نظرية التفكير في تلتفكير 47 -47
البروفيسور الدكتور علي مهران هشام
(( لاتياس .. فرحمة الله وسعت كل شيئ ))
قد تكون أفعالنا في زمن ما من العمر يشوبها مانخجل منه ويدفعنا الي الانطواء وجلد النفس ونجن ننسي رحمة الله وحبه لعبده التائب المنكسر ... أحمد الله علي نعمة الاسلام ... فإن الله يقبل رجوعك إليه ويفرح لتوبتك ... فلا تقلق أو تبتاس لاني فعلته واغواك فيه الشيطان ... اغسل نفسك وثوبك واستغفر لذبك واتبع الحسنة السيئة تمنحها .... وخالق الناس بخلق حسن ...تفرح بك السماء وتسعد بك الأرض ........
يحكى أن قرية اشتهر أهلها برعي الأغنام والخراف.. فقرر رجلان من العاطلين عن العمل وقد اغواهما الشيطان سرقة بعض الخراف في سواد الليل حتى لا يراهما أحد من البشر ..
وكانت خطتهما تقضي بأن يسرقا خروفا واحدا فقط في كل مرة لا أكثر.. حتى لا يشك أحد من أصحاب الخراف بالأمر.. وبالفعل قاما بتنفيذ الخطة..
لكن مالكي الخراف من أهل القرية مع الوقت شعروا بنقصان أعداد الخراف مع كل مرة يسرق فيها الرجلان خروفا.. لكنهم لم يستطيعوا معرفة السارق..
فعقدوا اجتماعا.. للتفكير في الامر خرجوا على إثره بقرار التناوب في حراسة الخراف ومراقبة الحظيرة ليلا ونهارا . وفي ليلة غاب فيها القمر وبينما هم يحرسون.. إذ ظهر شخصان ملثمان وهما يقتحمان الحظيرة ويسرقان خروفا..
فما كان من الحراس إلا أن أحاطوا بالملثمين وأمسكوهما وقيدوهما.. ثم كشفوا عن وجهيهما اللثام.. وبعد أن عقدوا اجتماعا عاجلا خرجوا بقرار عقاب يقضي بإحماء سيخين على النار..
السيخ الأول على شكل حرف [س] ويعني سارق والآخر على شكل حرف [خ] ويعني خروف ثم تكوى به جبهتا الرجلين ليكونا عبرة لكل سارق..
وكان الهدف من ذلك هو بقاء عار السرقة على جبينيهما أينما حلا وارتحلا.. وكان حرف الـ [س] وحرف الـ [خ] . يعني [سارق خروف]
وبالفعل كانا كلما ذهبا إلى مكان كان الوسم الذي في جبينيهما عارا عليهما فيسميهما الناس بـ [سارقي الخراف]
أما الرجل الأول فلم يحتمل هذا العار وهذه الفضيحة فقرر الذهاب لقرية أخرى لا يعرفه فيها أحد.. وأما الآخر فقرر البقاء في قريته.. ونوى في نفسه تغير سمعته رغم يقينه ببقاء الوسم في وجهه..
وبالفعل عاد الي الله ورحب به نواميس القدر وتغير حاله كثيرا فصار يعين الكبير ويعطف على الصغير ويساعد الناس ويسعى الي الخير ثم إنه اشتهر بأعمال المعروف و الخير حتى أحبه كل من في القرية..حبا شديدا وبقي على هذا الحال إلى أصبح طاعنا في السن..
وفي يوم من الأيام دخل العجوز المطبوع على جبينه [ س خ ] الي قهوة القرية فقام الجميع ووقفوا توفيرا له واحترمه وأثنى عليه كل من في القهوة .. فاستغرب رجل غريب عن القرية وليس من أهلها وقد كان جالسا في القهوة.. استغرب من حرارة ترحيب الحاضرين بهذا الرجل الطاعن في السن..
فدفعه فضوله فقام وذهب إلى مالك المقهى وسأله عن سبب حرارة لقاء وترحيب الحاضرين بهذا العجوز.. وعن سر الوسم [ س خ ] الذي في جبينه..
فقال صاحب المقهى: هذه قصة قديمة.. ولكني أظن أن هذا الوسم المتمثل في حرفي [ س خ ] يعنيان " ساعي خير " .
حكمة ذهبية: إذا ما أخطأت يوما.. ومنحك الله دقيقة حياة بعدها.. فلا تسجن نفسك في زاوية حجرة لتبكي خطيئتك.. فهذا سيجلو صورتك أمام قلبك فقط.. ولكن جرب أن تبكيها وأن تمشي في سبيل الخير.. ستعرف قيمة ألسنة الناس لأنها ستصبح شاهد حق لك بعد أن كانت يوما عليك ... رحمة الله تسع كل عباده ومخلوقاته ...
أسأل الله واستعن به وارضي بما قسم الله لك تكن أغني الناس ... والله المستعان،،،،،
ساحة النقاش