التأرجح صعوداً ونزولاً

أصبح طفلك الآن قادراً على حمل شيء من وزنه على رجليه والتّأرجح. ماذا أيضاً؟ على الأرجح أنه يستطيع الجلوس من دون مساعدة (ممّا يسمح له بمزيد من الاستكشاف مستخدماً يديه)، كما يستدير أثناء جلوسه لتناول غرضٍ يريده، وينتقل من وضعية الاستلقاء على بطنه إلى الجلوس دافعاً بذراعيه صعوداً.

تعلّم التقاط الأشياء

بدأت تظهر مهارات طفلك الحركية، وهو قادرٌ الآن على التقاط الأشياء بيدٍ واحدة ونقلها إلى الثانية بسهولة بالغة. يستطيع شبك يديه للشرب من كوبٍ بمقبضين (بمساعدتك طبعاً). لن يطول الوقت قبل أن تجدي أن مستوى الضجة قد ارتفع، ليس بسبب ثرثرة طفلك فحسب، بل لأنه سيعي أيضاً متعة ضرب الأشياء ببعضها.

من أجل تنمية تلك المهارات الحركيّة، أبعدي لعبةً معينة عن متناول طفلك وراقبي كيف يحاول الوصول إليها. إذا شرع بالبكاء لأنه لم يستطع بلوغها، شجّعيه بهدوء من دون أن تناولينه اللعبة فهو ينفّس عن إحباطه وسرعان ما ستزداد ثقته بنفسه إن لم تسهّلي عليه هذه الأمور. بعد عدّة محاولاتٍ، سيتمكّن من الانحناء لالتقاطها ثم يستقيم مجدّداً. من المؤكد أن هذا الأمر سيعطيه أفكاراً جديدة، فيبدأ بالتأرجح ذهاباً وإياباً على يديه وركبتيه أو الحبو أو التقلّب باستمرار للانتقال من غرفة إلى أخرى. ساعديه في استكشافاته وتحرّكاته بتلبيسه ثياباً فضفاضة ومريحة.

ظهور الأسنان

من المحتمل بداية ظهور الأسنان عند طفلك. مع أن متوسط العمر لظهور الأسنان هو خمسة أو ستّة أشهر، إلا أن تلك العملية قد تنطلق مبكراً بحلول الشهر الثالث، أو متأخّرةً مع بلوغ الطفل عامه الأول. توقعي في هذه المرحلة رؤية الأسنان القاطعة الرئيسية العليا، ثمّ الأسنان القاطعة الجانبية. لا تقلقي إذا رأيت فجوات بين بعض أسنان طفلك، فغالباً ما تنبت الأسنان من اللثة في زوايا غريبة، وستختفي كلّ هذه الفراغات بعدما تظهر أسنان الحليب العشرون كلّها. حالما تظهر الأسنان عند طفلك، يزداد إفراز لعابه كما يستهل إصدار بعض الأصوات بينما يعتاد وجود هذه الأشياء الجديدة والغريبة في فمه.

اختبار السُلْطَة

لا بدّ أنّك بحلول هذه المرحلة، قد نبّهت طفلك مراراً بأنّ الهاتف ليس لعبة كما عليه ألا يرمي الخشخيشة في وجهك. في الواقع، إن طفلك يختبر سلطتك عبر رفضه إتباع توجيهاتك أو طلباتك. عندما يرفض القيام بأمرٍ ما، لا يفعل ذلك إراديّاً بهدف عصيان أوامرك بل بدافع الفضول، ولأنه يجد صعوبة في تذكّر ما تملينه عليه لبضعة ثوانٍ. الطريقة الفضلى لمعالجة هذه المسألة، هي قول "لا" ببساطة ثم صرف انتباهه إلى شيء آخر.

قلق الابتعاد عنك

إذا أظهر طفلك قلقه لدى ابتعادك عنه خلال النهار، عوّضي له هذا النقص مساءً حين تضعينه في السرير. وعندما يستيقظ في الليل، وإن لبرهة، سيدرك أنّك قريبة منه وسيصدر الأصوات لجذب انتباهك. قد يفرحك رفض طفلك ابتعادك عنه حيناً، لكنّه سيحبطك أحياناً. لذلك تساعدك تعبئة سلّة الغسيل بألعابه ونقلها معه من غرفة إلى أخرى كي تتمكّني من إنجاز المهام المطلوبة والتمتع برفقته في الوقت نفسه.

مهارات الإدراك

يشارك طفلك الآن في ألعاب التخفّي، وأصبح يتذكّر أنّ "عفريت العلبة" يقفز فجأةً عند انتهاء الأغنية. كما يستطيع التعرّف على نبرات وطبقات صوتك المختلفة فيجهش بالبكاء إذا كلّمته بقسوة.

اكتشاف ترابط الأشياء

بدأ طفلك بفهم كيفية ترابط الأشياء في أبعادها الثلاثية، وهو قادرٌ على تصنيف الألعاب وترتيبها وفقاً لأشكالها وأحجامها. إذا ظهرت فجأة وراءه أثناء تأمّله انعكاس صورته في المرآة، سيستدير على الأرجح ليبحث عنك بدلاً من الاعتقاد أنّك داخل المرآة.

لو وجدت أن لعبة "“إخفاء الاشياء”" البسيطة تثير اهتمام طفلك إلى حدٍّ كبير، فالسبب يعود إلى أنّه بدأ يستوعب مبدأ بقاء الأشياء ويحب الألعاب التي يختفي فيها الأشخاص ثمّ يظهرون من جديد. في الحقيقة، أسهل الطرق لإلهاء الطفل ذي السبعة أشهر هي إخفاء شيء ما تحت البطانيّة أو الغطاء وتركه يبحث عنه.

الألعاب المحفّزة

يلعب طفلك الألعاب نفسها بشكل دائم لأنّه يستمتع بالأشياء المتوقّع حصولها. تكرار اللعبة نفسها عدّة مرات في النهار يمكن أن يسبّب لك الملل لكنّ هذا كل ما يحتاجه طفلك في الوقت الحالي.
في هذا السنّ، ينجذب الأطفال إلى الدمى المحشوة، سواء أكانت كبيرة أم صغيرة. على الأغلب، أنّه سرعان ما سيفضّل واحدة بعينها لتشكّل "عنصر الحماية" الخاص به، وسيغرقها بلعابه ويصطحبها معه أينما ذهب. لو أردت إضافة ألعاب محشوة جديدة إلى المجموعة، احرصي على أن تكون ناعمة وتمّت خياطتها جيّداً وأن تكون قابلة للغسل. من الألعاب الجيّدة الأخرى، الكرات ولعبة الحركة المطابقة للكلمة والألعاب التي تقفز فجأة من العلبة والدمى الكبيرة.

إذا كان طفلك يملك لعبة مفضّلة أو اثنتين، ستجدين صعوبةً بالغة في انتزاعها منه. بينما كان من السهولة بمكان نزع الأغراض من يده، أصبح الآن يحتجّ بصوت عالٍ حين تأخذينها منه.

هل ينمو طفلي بشكلٍ طبيعي؟

تذكّري أنّ كلّ طفل حالة فريدة، يجتاز المراحل الجسدية وفق نمطه الخاص. وما ندرجه هنا ليس سوى خطوطٍ عامة ترشدك إلى إمكانيات طفلك وما سينجزه عاجلاً أو آجلاً.

المصدر: د محمد الشافعى
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 381 مشاهدة
نشرت فى 13 ديسمبر 2010 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,403,598

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط