

Gene disorders transmittable to the offspring, which can be analysed by genetic diagnosis after oocyte and embryo biopsy.

Achondroplasia

Central core disease

Agammaglobulinemia

Gaucer’s disease

Sickle-cell anemia

Huntington’s disease

Fanconi’s anemia

Alport’s disease

Spinal/bulbar muscular atrophy

Tay-Sachs’ disease

Alpha1- antitrypsin deficiency

MELAS

Long chain hydroxyacyl CoA dehydrogenase deficiency

X-linked myotubular myopathy

Ornithine transcarbamilase deficiency

Neurofibromatosis I and II

Deficiency of the mitochondrial trifunctional protein

Multiple endocrine neoplasia type II

Multiple epiphyseal dysplasia

Osteogenesis imperfecta I and IV

Myotonic dystrophy

Familial adenomatous polyposis coli

Becker’s muscular dystrophy

Rhetinitis pigmentosa

Duchenne’s muscular dystrophy

Rhesus (Rh D)

Haemofilia A and B

Tuberous sclerosis

Epidermolysis bullosa

Crouzon’s syndrome

Exclusion HD

Di George’s syndrome

FAP-Gardner

Hunter’s syndrome MPS II

Phenylketonuria

Lesch-Nyhan’s syndrome

Cistic fibrosis

Marfan’s syndrome

X-linked hydrocephalus

Digital oro-facial-syndrome type 1

Incontinentia pigmenti

Stickler’s syndrome

Hyperinsulinemic hypoglycemia PHH1

Fragile X syndrome

Early onset Alzheimer’s disease

Wiskott-Aldrich syndrome

Charcot-Marie-Tooth’s disease 1 and 2A

Thalassemia

 

 

 

 

زواج الاقارب  والامراض الوراثية

 

يزداد شأن الوقاية النوعية من الأمراض الوراثية يوماً بعد يوم, ولعله سيضحي أداة فعالة جداً في الوقاية من كثير من الأمراض ولقد زاد اهتمام المنظمات الصحية على اختلافها وخاصة منظمة الصحة العالمية بعلم تحسين النسل الذي كان حلماً يراود أذهان الباحثين النفسيين والاجتماعيين

 

ويعد اليوم من أرقى علوم الوراثة أي أن يأتي جيل يتمتع بقدرات عقلية عالية, وبنية جسمية فائقة ونفسية منفتحة, غير متشائمة, وغير مريضة لهذا جاءت الشرائع السماوية بدعوتها الصريحة إلى الرجال لاختيار الزوجات الصالحات حتى تسري إلى الأولاد عناصر الخير والفضيلة وصفات الكمال الجسمية والنفسية إلا أن الاستشارة الوراثية في عصرنا الحاضر تقي الذرية من الأمراض الوراثية التي تنتقل في زواج الأقارب فهي تقي الذرية من الأمراض الوراثية التي تنتقل في زواج الأباعد أيضاً.‏

وقد لا ينصح كثير من علماء الوراثة بالزواج من الأقارب على اعتقاد أن زواج الأقارب ينقل الأمراض الوراثية من الآباء إلى الذرية أكثر مما هي في زواج الأباعد ولقد تحمس كثير من العلماء لهذا الرأي وهنا نتساءل هل هذا الرأي صحيح علمياً في كل الأحوال:‏

حقائق أساسية‏

فيتصدى لهذا التساؤل الدكتور أحمد شوقي ابراهيم مستشار الأمراض الباطنية فيقول: إذا نظر أي عالم نظرة متأنية في أبعاد هذا الموضوع لوجد أن زواج الأقارب يعطي الفرصة لزيادة الأمراض الوراثية في الذرية ليس قولاً صحيحاً في كل الأحوال وقد يكون صحيحاً في حالات معينة ولكنه ليس صحيحاً في كل الحالات وبالتالي لا ينبغي أن يكون قانوناً عاماً أو قاعدة عامة.‏

وهنا نأتي لنجد بعض الحقائق الأساسية في هذا الموضوع‏

إن ظهور بعض الأمراض الوراثية في الذرية في المجتمعات التي تنتشر بين أفرادها العوامل الوراثية المرضية المتنحية انتشاراً نحو 1/8 تتساوى نسبة ظهورها في الذرية في زواج الأقارب وزواج الأباعد على حد سواء.‏

وهناك أمراض ناتجة عن عاملين وراثيين متنحيين يندر وجودهما في أي مجتمع فإن زواج الأقارب قد يسبب ذرية تحمل الأمراض من زواج الأباعد.‏

وهناك فرض آخر إذا كانت نسبة انتشار العامل الوراثي المرضي المتنحي في المجتمع أكثر من 12% وكانت أسرة في هذا المجتمع نقية وراثياً في هذه الحالة فإن الزواج بين الأقارب في هذه الأسرة أفضل كثيراً وأكثر ضماناً من زواج الأباعد ومن أمثلة تلك الأمراض مرض الأنيميا المنجلية.‏

وإذا كان العامل الوراثي المتنحي منحصراً في أفراد أسرة معينة أكثر مما هو في أفراد المجتمع من حوله فإن زواج الأباعد يكون أفضل من الأقارب أما إذا كان العكس هو الصحيح وكان أفراد الأسرة أنقياء وراثياً وأفراد المجتمع من حولهم ينتشر فيهم العامل الوراثي المتنحي في هذه الحالة يكون زواج الأقارب أكثر ضماناً وأمناً من زواج الأباعد.‏

إذ كثير من الأمراض الوراثية تنتقل بعامل وراثي سائد واحد من الأب أو الأم فهي تحدث في زواج الأقارب والأباعد على حد سواء ومن أمثلة هذه الأمراض نقص التعظيم الغضروفي - مرض الحويصلات المتعددة بالكلية - مرض زيادة الحديد بالدم وغيره كثير.‏

وهناك أمراض وراثية ليس لها علاقة بزواج الأقارب كالأمراض الناتجة من اختلاف عامل روسوس بين الزوجين والطفل المغولي ومرض تيرنر وأمراض أخرى.‏

وهناك أمراض وراثية مثل مرض الترف الدموي (الهيموفيليا) ومرض عمى الألوان ,هي أمراض وراثية تحدث في الذرية ومرتبطة بالجنس بمعنى أن الأم سواء كانت قريبة للزوج أو غير قريبة لا فرق لأنها تحمل المرض ولكنها لا تعاني منه وتنقله إلى أولادها الذكور فيظهر عليهم المرض أما بناته فيحملن المرض ولا يظهر عليهن وهذه الأمراض أيضاً يمكن الوقاية منها (بالتخيير الوراثي) ونعني به الاستشارة الوراثية قبل الزواج.‏

وتوجد مجموعة من الأمراض التي تظهر نتيجة تجمع مجموعة من العوامل الوراثية ويطلق عليها اسم الأمراض المتعددة الأسباب مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وترتفع نسبة ظهور هذه الأمراض في الذرية الناتجة من زواج الأقارب المرضى بهذه الأمراض على نسبتها في زواج الأباعد غير المرضى بها.‏

واجب شرعي‏

وفي كل الأحوال لا يسمح باتمام الزواج وهل يوجد نهي في الإسلام من زواج الأقارب يقول الدكتور حسن محمد الجمل: قد أعطى الشرع الحنيف حرية اختيار الزوجة ضمن الضوابط الشرعية إن كانت قريبة أم بعيدة وبعد الاختيار لابد من الاطمئنان على سلامتهم حيث هناك تحاليل يطالب بها الشرع والطب والقانون للحفاظ على سلامة ودوام هذه الأسرة, فإن كانت التحاليل بإتمام الزواج فعلينا واجب شرعي أن نتوقف عن متابعة هذا الزواج من خلال نصيحة الأطباء وذلك لحماية الجيل من العاهات الجسدية والأمراض العقلية التي تحدث نتيجة وجود المورثات الكامنة المتنحية عند الآدميين والتي لا تظهر إلا بعد الزواج وخاصة زواج الأقارب لأنه أكثر شيوعاً في بلادنا من زواج الأباعد.‏

وإذا كانت التحاليل والاستشارات سليمة نتابع أمور الزواج, أما عن زواج الأقارب لم يرد النهي في الشرع عنه, ولا الأمر به, وإنما ترك للإباحة حتى تدرس كل حالة على حده, فربما كان الأنسب أن يتزوج الرجل من قريبته لوجود اعتبارات اجتماعية ترجح الزواج من القرابة, وربما كان الزواج من الأقارب يفضي إلى قطع الرحم, أو زيادة المشاحنات بين الأقارب إن كان يعرف عن العائلة أن الود بينهم غير مستقر ومما ذكره الفقهاء أن يخشى ضعف الأولاد, والتحقيق فيها لرأي الأطباء, وقد ثبت أن الأمر ليس قطعياً فيها, أما الأحاديث النبوية فلم نجد فيها أي حديث ينهى عن زواج الأقارب ولكنه يأمر بالاحتياط والحذر وذلك باختيار الصفات الخلقية والخلقية قبل الزواج وهذا محقق في وقتنا الحاضر وهو أيضاً يوافق الحديث النبوي الشريف (تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء, وأنكحوا إليهم).‏

أمراض نفسية‏

وهل زواج الأقارب سبب رئيسي للعديد من الأمراض العضوية, يقول بهذا الخصوص الطبيب النفسي ومدرس في كلية الطب د. ثائر حيدر من المعروف أننا نجد عائلات بأكملها من التي لديها هذه العادة مصابة بأمراض جسدية أو نفسية أكثر من النسبة الطبيعية وكذلك فهناك أمراض خاصة ببعض المجتمعات لا توجد عند غيرهم وسبب ذلك تزاوجهم فيما بينهم.‏

وبالنسبة للأمراض النفسية تحديداً نجد ارتفاع نسبتها في زواج الأقارب وتساهم في ذلك إصابة أحد الزوجين بمرض نفسي ما, ويردف ليقول: كل الاضطربات النفسية من البسيطة وحتى الخطرة يمكن أن تزداد بزواج الأقارب كالقلق والرهابات بأنواعها واضطرابات المزاج وحتى الذهانات كفصام الشخصية وغيرها.‏

وكما أن السبب يعود للجينات المسؤولة عن الصفات الوراثية للإنسان جسدياً ونفسياً فإن هناك أسباباً أخرى لارتفاع نسبة المرض النفسي في زواج الأقارب, منها تشابه البيئات الاجتماعية والعائلية وطرق التربية عند الزوجين اللذين ينتميان لنفس العائلة, ما يزيد نسبة حدوث المرض النفسي مقارنة بالنسب الطبيعية.‏

كيف تكون الوقاية

تتميز مجتمعاتنا العربية إضافة إلى تمسكه بعقيدته وتمسكه بشعائر دينه  بالترابط الأسري القوي الذي حث عليه ديننا الحنيف.ومع مرور الزمن ومع وجود هذا الترابط الأسري السليم نشاء معه كثرة التزاوج من الأقارب وازدادت حالات التزاوج بين الأقارب حتى ا صبحت هي القاعدة حتى وصلت نسبت الزواج من الأقارب إلى أكثر من 50 % .وهذه النسبة تعتبر من أعلى النسب في العالم إذا عرفنا أن معدل الزواج من الأقارب  في كثير من الدول حوالي 5%.ونتج عن كثرة هذا التزاوج زيادة واضحة في الأمراض الوراثية وخاصة تلك التي تنتقل بالوراثة المتنحية كمرض فقر الدم الوراثية و الأمراض الإستقلابية والعيوب الخلقية بأنواعها ا.ولان  الكثير من هذه الأمراض قد يستعصي علاجها أو تحتاج إلى عناية مستمرة وباهظة الثمن ولها تأثيرات اجتماعية ونفسيه ومالية على الكثير من هذه الأسر فانه من الضروري أن يحاول التقليل من أعداد الأطفال الذين يصابون بهذه الأمراض و محاولة تقليل التأثيرات الاجتماعية والنفسية على الأسر التي تكثر فيهم هذه الأمراض.

وقد نستطيع الوصول إلى نتائج جيدة في هذا الشأن بزيادة الوعي الصحي لدى الأسر بشكل عام عن  زيادة احتمال تأثير هذه الأمراض على ذريتهم في بعد الزواج.ولاشك أن الأمر ليس بالسهل ويحتاج إلى التخطيط الدقيق أو الجهد الكبير ولكن هناك أمور لها الأولوية ونعتقد أنها ضرورية لتذليل الصعاب و وتساعد في الوصل للأهداف المراده.وهذه الأمور نستطيع أن نرتبها على ثلاث مراحل ولكنها يمكن البدء بها جميعا.

وعن الوقاية الأولية النوعية من الأمراض الوراثية تقول الدكتورة رضوه الرواس اختصاصية في طب الأطفال الوقائي والاجتماعي:‏

- الوقوف بقدر الإمكان في وجه إنجاب المسنات, لوفرة احتمال إنجابهن أطفالاً مصابين بالمنغولية.‏

- اتباع جميع السبل للوقوف في وجه التفجيرات النووية المجرمة, لما ثبت من أن الأشعة المشردة تحدث حتماً طفرة بليغة في الصبغيات وتؤدي إلى تشوهات بالغة.‏

- الوقوف بقدر الإمكان في وجه الزواج بين الأقارب بقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (اغتربوا ولا تضووا).‏

- الوقوف في وجه الزواج بين امرأة سلبية الرس Rh ورجل إيجابي, فالتبكير باتخاذ الوسائل الواقية من اختلاط دم الجنين بدم أمه في أثناء الحمل والولادة.‏

- منع استعمال عدد من الأدوية المولدة للمسوخ في أثناء الحمل كالتاليدوميد الذي أدى استعماله في أول الحمل إلى ولادة أولاد مشوهين أحصي عددهم في ألمانيا الاتحادية وحدها فبلغ ستة آلاف.‏

 

 

المرحلة الأولى:  مرحلة ما قبل الزواج:

الفحص قبل الزواج .

الضوابط الصحية و الأخلافيات المتعلقة بالفحص قبل الزواج:

تمشياً مع هدى القرآن و السنة ، يمكن القول بأن الفحص قبل الزواج

    ( للوقاية من الأمراض الوراثية و المعدية)  مشروع و هو للتنوير و ليس

    للمنع .

 - لا بد أن يتبع الفحص إرشاد وراثى وقائي من قبل مختص يوضح  للشخص

   المعنى الإحتمالات الممكنة فى سرية تامة .

    قال تعالى : ” و الذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون ‘‘ .

 - الإجهاض للجنين المصاب عملية تتطلب الوفاء بمتطلبات شرعية و صحية

    محددة .

 - الوقاية سبيل لتحقيق قوله تعالى: ” ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ‘‘.

وكون دفع الضرر مقدم على جلب المصالح حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا ضرر ولا ضرار ) 

الفحص  قبل الزواج كوسيلة للحد من                الأمراض الوراثية:                        

يعتبر الفحص المبكر وسيلة وقائية مجدية صحياً و إقتصادياً وإجتماعياً .

 - يتطلب الفحص إجراءات بسيطة و سهلة التطبيق .

 - تخضع الفحوص لقواعد و إجراءات ممارسة المهنة الطبية و أخلاقياتها من وجهة

   النظر الشرعية و الإجتماعية .

                                   الفحص قبل الزواج

   ” المرحلة الأولى : فحص عينة دم من الرجل:

      - سليم ( لا مانع من الإقتران بأى إمرأة على الإطلاق )

     - حامل للمورثة المعتلة ( ينصح بعدم الإقتران بإمرأة حاملة للمورثة  المعتلة )

  ” المرحلة الثانية : فحص عينة دم من المرأة:

 

. من أجل أبنائنا

يتفانى الوالدان في توفير حياة أفضل لأبنائهم، ويستميتا في إتاحة كل سبل السعادة الممكنة لهم، لذا نرى أن وسائل العناية بالأبناء قد تعددت وسبل الرعاية بهم قد تنوعت.

فهناك من يحرص على الرعاية التعليمية التثقيفية لإخراج جيل ذي وعي أكاديمي ثقافي، وهناك من يحرص على الرعاية التربوية الإرشادية لإعداد شباب ذوي سلوك قويم، وهناك من يحرص على الرعاية الصحية والجسدية ليحظى بأبناء أصحاء معافين، والجميع يسمو إلى توفير كل سبل الرعاية بكل تعددها وتنوعها.

وهنا في هذا المقام نتطرق إلى أحد سبل الرعاية الصحية والوقائية الذي قد أهمله كثير من الناس، إما لجهلهم به أو تجاهلهم له، ألا وهو الفحص قبل الزواج، ولهذا الإجراء أهمية بالغة في تجنب كثير من الأمراض، خاصة ذات الطابع الوراثي والعائلي، والتي يكثر انتشارها في مجتمعاتنا العربية، وقد يعزى ذلك لارتفاع نسبة الزواج بين الأقارب وزيادة احتمال التقاء الجينات المسببة للمرض الوراثي.

ويشمل الفحص قبل الزواج زيارات للطبيب المختص الذي يقوم بدوره بأخذ تاريخ طبي مفصل يتعرف من خلاله على الأمراض الوراثية في العائلة، ويشمل أيضًا فحصًا سريريًا وعمل فحوصات مخبرية تحددها نتائج التاريخ الطبي والفحص الإكلينيكي.

ومن الأمراض التي أصبح بالإمكان الكشف عن حاملها، وبالتالي تفادي إصابة الأطفال بها أمراض الدم الوراثية، كالأنيميا المنجلية أو أنيميا البحر المتوسط، وقد يصبح بالإمكان في المستقبل القريب الكشف عن كثير من الأمراض الوراثية والاستقلالية وأمراض الغدد الصماء الوراثية، خاصة بعد اكتمال ومعرفة خريطة الجينوم البشري، مما قد يشجع المجتمع على الإقبال على فحص ما قبل الزواج.

ولكن يبقى هذا النوع من الفحص محدود الانتشار، وقد يعزف عن القدوم عليه بعض الناس بسبب الخشية من معرفة حقيقة حملهم لمرض وراثي معين، أو خشية تسرب هذه المعلومات أو هذه الحقائق ونشرها بين الناس، لذا فإن تعميم هذا الفحص بين عامة الناس وإقبالهم على إجرائه سيكون مقروناً بتحلي القائمين عليه بالأمانة، والتخلق بالمحافظة على سرية المعلومات وخصوصيتها.



ومن الناحية التقنية قد يكون هذا الفحص مقتصرا على عدد قليل من الأمراض الوراثية التي تعرف أسبابها الحقيقية أو الجينات المسببة لها، حيث لا يمكن إجراء فحص واحد للكشف على جميع الأمراض الوراثية التي قد يزيد عددها على عشرة آلاف مرض، كما أن تكلفة عمل هذه التحليلات باهظة، وإمكانية إجرائها لا تتوفر في جميع المختبرات، لذا يجب على بعض الجهات الصحية الحكومية العمل على إعداد الكوادر الطبية المتخصصة مما قد يعمل على خفض تكاليف إجراء هذه التحليلات.



ولكن على الرغم من هذه الصعوبات يجب إظهار أهمية هذا الفحص، والعمل على تذليل العوائق التي قد تواجه انتشاره لنحظى بجيل ينعم بصحة أفضل ومستقبل أفضل.

نحاول هنا في هذا الملف تقديم رؤية متكاملة لأهمية الفحص قبل الزواج لإرساء دعائم أسرة صحيحة وسعيدة مع عرض لأهم الفحوصات والتحاليل المطلوبة لكل من الزوج والزوجة.



أهمية الفحص الطبي

مع دخول فصل الصيف كل سنة تكثر مناسبات الزواج والأفراح فتجد الأشخاص المقبلين على الزواج والحياة الجديدة يهتمون بهذا اليوم السعيد الذي يمثل بالنسبة لهم الانتقال إلى حياة جديدة مملوءة بالتفاؤل والحياة، ويتخللها بعد توفيق الله إنجاب ذرية طيبة تزيد حياتهم فرح ومسرة. وقد يفوت عليهم التفكير أن الحمل وإنجاب الأطفال قد يصاحبه أمور لم يطرأ على بالهم ولم يتخيلوا انه من الممكن أن يحدث لهم. وبما انه من الممكن التنبؤ بهذه الأمور طبيا ومن الممكن تجنب بعضها لزم أن يقوم هؤلاء ممن يريد الزواج بالتأكد من هذه الأمور عن طريق الفحص الطبي قبل الزواج. وقد سنت بعض الدول العربية أنظمة لتطبيق الفحص قبل الزواج. وإذا كانت السعودية والبحرين والإمارات تحث بشكل اختياري على القيام بهذه الفحوصات فان الأردن سنت نظام يجبر من يريد الزواج بالفحص الطبي قبل عقد القران. وتعد المجتمعات العربية بشكل عام من المجتمعات التي يشيع فيها زواج الأقارب ضمن نطاق القبيلة، أو العشيرة، أو العائلة والأسرة الواحدة.

وهي أنواع من الزيجات معرضة لحد كبير إلى ظهور العديد من الأمراض الوراثية حيث يتوقع إحصائيا أن يصاب طفل واحد من كل 25 طفل بمرض وراثي ناتج عن خلل في الجينات أو بمرض له عوامل وراثية خلال الخمس وعشرين سنه من عمره. ويتوقع أن يصاب طفل واحد لكل 33 حالة ولادة لطفل حي بعيب خلقي شديد. كما يصاب نفس العدد بمشكلات تأخر في المهارات وتأخر عقلي. وتسعه من هؤلاء المصابون بهذه الأمراض يتوفون مبكرا أو يحتاجون إلي البقاء في المستشفيات لمده طويلة أو بشكل متكرر ولها تبعات مالية واجتماعيه ونفسيه. وهذه الأعداد لها تبعات عظيمة ومعقدة على الأسرة وبقيه المجتمع.

من هنا كانت أهمية إجراء الفحص الطبي قبل الزواج الذي يمكنه من معرفة العديد من الأمراض الوراثية الخطيرة وحتى على الأقل يمكنه من معالجة بعضها قبل بدء الحياة الزوجية.

الأمراض المنتشرة في العالم العربي



يصعب معرفة وحصر الأمراض المنتشرة في الوطن العربي وذلك ناتج لشح المعلومات الموثقة عن هذه الأمراض.كما أن بعض نسبة انتشار هذه الأمراض تختلف من دولة لأخرى.



ولكن وبشكل عام نقسم الأمراض الأكثر شيوعا في العالم العربي إلى عدة أقسام:



أمراض الدم الوراثية مثال فقر الدم المنجلي وفقر دم البحر المتوسط وأنيميا الفول.



القسم الثاني أمراض الجهاز العصبي كمرض ضمور العضلات الجذعي وأمراض ضمور العضلات باختلاف أنواعها وضمور المخ والمخيخ.



القسم الثالث هي أمراض التمثيل الغذائي المعروفة بالأمراض الإستقلابية التي تنتج بسبب نقص أنزيمات معينة.



القسم الرابع أمراض الغدد الصماء خاصة أمراض الغدة الكظرية و الغدة الدرقية.و معظم هذه الأمراض تنتقل بالوراثة المتنحية والتي يلعب زواج الأقارب فيها دور كبير في زيادة أعدادها.









س : ما هي أهمية الفحص قبل الزواج ؟



ج : تكمن فائدة الفحص قبل الزواج في عدة نقاط :



1 - أن المقدمين على الزواج يكونون على علم بالأمراض الوراثية المحتملة للذرية إن وجدت فتتسع الخيارات في عدم الإنجاب أو عدم إتمام الزواج.



2 - تقديم النصح للمقبلين على الزواج إذا ما تبين وجود ما يستدعي ذلك بعد استقصاء التاريخ المرضي والفحص السريري واختلاف زمر الدم.



3 - أن مرض (التلاسيميا) هو المرض الذي ينتشر بشكل واسع وواضح في حوض البحر المتوسط وهو المرض الذي توجد وسائل للوقاية من حدوثه قبل الزواج.



4 – المحافظة على سلامة الزوجين من الأمراض، فقد يكون أحدهما مصاباً بمرض يعد معدياً فينقل العدوى إلى زوجه السليم.



5 – إن عقد الزواج عقد عظيم يبنى على أساس الدوام والاستمرار، فإذا تبين بعد الزواج أن أحد الزوجين مصاب بمرض فإن هذا قد يكون سبباً في إنهاء الحياة الزوجية لعدم قبول الطرف الآخر به.



6 – بالفحص الطبي يتأكد كل واحد من الزوجين الخاطبين من مقدرة الطرف الآخر على الإنجاب وعدم وجود العقم، ويتبن مدى مقدرة الزوج على المعاشرة الزوجية.



7 – بالفحص الطبي يتم الحد من انتشار الأمراض المعدية والتقليل من ولادة أطفال مشوهين أو معاقين والذين يسببون متاعب لأسرهم ومجتمعاتهم .



أما السلبيات المتوقعة من الفحص تكمن في:



1– إيهام الناس أن إجراء الفحص سيقيهم من الأمراض الوراثية، وهذا غير صحيح؛ لأن الفحص لا يبحث في الغالب سوى عن مرضين أو ثلاثة منتشرة في مجتمع معين.



2 – إيهام الناس أن زواج الأقارب هو السبب المباشر لهذه الأمراض المنتشرة في مجتمعاتنا، وهو غير صحيح إطلاقاً.



3 – قد يحدث تسريب لنتائج الفحص ويتضرر أصحابها، لا سيما المرأة فقد يعزف عنها الخطاب إذا علموا أن زواجها لم يتم بغض النظر عن نوع المرض وينشأ عن ذلك المشاكل.



4 – يجعل هذا الفحص حياة بعض الناس قلقة مكتئبة ويائسة إذا ما تم إعلام الشخص بأنه سيصاب هو أو ذريته بمرض عضال لا شفاء له من الناحية الطبية.



5 – التكلفة المادية التي يتعذر على البعض الالتزام بها وفي حال إلزام الحكومات بجعل الفحوص شرطاً للزواج ستزداد المشاكل حدة، وإخراج شهادات صحية من المستشفيات الحكومية وغيرها أمر غاية في السهولة، فيصبح مجرد روتين يعطى مقابل مبلغ من المال .



سؤال وجواب عن الفحص قبل الزواج وهل هو مهم فقط لزواج الأقارب :



زواج الأقارب في قفص الاتهام :



س : يقال إن أغلب الأمراض التي تنشأ هي نتيجة الزواج من الأقارب فقط، فهل هذا صحيح؟



وإن كان صحيحا فهل يمكن قصر الفحص على الأزواج من الأقارب؟



ج : يلعب زواج الأقارب دورا كبيرا في الإصابة بالأمراض الوراثية الناتجة عن الوراثة المتنحية كفقر الدم المنجلي وأنيميا البحر المتوسط، ولكن هذا لا يعني أن عدم الزواج من إحدى الأقارب يضمن أن تكون الذرية سليمة من أي مرض و راثي ولا حتى من الأمراض الوراثية المتنحية.و لذلك من المهم القيام بتحاليل لكشف إذا ما كان الشخص حامل للمرض بغض النظر عن صلة القرابة بين الخطيبين.لذلك ففحوصات ما قبل الزواج هي مهمة للأقارب وغير الأقارب. وتكون أكثر أهمية للأقارب إذا كان هناك أمراض وراثية.



س : هل زواج الأقارب بعد التأكد من إن الخطيبين لا يحملان أي مرض ممكن ؟



ج : إن احتمال الإصابة بالأمراض الخلقية عند المتزوجين من أقاربهم أعلى مقارنة بالمتزوجين من غير أقاربهم. وتزداد نسبة هذا الأمراض كلما زادت درجة القرابة. فوراثياً لدى كل إنسان بغض النظر عن عمره أو حالته الصحية حوالي 65-10جينات معطوبة (بها طفرة). وهذه الجينات المعطوبة لا تسبب مرض لمن يحملها لان الإنسان دائما لدية نسخة أخرى سليمة من الجين. وعند زواج طرفين لديهما نفس الجين المعطوب فان أطفالهم قد يحصلون على جرعة مزدوجة من هذا الجين المعطوب(أي أن الأب يعطي جين معطوب والأم أيضا تعطي نفس الجين المعطوب) وهنا تحدث مشكلة صحية على حسب نوع الجين المعطوب. وفي العادة تختلف أنواع الجينات المعطوبة بين شخص وأخر ويندر أن يلتقي شخصان لديهما نفس الجين المعطوب.ولكن نوع الجينات المعطوبة عادة تتشابه في الأقارب.فهناك احتمال كبير أن يكون أبناء العم و العمة و الخال و الخالة لديهم نفس الجينات المعطوبة، و لو تزوج أحدهم من الأخر فهناك خطر على ذريته.



س : هل سلامه التحاليل تعني أن الشخص خالي تماما من الأمراض الوراثية؟



ج : الأمراض الوراثية كثيرة جدا ويصعب الفحص عنها كلها.كما أن الكثير من هذه الأمراض يصعب الكشف عنها نظرا لعدم و جود تحليل لها أو التحليل لا يستطيع اكتشاف الشخص الحامل للمرض بشكل دقيق .كما أن الكثير من هذه الأمراض ناتج عن خلل في الجينات والكثير من الجينات-والتي تتراوح حوالي 30 ألف جين- غير معروفة ولم يتم اكتشافها ولذلك لا يوجد لها تحاليل. لذلك على الذين يتقدمون للفحص الطبي قبل الزواج معرفة أن الطب لا يستطيع الكشف عن جميع الأمراض. وينبغي على المتقدم التحري عن كل طفل أو بالغ في العائلة و لدية مرض يشتبه أن يكون خلقي أو وراثي.فلذلك فان التاريخ المرضي لكل عائلة هي التي تنبه الطبيب عن وجود مرض ما ، وإذا عرف هذا المرض فان على الطبيب التحقق من احتمالية انتقاليه لهذه الأسرة الجديدة.



س : لماذا على كل خاطب ومخطوبته القيام بفحص طبي قبل الزواج؟



ج : إن الكثير من الإمراض الوراثية لا يوجد لها علاج أو يصعب علاجها وذات تكلفة عالية و قد يترتب على إجراءات العلاج سواء بتناول الدواء طوال الحياة أو التغذية الخاصة أو نقل الدم بصفة منتظمة أو زرع الأعضاء زيادة في النفقات فالفحص قبل الزواج يشكل وسيلة ملائمة لمكافحة الأمراض الوراثية ووسيلة للوقاية وبأقل تكلفة مقارنة بالفوائد الكبيرة التي تتحقق إذا ما تم حماية المجتمع من الأمراض الوراثية والتي يكلف علاجها مبالغ طائلة.



س : متى يجرى الفحص ؟



ج : بالنسبة للفحص الوراثي كلما كان وقت الفحص مبكرا كان ذلك أفضل حتى يستطيع الطرفين اخذ قرار حاسم بشأن استمرارهما من عدمه .



س : ما هي الأمراض التي تؤثر على الزواج؟



ج : طبعا هذا السؤال يقودنا إلى جميع الأمراض التي من الممكن أن تؤثر على الزواج وعلى قدرة أحد الزوجين في القيام بدورة بشكل المطلوب. وهذه الأمراض أمراض نفسية اجتماعية وأمراض عضوية. وعلى سبيل المثال الشخص الذي لدية إصابة في العمود الفقري وهو مقعد قد لا يستطيع أن يؤدي حقوقه الزوجية بالشكل المطلوب بدون مساعدة طبية متخصصة.كذلك الأشخاص المصابون بأمراض في الأعضاء التناسلية أو أي مرض عضوي أو نفسي آخر. ولذلك فحديث الرسول صلى الله علية وسلم القائل تخيروا لنطفكم من الناحية الطبية يشمل جميع الأمور الوراثية و غير الوراثية العضوية وغير العضوية. ولكن ما يهمنا في هذا الحديث هي الأمراض الوراثية التي يمكن تجنبها بإذن الله.



س : كثير من الناس يعتقد أن ظهور شيء في الفحوصات التي تجرى قبل الزواج يعني البحث عن زوج أو زوجة أخرى، كيف توضح هذه الصورة؟



ج : لا شك انه قد تظهر نتائج غير مرغوبة في هذه الفحوصات. وهذا أمر عصيب ليس فقط على الطرفين واهلهم، بل يصل إلى الطبيب الذي عليه أن يوصل تلك المعلومات بشكل الصحيح . وهنا نود أن أوضوح أمرا في غاية الأهمية وقد يساء فهمة. فالفحوصات التي سوف تجر للكشف عن لأمراض الوراثية (وهنا لا أتحدث عن الأمراض المعدية) هي للكشف إذا ما كان الشخص حامل للمرض أم لا. والشخص الحامل للمرض ليس شخص مريضا، بل هو شخص سليم ولكنه يحمل صفات و راثية يمكن أن ينقلها لذريته إذا حدث و كانت زوجته أو كان زوجها أيضا حاملا لنفس المرض. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ليس هناك بإذن الله مشكلة لو كان واحد من الطرفين حامل للمرض والطرف الأخر ليس حامل. المشكلة فقط تحدث إذا كان الطرفان كلاهما حاملين للمرض.أما لو حدث وكان الطرفين حاملين لنفس المرض فانهما يبلغن بشكل سري عن نتيجة التحليل ويشرح لهما الاحتمالات التي يمكن أن تحدث لذريتهما لو تزوجا. وهنا ننبه أن الطبيب لا يتدخل في القرار النهائي فالرجل والمرأة حرين في اتخاذ القرار المناسب لهما.و ما عليهما إلا أن يستخيرا في قرار الزواج . و لو حدث و تزوجا مع علمهما انه من المكن أن يرزقا بأطفال مصابين بمرض وراثي فان معرفتهما بهذا الاحتمال بإذن الله سوف يقوي من ترابطهما، هذا لو قارناه بمن لم يعلم وفجأة يجده أمام معلومات وراثية خطيرة لم يعلمها قد تعصف بأسرته وتشرد أطفاله المصابين بالمرض. هذا إذا قلنا أنهما سوف يتزوجان أما لو قررا أن لا يتزوجا فبامكانهما البحث عن زوج أخر وعسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم.



س : هل من الممكن تدارك المشاكل التي قد تكون في الجينات وإصلاحها قبل الزواج؟



ج : للأسف لا يمكن إصلاحها في الأشخاص الحاملين للمرض كان ذلك قبل الزواج أو بعد الزواج.ولكن قد يكون السؤال الأهم كيف تجنب حدوث المرض الوراثي لو كان كلا الزوجان حاملين للمرض؟من الصعب التعميم في هذه المسألة و لكن لو تحدثنا عن أمراض الدم الوراثية فأنه للأسف لا يمكن إصلاح الأمر وإن كان هذا لا ينطبق على جميع الأمراض الوراثية. ولكن هناك أمور يمكن القيام بها بعد اخذ رأي الشرع فيها وهي عملية الكشف على الأجنة خلال الحمل و معرفة إذا ما كانت مصابة أم لا و إذا علم أنها مصابة فتسقط.ويمكن القيام بهذه التحاليل و الوصول للنتيجة في خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل. أما إذا لم يقر الشرع هذا الأمر فان الحل هو إجراء فحص للبويضة الملقحة (و ذلك عن طريق زراعة الأنابيب) ومعرفة إذا ما كانت البويضة الملقحة سليمة أم مصابة، وإذا كانت سليمة فتغرس في الرحم وإذا كانت مصابة يتخلص منها. هذه الطريقة قد تكون هي الأقرب لمجتمعنا الإسلامي ولكنها تحتاج إلى مبالغ باهظة ومختبرات خاصة.

 

 

ويتركز الهدف في هذه المرحلة على محاولة تقليل الزيجات التي تحدث بين الأقارب .ويمكن الوصول لهذه الأهداف عن طريق ما يلي:

1- تكثيف التوعية بمضار الزواج من القريب أو القريبة باستخدام وسائل الأعلام المرئية والمسموعة و المقروءة بعد دراسة وتحضير وبحث لوضع خطة واضحة للوصول ل�

المصدر: الدكتور سليمان جمعة
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 44/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
14 تصويتات / 533 مشاهدة
نشرت فى 24 يناير 2011 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,307,852

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط