استكشاف الأشياء بيديه
عند بلوغ طفلك سنّ الستة أشهر (وقد يتطلّب الأمر أحياناّ فترة أطول)، يتحسّن تحكّمه اليدوي إلى درجة تسمح له بشدّ الأشياء نحوه. عندما يتعلّم كيفيّة الامساك بلعبة، فهو يدرّب نفسه على نقل الأغراض من يدٍ إلى أخرى. وربما يكتشف أن إسقاط الأشياء يمكن أن يكون مسلّياً مثل التقاطها، وحين يدرك طفلك مبدأ السبب والنتيجة، يصبح عالمه أكثر إثارة ويغدو عالمك أنت أكثر فوضى.
هل ابنك أيسر أم أيمن؟
ما زال من المبكر معرفة ما إذا كان طفلك أيسر (أعسر أو عسراوي) أم أيمن. في هذه المرحلة، يُظهر معظم الأطفال ميلهم إلى تفضيل يدٍ ما لفترة ثم ينتقلون إلى تفضيل الأخرى، ولا يمكن تحديد ما إذا كان صغيرك أيسر أم أيمن بالفعل قبل بلوغه السنتين أو الثلاث سنوات.
تعلّم التدحرج
في هذا العمر، يعلم معظم الأطفال كيفية التدحرج في كل اتّجاه، وتلك معلومة ترفّه على الأرجح عنك وعنه. في حين يجد طفلك تدحرجه مسلياًّ، قد يصيبك ذلك بالتوتر. أبقي يدك على طفلك عندما تبدّلين حفاضه، ولا تتركيه بمفرده بلا مراقبة على السرير أو أي سطحٍ مرتفعٍ آخر. لو كنت معتادة على استعمال الطاولة لتغيير حفاضه، فقد حان الوقت للقيام بذلك على الأرض.
طفلك الاجتماعي الصغير
في هذا العمر، لا يكتفي الأطفال بلفت انتباه الآخرين، بل غالباً ما يسعون إلى جذبهم. على الرغم من أنّك ستلاحظين عمّا قريب المظاهر الأولى للقلق من الغرباء ، إلاّ أن الأطفال في عمر الستّة أشهر لا يزالون غير قادرين على التمييز، فكلّ من يقترب من طفلك رافعاً حاجبيه وراسماً بسمة على وجهه، يصبح صديقه على الفور. لا تقلقي، فهو ما زال بحاجةٍ إلى الكثير من اهتمامك.
يتعلّم طفلك أن لأفعاله، سواء أحببتها أم لم تحبيها، تأثيراً عليك. لذلك، ابتداء من الآن (ولسنوات مقبلة) سيقوم طفلك بكل ما يلزم للفت انتباهك. كل ما يقوم به الآن تقريباً محبّبٌ إليك، ولكن مع تقدّمه في العمر، سيميل أكثر إلى إساءة التصرّف بهدف جذب انتباهك، لذا لا تنسي منحه الانتباه الكافي عندما يقوم بما يرضيك.
مع الوقت، سيتّضح لك أنّ طفلك يسعى إلى تنويع أساليب لفت نظرك مبتعداً عن البكاء. توقّعي أن يبذل جهداً أكبر ليحملك على الانتباه له عن طريق الاحتيال وإصدار الضجّة وغيرها من الأساليب. في الأشهر الثلاثة المقبلة، سيطوّر طريقةً خاصّة كي يُعْلِمَكِ بما يفكّر ويريد ويحتاج.
لعبة تبادل الأدوار
يحبّ الأطفال في عمر الستّة أشهر لعبة تبادل الأدوار، وبالذات تلك التي تتضمّن أصواتاً وكلاماً. دعي طفلك يمسك بزمام اللّعبة أحياناً ثمّ قلّدي الأصوات التي قام بها. عندما يأتي دورك في قيادة اللعبة، قلّدي أصوات الحيوانات مثل "كواك كواك" (مثل البطة) و"مياو مياو" (مثل القطة) وغيرها، فهي طريقة فعّالة لتعليم طفلك وإضحاكه في الوقت نفسه.
طفلك الثرثار
صار طفلك، البالغ من العمر ستة أشهر، يرى ويسمع ما يحيط به الآن تقريباً كما تفعلين، كما أنّ مهاراته التواصلية تنمو بسرعة، بينها الصراخ وإصدار الأصوات وتغيير نغمات صوته والثرثرة. في هذا السنّ، يثرثر غالبية الأطفال مردّدين باستمرار مقطعاً لفظيّاً واحداً مثل "با"، أو "ما" أو "كا" أو أياً من تراكيب حرف ساكن وحرف علّة. حتّى أنّ بعضاً منهم يضيف مقطعين أو ثلاثة ممّا يجعل الأصوات أكثر تعقيداً. يمكنك تشجيع طفلك على الثرثرة عبر التكلّم مثله على سبيل اللعب كالقول:"صوت الخروف (باااااا)، وصوت الماعز (ماااااا)" وغيرها من أصوات الحيوانات، أو عبر الإصغاء إليه وكأنّك تفهمين كلّ ما يقوله وتجدينه مثيراً للاهتمام. بمقدور طفلك أيضاً التفريق بين نبرات الصوت المتعدّدة وطبقاته، فترينه يبكي إذا نَهَرْتِه أو تحدثت إليه بقسوة.
من الطرق الفعّالة لإسعاد طفلك، تعبئة ثلاثة أرباع الكوب واستعمال القشّة لنفخ الفقاقيع، فهو سيستمتع بالصوت والصورة معاً.
تحفيز الحواس
يستخدم طفلك جميع حواسه ليستكشف ويتعلّم كل ما يحيط به. لذا احرصي على أن تكون كل الأغراض المحيطة به آمنةً لو لمسها أو وضعها في فمه أو لعب بها. سوف يفرح صغيرك بسحق كرة مطاطيّة، أوالتربيت على قطعة فراء مزيّف، أو عضّ حلقة مرنة باردة، أو سماع صوت جرس صادرٍ عن لعبة محشوة.
وقت الحكاية المبهج
باتت القراءة بصوتٍ عالٍ لطفلك عفوية الآن، فهو يستمتع بالنظر إلى الصور البرّاقة والجلوس هادئاً في حضنك. مهما كان عمر الطفل، ستوفّر له القراءة بالتأكيد فرصةً للاحتضان ولتعزيز العلاقة بينه وبين أهله.
هل ينمو طفلي بشكلٍ طبيعي؟
تذكّري أنّ كلّ طفل حالة فريدة، يجتاز المراحل الجسدية وفق نمطه الخاص. وما ندرجه هنا ليس سوى خطوطٍ عامة ترشدك إلى إمكانيات طفلك وما سينجزه عاجلاً أو آجلاً