جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حـوادث الطـائرات ... والصنـدوق الأسـود
بقلم: أ. د/عـلى مهـران هشـام
رغم الفزع والقلق الذى ينتاب الأفراد والمجتمعات عند سقوط طائرة نقل للركاب ورغم التقدم فى الاتصالات والمعلومات والتقنية الحديثة فى الألفية الثالثة ، إلا أن الكوارث تحدث علما بأن ، السفر والتنقل باستخدام الطائرات سيظل الأكثر أمنا وراحة والاسرع للوصول للهدف والأقل خسائر مقارنة بالوسائل الاخرى سواء كانت برية أو بحرية.
يعتبر شهر أبريل من العام 1922 أول حادثة فى الطيران المدنى وفيها اصطدمت طائرة إنجليزية، مع طائرة تابعة لشركة فرنسية فوق فرنسا، متسببة بمقتل 7 أشخاص.
فى مايو عام 1935 احتكت طائرة روسية مع أخرى خلال رحلة داخلية، مما تسبب بسقوطها بمنطقة سكنية داخل موسكو، وقد راح ضحية الحادث 33 شخصا، بالإضافة إلى 12 من أفراد الطاقم.
فى أكتوبر 1947 سقطت طائرة أميركية محترقة بالقرب من مطار بريس كانيون بولاية يوتا، بسبب عيب بالتصميم، مما أدى إلى تدمير الطائرة ومقتل جميع من كان عليها وعددهم 52 راكبا.
فى مارس 1979: اصطدام طائرتين من طراز بوينج 747 أثناء الإقلاع، تابعتين لبان أميركان والخطوط الجوية الملكية الهولندية، بمطار تنريف في جزر الكناري، مما أدى إلى مقتل 583 شخصا.
وتعتبر تلك هي أكبر حادثة في التاريخ من حيث عدد الوفيات إلى الان. حوادث الطائرات كثيرًا ما تحدث، بسبب الأحوال البيئية والمناخية السيئة أو لأعطال فنية وتقنيّة أو نتيجة أعمالٍ إرهابية، لكن دائمًا يكون للتحقيقات اليد العليا في تحديد أسباب وقوع تلك الحوادث، حتى يمكن تلافيها في المرات التالية، ودائمًا ما يكون بطل رحلة التحقيقات تلك، هو الصندوق الأسود، مخزن أسرار الطائرة منذ الإقلاع وحتى وقوع الحادث. الصندوق الأسود ليس أسودًا بالفعل كما قد يظن البعض، عادة ما يكون لونه برتقالي أو أصفر أو أحمر ، ليساعد رجال البحث على إيجاده وتمييزه وسط الحطام، وخاصة إذا سقط في قاع البحر.
الصندوق الأسود ليس قطعة واحدة ، بل يتكون من جزئين ، إحداها تُعنى بتسجيل البيانات عن حالة الطائرة لمدة تصل إلى 25 ساعة من البيانات، كدرجة حرارة المحرك، مقدار الوقود، واتجاه الطائرة ، الوقت، والسرعة أثناء الطيران، والاتجاه في خط السير، والارتفاع، ودرجة الحرارة خارج الطائرة، ووضع الطائرة في الجو، ووضعية الطيار الآلي، وسرعة الهبوط ... إلخ،
والثانية تقوم بتسجيل الأصوات في الطائرة ، صوت تحدث الطاقم سويًا، أصوات الإنذار، صوت المحرك، حيث يحتوى على شرائح لتسجيل كل المحادثات التي تدور داخل قمرة قيادة الطائرة بين قائد الطائرة وأفراد طاقمه، أو بينه وبين أبراج المراقبة، وترصد أي أصوات تحدث في كابينة الركاب والأصوات الأخرى القريبة.
فى الجزء الأول يتم حفظ المعلومات في داخل ذاكرة موضوعة داخل جسم القطعة، داخل حجرة معزولة، بطبقة من التيتانيوم للحفاظ عليها. الصندوق الأسود يخضع لاختبارات الصدمات والضغط وغيرها، حتى يتكيف مع أي حادثة تتعرض لها الطائرة ويتمكن من البقاء، فهو يتحمل درجة حرارة تصل 1100 درجة مئوية، ويتحمل أيضًا البقاء تحت ضغط الماء لساعات، دون أن تتلفه الملوحة أيضًا. يوضع الصندوق الأسود في مؤخرة الطائرة عادةً ليعطيه فرصة أكبر في النجاة خلال لحظة التحطم، بما أن الاصطدام عادة يكون من المقدمة. يحتوي الصندوق الأسود على قطعة تقوم ببث موجات فوق سمعية إذا ما سقط في الماء، كي يعطي رجال البحث فرصة العثور عليه، ويمكنه الاستمرار في البث تحت عمق 14 ألف قدم تحت الماء ولمدة 30 يومًا. الصندوق الأسود لا يحل لغز الحادث فورًا، فهناك حوادث تستغرق شهورًا وسنوات لحلها، لكن بالتأكيد دون الصندوق الأسود ستقع العديد من حوادث الطائرات وستظل أسبابها طي الكتمان. على كل حال، تلزم القوانين الدولية المتفق عليها جميع الرحلات التجارية بحمل جهازي تسجيل معلومات خاصين بأداء الطائرة وظروف الرحلة أثناء الطيران. كما أن بعض الدول تلزم القطارات والسفن بوجود هذا الصنوق الاسود لمعرفة اسباب حدوث الكارثة بعد قوعها. عموما ، يلزم لتحقيق الأمن والسلامة الجوية اتباع التالى:
= تدرس منظمة الطيران المدني الدولي وسائل مختلفة لتحديد مسارات الطائرات في الجو تفادياً لفقدان أثرها، وبما يسمح بنقل ومراقبة مجموعة من العوامل المتغيرة الأساسية (الموقع، الارتفاع، السرعة).
= فى مايو 2014 أعلنت شركة «إنمارسات» البريطانية مالكة شبكة أقمار اصطناعية عن تقديم خدمة لتعقب الطائرات العابرة للمحيطات من خلال نظام تحديد المواقع (جي بي إس) في محاولة لتفادي تكرار حوادث الاختفاء التي تعرضت لها الطائرة الماليزية في مارس 2014. والوقوف على الظروف البيئية والمناخية المحيطة بالرحلة من وقت الاقلاع الى وقت الوصول.
= تفادى احتمالات حدوث أعطال وعيوب فنية في الطائرة ومحركاتها في شكل يصعب السيطرة عليه أحياناً.
= التصرفات الخاطئة أحياناً من جانب أحد أفراد طاقم الطائرة أو الفنيين الأرضيين أو أخطاء الرقابة الجوية والالتزام باستخدام الأنماط اللغوية المتعارف عليها في أسلوب التخاطب باللغة الإنكليزية كلغة مشتركة.
= أما الاهداف السياسية وحدها لا تكفي لتبرير كل حوادث الطيران التي وصلت منذ مطلع خمسينات القرن العشرين وحتى اليوم إلى اكثر من 50 حادثة، من بينها فقط 16 طائرة أسقطت أو اختطفت بسبب أعمال إرهابية أو مواجهات سياسية .
والله المستعـان،،،،،،
http://kenanaonline.com
/drmahran2020
المصدر: * من كتابات ومحاضرات الدكتور على مهران هشام - الانترنت وشبكة التواصل الاجتماعى
ساحة النقاش