مضى عام يا حبيبتى على افتراقنا ....... مضت أيامه بكل مرارتها ، وانطوت لياليه بكل قساوتها ...... افتقدتك فيه .

إفتقدت الأم التى أحتمى بها من غدر الليالى الحالكات السود ، والأخت التى أرتمى بين أحضانها لتشرق أمام عينى شمس الحياة ، والصديقة التى أفصح لها عن كل مكنونات نفسى وأسرارها ، والإبنة التى لم أحلم يوماً بها منذ أن رأيت فيك إبنتى التى لم انجبها .

مضى عام يا حبيبتى على إفتراقنا ....... تغيرت فيه ملامح خريطة عمرى بعد ان كانت أحداثها تسير على وتيرة واحدة ، أصبحت الأحداث متلاطمة متلاحقة متصارعة متسارعة دائرة مغلقة أدور فى مدارها تتسارع فيها أدوارى كأم وزوجة وإبنة واخت .

مضى عام يا حبيبتى على إفتراقنا ....... والغريب الذى لا يدركه أحد غيرنا أنك تتربعين على عرش فؤادى لا أحد ينازعك فيه ، فأنت فى عمرى ما زلت الشمعة التى تنير لى الطريق والفكر المستنير الذى يرشدنى فى العتمة ، والإبتسامة التى تذيب ثلوج الأحزان والأشجان .

مضى عام يا حبيبتى على إفتراقنا ....... وأنت معى بداخلى ..... تسكنيننى ، إذا نطقت نطقت دون إرادة منى بحروفك وكلماتك ، وإذا تحدثت كنت أنت وحدك محور كلامى وإهتمامى ، وإذا ابتسمت كنت أنت الثغر الباسم الذى يضئ وجهى ، رائعة أنت فى كل شئ حتى بعد رحيلك يا أمى ...... أتذكرك بكل خير ، لا لأننى ابنتك فقط  ولكن لأن كل من حولى كل من تعاملوا معك يذكروكى بكل خير ..... فلتغفرى لى يا حبيبتى كل لحظة فى عمرى مضت و أنا لم أدرك قيمة وجودك معى ..... يا أروع وأغلى من لدىّ وما لدىّ .