SPONSORED

 

 

Ibrahim Awad


تقسيم ليبيا وقطر أبرز ما جاء برسائل "كلينتون" السرية

أثيرت حالة من الجدل فى الفترة السابقة عقب إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة " هيلارى كلينتون" ترشحها للانتخابات الرئاسية ببلادها، وظهرت دعوات مفاجأة تطالب كلينتون بالإفصاح عن محتوى الرسائل الإلكترونية بالإيميل الخاص بها، وأعلنت احدى اللجان بمجلس الشيوخ عن فتح تحقيق فى الواقعة مما جعل حدة الجدل حول الموضوع تتصاعد.
وبعدها بأيام وعدت الخارجية الأمريكية بنشر الرسائل الموجودة على إيميل كلينتون الخاص مهما كان المحتوى الخاص به، حسب وكالة فرانس 24.
وعند الكشف عن محتوى تلك الرسائل تفجرت مفاجآت عديدة لعل أبرزها مساعدة أمريكا فى تصاعد الأوضاع فى ليبيا ومحاولة تقسيمها وكذالك قطر وكوريا الشمالية، حسب ما جاء فى الرسائل.
بداية القصة
مساء يوم الاثنين الماضي قامت وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني بوضع 7000 رسالة مرسلة ومستلمة من البريد الشخصي الخاص بهيلاري كلينتون من إجمالي 62320 رسالة، والذي قامت باستخدامه خلال عملها بالوزارة.
المتحدث الرسمي بوزارة الخارجية أشار إلى أنه تم تنقيح نحو 150 رسالة من إجمالي عدد الرسائل وذلك لأن عددًا من المسئولين الحكوميين رأوا أنها يجب أن تصنف على أنها “سرية”، وذلك على الرغم من أنها لم تكن مصنفة كذلك في الوقت الذي قامت كلينتون بإرسالها أو استقبالها.
أيضًا فقد تم حذف بعض أجزاء من عدد من الرسائل الأخرى لاعتبارها سرية.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد بدأت في شهر مايو الماضي نشر الرسائل الخاصة بالبريد الشخصي لوزيرة الخارجية السابقة ليطلع عليها الرأي العام. وكانت الدفعة الأولى من الرسائل قد بلغ عددها 296 رسالة.
هذا الأمر تسبب في فضيحة لكلينتون حيث أنها استخدمت حساب رسائل إلكتروني غير حكومي لأحد المواقع الخاصة المعتمدة على خادوم خاص. تقوم الولايات المتحدة بالحفاظ على الحسابات الحكومية من أي محاولات اختراق وما شابه وهي واجبة الاستخدام لكل من يعمل بحكومة الولايات المتحدة.
هذا الأمر جعل بعض الخبراء والمسئولين وأعضاء الكونغرس الأمريكي يتهمون كلينتون بانتهاكها للبروتوكول وللإجراءت واللوائح والقوانين اللازمة لحفظ السجلات الفيدرالية، وهو ما يهدد الأمن القومي.
اكتشاف الأمر تم تحديدًا عبر تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم 2 مارس 2015م قالت فيه إن كلينتون استخدمت بريدها الإلكتروني الخاص وأن مساعديها لم يقوموا بالتالي بالحفاظ على المراسلات الرسمية معها.
في يوم 27 مارس قال رئيس ما يعرف باسم “لجنة بنغازي”، وهي المخصصة للتحقيق في القضية، أن كلينتون قررت من جانب واحد مسح جميع الرسائل الإلكترونية على الخادوم الخاص بها.
تقسيم ليبيا
في رسالة إلكترونية بعثتها كلينتون لمستشارها سيلفان جاكوب يوم 9 مارس 2012، ظهر فيها تدبير كل من المخابرات البريطانية والمخابرات الفرنسية لانقسام شرق ليبيا عن غربها منذ منتصف شهر يناير 2012م.
الرسالة الإلكترونية بعثتها جهة مجهولة لكلينتون لتقوم الأخيرة بإعادة إرسالها لمستشارها، كما كان عنوان هذه الرسالة “بريطانيا وفرنسا وراء الانقسام في ليبيا”.
الرسالة أوضحت أن رجلَ مخابرات بريطانيًّا وآخر فرنسيًّا عملا منذ منتصف يناير وحتى مارس على تحفيز القبائل الشرقية والنشطاء المدنيين في مدينة برقة من أجل المطالبة بالحكم الذاتي والانفصال عن حكومة طرابلس.
أوضحت الجهة التي أرسلت الرسالة أن مصادرها كانت شخصيات على اتصال مباشر بالمجلس الوطني الليبي وكبار المسئولين في الحكومات الغربية والإخوان المسلمين في مصر والمخابرات الغربية، وأن هذا المخطط تم بإيعاز من أحد مستشاري الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي في أعقاب شكاوى رجال الأعمال الفرنسيين من الحكومة الجديدة التي لا تخدم مصالحهم.
ولي عهد قطر
أوضحت الرسائل الجديدة التي تم نشرها قيام شيري بلير زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، باستقطاب وزيرة الخارجية كلينتون ناحية ولي عهد دولة قطر آنذاك قائلة “كما تعرفين، فأنا لي علاقات جيدة مع القطريين. ابن الشيخة موزة عمره 31- 32 عامًا وهو ولي العهد، وهي حريصة على أن يبدأ في بناء مكانة دولية له.. هل الاجتماع شيء ممكن؟ أو ربما نتمكن من إقامة مكالمة هاتفية أولًا؟ هل يمكن أن تعرفيني إذا ما كان هذا الأمر يلاقي قبولك؟”.
الرسالة الإلكترونية التي وصلت لكلينتون يوم 7 يوليو 2010 والموضوع عليها علامة “سري” أوضحت سعي شيري بلير لترتيب لقاء يجمع كلينتون مع ولي العهد الشاب لدولة قطر الشيخ تميم بن حمد الثاني.
جدير بالذكر أن بلير كانت قد نفت في السابق تمثيلها لجماعة ضغط لصالح والدة الأمير القطري، وذلك في رسالة أرسلتها لصحيفة الغارديان في شهر يوليو الماضي. وقد تبين لاحقًا أن بلير توسطت في اجتماع وجهًا لوجه بين كلينتون والشيخة موزة.
كوريا الشمالية
واحدة من الانتهاكات الخطيرة المحتملة التي حددها المحققون داخل رسائل كلينتون هي تلك المتعلقة بالمعلومات السرية الخاصة بالتحركات الكورية الشمالية الخاصة بمنظومتها النووية والتي تم الحصول عليها عبر أقمار التجسس.
وقال خبراء تحدثوا مع صحيفة الواشنطن بوست إن أي معلومات تتعلق بأقمار التجسس الأمريكية هي معلومات غاية في السرية ويتم تداولها ضمن نطاق ضيق جدًا من الأشخاص.
الخبراء أوضحوا أيضًا أن الكوريين الشماليين كونوا جيشًا ضخمًا من القراصنة الإلكترونيين في إطار برنامج النخبة للتجسس العسكري المعروف باسم “مكتب 212″، والمعروف بأن هذا المكتب قوي جدًا وعنيف في اختراقاته للأنظمة الضعيفة نسبيًا وقد سبق أن اتهمه الأمريكيون بأنه المسئول عن عملية اخراق موقع شركة سوني.
فوكس نيوز
من ناحية أخرى فقد أظهرت هذه الرسائل وجود هاجس لدى وزيرة الخارجية السابقة من انتقادات محطة “فوكس نيوز” التليفزيونية. كلينتون قالت
في إحدى رسائلها “هل ستهاجمني فوكس نيوز على تصريحاتي بخصوص زيادة الضرائب على الأغنياء؟”.
سيدني بلومنتال
الرسائل أظهرت أيضًا أن قيامها بأخذ المشورة من صديقها القديم سيدني بلومنتال الذي كان غير مرغوب فيه من قبل رئيس مجلس النواب. لكن على الرغم من هذا فإنها كانت تأخذ نصائحه على محمل الجد حتى أنها قالت إن زوجها بيل كلينتون يحب تحليلات بلومنتال.
المسلسلات التليفزيونية
الرسائل أوضحت اهتمام كلينتون بمشاهدة التليفزيون بعيدًا عن السياسة في بعض الأحيان حيث قال في إحدى رسائلها “هل يمكن أن تعطيني مواعيد المسلسلين التليفزيونين “باركس أند ريكريشن” و”ذا جود وايف”؟”.
الرسائل القديمة
الرسائل الأولى التي تم نشرها أظهرت تفاصيل حول الاعتداء الذي استهدف القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي عام 2012. يتعلق عدد كبير من هذه الرسائل بالوضع الأمني في ليبيا بين عامي 2011 و2012 والتأمين الخاص بالمنشآت الأمريكية في ليبيا والوجود الدبلوماسي الأمريكي هناك.
أظهرت هذه الرسائل أيضًا أن كبار مساعدي هيلاري كلينتون قد شعروا بالقلق من الصورة التي يمكن أن يلصقها البعض بوزيرة الخارجية السابقة في أعقاب الهجوم على منشآت أمريكية بمدينة بنغازي الليبية عام 2012 والتي تسببت في مقتل السفير الأمريكي بالإضافة لثلاثة آخرين.
لم يظهر في رسائل كلينتون ومساعديها ما يمكن أن يلحق ضررًا بالغًا في إطار سعيها للرئاسة عام 2016م أو يعزز اتهامات الحزب الجمهوري لها بالإهمال قبل هجوم بنغازي. لكن الرسائل أعطت لمحة عن وجود بعض القلق لدى كلينتون ومساعديها.
وكان الجدل السياسي قد بدأ في الولايات المتحدة حول المسئول عن هذا الهجوم حيث نسبته الحكومة الأمريكية إلى تظاهرة “عفوية” لمسلمين غاضبين في البداية، قبل أن تعترف بأنه هجوم إرهابي.
كشف عدد من وسائل الإعلام نقلًا عما جاء في عدد من الرسائل المنشورة أن السياسي الليبي محمد المقريف تورط في علاقات وصفت بالمشبوهة مع جماعات يهودية وذلك خلال رئاسته للمؤتمر الوطني العام عام 2012.
أشارت الرسائل أيضًا إلى صديق ورجل أعمال يدعى “سيدني بلومنتل” والذي أصبح مستشارًا غير رسمي في ليبيا لتأكيده في الرسائل على أن له مصادر داخل النظام الليبي في طرابلس.
بعد وقوع الهجوم أرسل بلومنتل لكلينتون يخبرها بأن المنفذين هم متظاهرون غاضبون من أحد الفيديوهات على الإنترنت والذي تم إنتاجه بالولايات المتحدة معتبرينه مهينًا للإسلام. لكن بلومنتل غير روايته حيث نقل عن “مسئولين ليبيين رسميين” أن المنفذ هم جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
بينت الرسائل أن المقريف وجه رسالة لهيلاري كلينتون عبر أحد مساعديها يبدي فيها رغبته “الشديدة” في إقامة علاقات سرية مع إسرائيل وذلك في محاولة لتلميع صورته أمام كلينتون بعدما ذكر أنه “أجبر” على توجيه خطابات عدائية تجاه إسرائيل.
أحد مساعدي كلينتون أشار في رسالة أرسلها لوزيرة الخارجية السابقة أن المقريف أظهر استعداده للتعامل مع جماعات يهودية مؤثرة بهدف تحسين صورة الشعب الليبي أمام إسرائيل على حد وصفه.
ومن أبرز الأمور التي ذكرتها هذه الرسائل كانت قيام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي بالاتصال ثلاث مرات بالرئيس السوري بشار الأسد يوم 3 مارس 2011م والطلب منه بقاء الضباط السوريين والفنيين الموجودين في ليبيا لتدريب القوات الجوية تحت تصرف القيادة العسكرية لمحاربة “المتمردين”، وذلك في الإشارة للثوار الليبيين خلال الشهر الأول لاندلاع الثورة الليبية.
جدل
وقد نشأت موجة كبيرة من الجدل حول قيام وزيرة الخارجية السابقة باستخدام بريدها الشخصي بدلًا من استخدام بريد إلكتروني تابع للوزارة.
وتقوم الشرطة الفيدرالية الأمريكية في هذه الأيام بالتحقيق في الأمر ومعرفة ما إذا كان هناك معلومات سرية تم تداولها أو تخزينها على بريد كلينتون الشخصي.
وقد ذكرت وكالة أنباء الأسوشيتد برس أن الرسائل كشفت أيضًا على أن كلينتون ومساعديها كانوا على دراية تامة بالحاجة لحماية المعلومات الحساسة.
هذا الأمر جعل منافسي كلينتون في السباق نحو البيت الأبيض يوجهون لها انتقادات كبيرة قد تكلفها عدم خوض السباق إلى نهايته.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أزمة رسائل البريد هذه قد أثرت بالفعل على شعبية كلينتون على الرغم من أنها لا تزال مرشح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة.
وعلى الرغم من أن كلينتون قد أشارت إلى أن السبب وراء فعلتها هذه هو “الصالح”، إلا إن البعض يقول أن السبب الحقيقي هو منحها السيطرة الكاملة على مراسلاتها.
كلينتون وحملتها
رد الفعل الأول لكلينتون جاء عبر المتحدث الرسمي لها والذي دافع عنها قائلًا إنها استخدمت نص وروح القانون، وذكرت كلينتون لاحقًا إنها فعلت هذا كنوع من الراحة.
وقد قامت وزيرة الخارجية السابقة وأعضاء من حملتها الانتخابية بالرد على هذه الأمور قائلين إن استخدامها لخادوم خاص في إرسال واستقبال الرسائل هو أمر مسموح به ولا يعد خرقًا لأي إجراءات أو قوانين.
حملة كلينتون قالت إن هذه القضية تم التركيز عليها لأغراض سياسية تتعلق بترشحها للانتخابات الرئاسية القادمة.
جدير بالذكر أن هناك موظفين حكوميين ووزراء سابقين للخارجية قاموا باستخدام بريدهم الإلكتروني من أجل المراسلات الرسمية والخبراء أعلنوا أن هذا الأمر تسمح به القوانين الفيدرالية في حالات الطوارئ.
وصف الرئيس السابق للتقاضي في إدارة المحفوظات الوطنية والسجلات، جايسون بارون؛ ما فعلته كلينتون بأنه أمر غير معتاد لكنه لا يشكل أي انتهاك للقانون. يقول خبراء أن نظام البريد الإلكتروني لكلينتون يقع في منطقة "رمادية" للقانون.

(منقول)

Like   Comment   Share
  • Ibrahim Awadهؤلاء الناس لا يلعبون. إنهم يوظفون علمهم وتقدمهم وتخطيطهم ودهاءهم فى تحقيق ما يريدون من علوٍّ فى الأرض وسيادة على العالمين وغنى ورفاهية وراحة بال وسرقة لغيرهم من الشعوب بكل وسيلة ممكنة ونقل لثرواتها إلى بلادهم. انظر إلى نظافة شوارعهم. انظر إلى جمال بيوتهم وأناقة سياراتهم وقارن بين ذلك كله وبين بؤس أحوالنا: ناسا ووجوها وعقولا وبيوتا وسيارات متهالكة ككل شىء عندنا وجهلا وزبالة وفوضى وقبحا وعنادا فى الباطل وكراهية للتقدم. أقول إيه والا إيه؟ نسكت أحسن!

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 57 مشاهدة
نشرت فى 5 سبتمبر 2015 بواسطة dribrahimawad

عدد زيارات الموقع

33,966