جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
نظرية التفكير في التفكير 48 -48
( ثمن جبر خواطر البشر )
البروفيسور الدكتور علي مهران هشام
ماذا بعد مرور مئة عام من الان أين سنكون عام (١٥٤٠ ) هجري؟ 2119 ميلادية
سنكون جميعاً مع أقاربنا وأصدقائنا تحت الأرض، وسيكون مصيرنا الأبدي قد أصبح واضحاً جلياً أمام أعيننا، وسيسكن بيوتنا أناس غرباء، وسيؤدي أعمالنا ويمتلك أملاكنا أشخاص آخرون، لن يتذكروا شيئاً عنا،
فمن فينا يخطر أبو جده على باله؟
فلماذا نطيل التفكير بنظرة الناس إلينا، و بمستقبل أملاكنا وبيوتنا وأهلنا، كل هذا ليس له جدوى أو نفع بعد مئة عام.
إن وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون، ستطوى وتنقضي في طرفة عين، وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال، كل جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل التالي قبل أن يحقق ربع أحلامه، فلنعرف إذاً حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا، وزمننا الحقيقي في هذا الكون، فهو أصغر مما نتصور.
هناك بعد مئة عام وسط الظلام والسكون سندرك كم كانت الدنيا تافهة، وكم كانت أحلامنا بالاستزادة منها سخيفة، وسنتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها في عزائم الأمور وجمع الحسنات وخاصة الصدقات الجاريات، وسيطلق بعضنا صرخات استغاثة لا طائل منها كما في قوله تعالى: (… قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ)، وقوله تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)
وقوله تعالى: (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)
طالما لا زال في العمر بقية، فلنعتبر ونغيّر من انفسنا الي الهم والابقي ...... يحكي أن إمرأة مرت بجانب رجل معاق ذهنيا وبيده عود يرسم به على الأرض
فشفق قلبها عليه وسألته: ماذا تفعل هنا ؟
قال: أرسم الجنة وأقسمها إلى أجزاء فابتسمت
وقالت له: هل يمكن أن آخذ قطعة منها ؟
وكم ثمنها ؟
نظر إليها وقال : نعم القطعه بعشرين درهم
أعطت المرأة المجذوب عشرين درهما وبعض الطعام وذهبت لحالها
وفي ليلتها رأت في المنام أنها في الجنة
وفي الصباح قصت الرؤيا على زوجها وما جرى معها مع الرجل المعاق
فقام الزوج مسرعا وذهب إلى الرجل ليشتري قطعة منه
وقال له : أريد أن أشتري قطعة من الجنة، كم ثمنها ؟
قال الرجل : لا أبيع
فتعجب الرجل وقال له: بالأمس بعت قطعة لزوجتي بعشرين درهما
فقال الرجل المعاق : إن زوجتك لم تكن تطلب الجنة بالعشرين درهما
بل كانت تجبر بخاطري... وتحسن الي حالي
أما أنت فتطلب الجنة وحسب ....والجنة ليس لها ثمن محدد
لأن دخولها يمر عبر "جبر الخواطر"
اجبروا خواطر بعضكم بعضا ....فإنه من سار بين الناس جابرا للخواطر
أنقذه الله من جوف المخاطر....
أعطي ولا تصتصغر أو تستهين بالعطاء ... أخلص النية فالحكم عادل... والاهم ثقتك في ألله فهو العفو والرجيم والمعطي بدون حدود .... والله المستعان،،،
المصدر: من مقالات ومذكرات الدكتور علي مهران هشام - شبكة الانترنت
ساحة النقاش