بأمر الشعب.. أعلنت جماهير الثورة المصرية فى الشوارع والميادين بالعاصمة والمحافظات عزل الدكتور محمد مرسى العياط من منصب رئيس الجمهورية. أسقط المواطنون نظام حكم جماعة الإخوان، ليسترد الشعب وطنه وثورته، وتستعيد مصر وجهها الحضارى.
استجاب جيش مصر العظيم للشرعية الثورية. رفضت قيادته العامة أى ضغوط خارجية أجنبية، وانحازت لإرادة الجماهير.
وأعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة عقب اجتماع مع القيادات الدينية ورموز سياسية وشبابية مساء أمس، عن اتفاق المجتمعين على خارطة سياسية لمستقبل البلاد تشمل تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى المستشار عدلى محمود منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد لحين انتخاب رئيس جديد، وأن تكون لرئيس المحكمة الدستورية سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية كما تشمل تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، وتشكيل لجنة تضم جميع الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على دستور ٢٠١٣.
وقال السيسى فى بيانه إن القوات المسلحة لم يكن فى مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب مشيراً إلى أن القوات المسلحة كانت هى بنفسها أول من أعلن ولاتزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسى، وأضاف أن القوات المسلحة استشعرت أن الشعب الذى يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم وإنما يدعوها للخدمة العامة وحماية مطالب ثورته.
وقال الدكتور محمد البرادعى، المنسق العام لجبهة الإنقاذ إن خارطة الطريق هى تصحيح لمسار ثورة ٢٥ يناير. وفى أعقاب بيان السيسى.. عمت فرحة عارمة المنازل والشوارع والميادين فى العاصمة والمحافظات وتعانق المواطنون، ودوت هتافات الجماهير وسط الألعاب النارية التى أضاءت السماء ودعت حركة «تمرد» جماهير الشعب إلى البقاء فى الميادين.
وصدرت قبيل إذاعة البيان أوامر بالتحفظ على الدكتور محمد مرسى العياط تحت الحراسة بأحد منشآت الحرس الجمهورى. وتم التحفظ على الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، والقبض على الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور رشاد بيومى، النائب الأول للمرشد، و٣٤ من قيادات الجماعة، وصدرت أوامر ضبط وإحضار لعدد آخر، ومنع الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة، ونائبه المهندس خيرت الشاطر من السفر، كما تم غلق قنوات دينية حرضت على الفتنة، وفى مقدمتها قناة مصر ٢٥ ، التابعة للجماعة.
كانت الأحداث قد تلاحقت منذ ساعة مبكرة من صباح أمس، فى أعقاب الخطاب الذى ألقاه محمد مرسى وأعلن فيه تمسكه بمنصبه محذراً من أن نزع الشرعية عن نظام حكمه معناه إطلاق موجة من العنف، فقد تفجرت أعمال إجرامية ضد المتظاهرين فى عدد من المحافظات فور انتهاء مرسى من خطابه، وكان أول رد فعل لها هو تصريحات «السيسى» فى بيان لـ«أدمن» المجلس الأعلى للقوات المسلحة، عقب اجتماع مطول له مع المجلس الأعلى، والتى جاء فيها «أشرف لنا أن نموت من أن يروّع أو يهدد الشعب المصرى، ونقسم بالله أن نفتدى مصر بدمائنا ضد كل إرهابى أو متطرف أو جاهل».
وعلمت «المصرى اليوم» أن جماعة الإخوان طرحت، صباح أمس، على القوات المسلحة ما وصفته بأنه مبادرة تقوم على عدم الممانعة فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ولكن بعد إجراء الانتخابات البرلمانية، وهو ما رفضته قيادة القوات المسلحة، لأنه يعد التفافاً على مطالب الشعب. وصرح الدكتور أحمد فهمى، القيادى الإخوانى، ورئيس مجلس الشورى، لـ«المصرى اليوم» بأنه التقى أمس مع عدد من قادة القوات المسلحة، وناقش معهم تفاصيل تتعلق بسبل إنهاء الأزمة ووضع «الرئيس» مرسى.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«المصرى اليوم» أن الإدارة الأمريكية مارست ضغوطاً كبيرة على قيادة القوات المسلحة من أجل الإبقاء على محمد مرسى رئيساً بأى صيغة، من خلال اتصالات لوزير الدفاع تشاك هيجل، والسفيرة الأمريكية آن باترسون، لكن القيادة العامة رفضت أى مساومة على مطالب الشعب. وبعد ظهر أمس، طلبت القيادة العامة من عدد من الشخصيات الحضور للقاء الفريق أول السيسى للنقاش حول خارطة المستقبل، وتم اللقاء فى إحدى المنشآت العسكرية وشارك فيه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكرازة المرقسية، والمستشار حامد عبدالله رئيس مجلس القضاء الأعلى، والدكتور محمد البرادعى، والمهندس جلال المرة الأمين العام لحزب النور، والكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، واثنان من قيادات حركة تمرد هما محمود بدر ومحمد عبدالعزيز. وحضر اللقاء الفريق صدقى صبحى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية، الفريق عبدالمنعم التراس والفريق يونس المصرى والفريق أسامة الجندى واللواأ محمد العصار مساعد وزير الدفاع واللواء محمود حجازى، مدير المخابرات الحربية.
وعلمت «المصرى اليوم» أن القوى الوطنية رشحت البرادعى لرئاسة حكومة مصغرة ذات صلاحيات واسعة تضم وزراء من الكفاءات الوطنية تركز على ملفى الأمن والاقتصاد، وأعلن عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، مساء أمس، بدء المشاورات حول تشكيل الحكومة وإجراء المصالحة فيما قالت مصادر مطلعة إن الخبير الاقتصادى الدكتور محمد العريان أبرز المرشحين للإشراف على الملف الاقتصادى كنائب لرئيس الوزراء.
دولياً، دعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إلى انتخاب حكومة مدنية جديدة بمصر فى أسرع وقت مشيراً فى بيان للبيت الأبيض مساء أمس، إلى أنه أصدر تعليمات إلى الأجهزة الأمريكية المعنية بالنظر فى المعونة المقدمة لمصر فى ضوء الخطوة التى اتخذها الجيش.